23 ديسمبر، 2024 12:25 م

هل نتجاوز الخوف …من أجل الانسان والوطن ؟

هل نتجاوز الخوف …من أجل الانسان والوطن ؟

مثلما وردت آيات الحق والعدل في القرآن وردت آيات الباطل والخوف، ليس في القرآن فقط بل في التوراة والانجيل و كل كتب الديانات الاخرى.
هل خلق الانسان ليشقى؟ لا… انما خلق الأنسان ليُسعد في الدنيا وينفع الاخرين،الا في عراق الخونة والمزورين وباعة الاوطان للأخرين.
اخي العراقي لا تخون ولا تسرق اموال الوطن والمواطنين ، أستبدل ثقافة الخيانة التي زرعها الحاكم في وطنك بثقافة الأمانة ،ان من يفعل الخيانة ماتت الحمية في نفسه كما ماتت في نفوس حكام العراق اللا آدميين الخائفين المرتجفين اليوم مما قاله خالد العبيدي ، فلا تكن مثلهم ولا تشجع نفسك على مخالفة ما أمر الله به والعرف واخلاق الصفاء عند الأخرين.
قرأت اليوم خبرا ان ابن المالكي في السويد يستجم مع حراس الأمين ،وابن النجيفي في الدنمارك يدير اعمال والده السارق اللعين ،وابن علاوي في لندن ليحصل على ارقى شهادات العالمين بأموال فقراء العراقيين ،لكن ابن الخايبة في الصحراء يقاتل من اجل الوطن ليتنعم ابناء المنطقة الخضراء بالزنجبيل،هكذا افتى بها شيخ المرجعية بنص مكين. والا أين موقف المرجعية والدين من الفاسدين كقوليها يا مرجعية كما قالها علي(ع) العظيم :لو كان الفقر رجلا لقتلته بسيفي ؟ وقال عمر (رض ) كيف أستعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا.
نحن نقول لا خوف في المحبة والصدق والأعتدال،فالمحبة والامانة تطرح الخوف والقلق من قلب الخائفين..فكن اخي المواطن الصالح مع المحبة والصدق ومحبة الوطن ولا تجامل الخائنين والمرتشين المزورين ، لتحل فيك الطمئنينة وراحة
النفس لتنام مرتاحا من كل تفكير. فالخونة والسراق وباعة الوطن كلهم خائفون اليوم لا ينامون ليلتهم من الخوف والقلق الكبير،اللهم ربي زدهم خوفا على المصير..؟
ورغم ان التكنولوجيا التي حلت كل اشكاليات الحياة وجعلت الانسان مرتاحا آمنا من الخوف،لكن تبقى المحبة الآلهية وراحة الضمير من كل خطأ مقصود،هي الطاقة اللازمة لكل انسان كي يسيرفي الطريق الأمين ،والتي من دونها لا خيرُ يرتجى لعالم أكله القلق من جراء ابتعاده عن الحق والعدل والمنطق الصحيح . والا كيف شهد بعض العراقيين بالباطل امام القوى الكبرى على وطنهم زورا ليقتلوه بأيديهم من اجل مغنم لئيم ؟
قرأت في كتب التاريخ حوارا بين الخليفة المنصورالذي كان مريضا بالبطن،وبين عامله معن بن زائدة الشيباني الفقية المعتدل .قال المنصور لمعن :يا معن اني أشعر بدنو أجلي فنوبات المرض تقتلني في كل ساعة ،حتى يأست من الشفاء وسأذهب هذا العام لمكة لعلي اشفى مما اعاني واشقى،قال معن للخليفة بعد ان سلمَ عليه وأثنى عليه قال له معن : “انت لن تموت بالمرض مولاي أمير المؤمنين ،ولكن سوف تموت بالقلق والخوف من الحساب”،قال الخليفة وما تقصد يا معن، قال معن للخليفة: لا تكن الحاكم بنفسك على نفسك،ولا تظلم الناس ،فالناس يقولون :ان الظلم ُ فاشٍ ببابك؟
ارتاب الخليفة من الخوف من الله والقدرة الآلهية التي تراقب الناس وتعلم ما في الصدور..قال معن :”أصلح نفسك فأن الله يقبل التوبة ،يُميت ويُحي ،قادر ان يجرح ويُعصب ، قادر ان يسحق ويشفي”.
كانت لكلمات معن أعظم الأثر في نفس المنصور المتغطرس فقرر ان يذهب ليتعافى وان مات فليعفو الله عنه مادام انه اعترف بالخطأ امام الله القادر القدير ،فمات الخليفة المنصورفي مكة سنة 158 للهجرة تاركا وصية يقول فيها:
ايها الناس ، لا تظلموا الرعية،ولا تسرقوا المال العام ،ولا تفضلوا اولادكم على الأخرين،فجدي علي (ع) قال:”ان المال الحرام حوب عند الله ، فاعترفوا بالحق ،والحق القديم لا يبطله شيء لأن العقل مضطر لقبول الحق ، سيؤخذ من السارق
حتى ولو سكن القصور وملك الأنام والسلطة ” . نعم التزم المنصور لكن بعد فوات الآوان حيت مات بمكة نادماً. وقال معاوية ان الندم لا ينفع على فراش الموت النادمين؟ فهل سيندمون قادة المنطقة الخضراء ومن معهم من الظالمين الذين باعوا الوطن،وسرقوا المال ،وقتلوا النفس الانسانية ،وهتكوا الاعراض وهم يدرون انهم يدرون بما يفعلون ؟
واجه الخوف اخي المواطن من الخطأ بشجاعة ستجد لك الحماية الآلهية دون ان تدري ،فلا تحكموا على أنفسكم يا حكام العراق الخونة تاركين محبة الله للحق والعدل غير مكترثين.
ان يد الله والصالحين ممدودة للجميع ان اعترفوا بالحق والعدل ومحبة الناس والوطن.. وأرجعوا الاموال المسروقة ولا تستجدوا المال من الأخرين كما فعلها ابراهيم الجعفري في واشنطن من المانحين المستهزئين بالعراق.. فلم يعد وطن العراقيين وطن ، بل نهبا للمجرمين ،فلتكن روح الثقة والمحبة محور حياتنا،ساعتها سنواجه الخوف والقلق حتما بشجاعة الانتصار عليه.
فلا تكن الا مع الله والصالحين …؟
[email protected]