17 نوفمبر، 2024 7:14 م
Search
Close this search box.

هل من مجير ؟

بديهية عرفناها منذ شبابنا بأن الأمم لا تبنى إلا بأبنائها المخلصين الذين يواصلون الليل بالنهار من اجل أن يروا أوطانهم تعلوا وتزدهر..
نحن في العراق عانينا ما عانينا من تخلف القوانين ما بين قانون جائر وقانون يخدم رموز السلطة وقانون يقيد حقوق المواطن وقانون يجعل المواطن يكفر بمن وضعه ونفذه وهكذا حالنا ونحن نودع نظام دكتاتوري لنستقبل آخر.
فمعاناة المواطن مع ( المصائب الأربعة ) واستنساخاتها المتواصلة لم تنته بالرغم من ثورة المعلومات التي غزت العالم وكتب التأييد من المختار الذي اعتقد بان العراق وحده من بين دول العالم لازال يمارس هكذا دور علما أن هناك مكاتب معلومات في كل مراكز الشرطة تستخدم الحاسوب وتمنح بطاقة السكن التي تحتوي على كل المعلومات اللازمة عن هذا المواطن المبتلى الذي لازال يبحث عن المختار ويحّضر الإكرامية اللازمة من اجل الحصول على ورقة ممكن شراؤها بالمال وبسهولة ويسر..
لي صديق يتاجر بالقرطاسية ويزود دوائر الدولة بهذه المواد حيث يشترطون تجديده لإجازة ممارسة المهنة التي تمنحنها القائمقامية وها هو يراجع منذ أكثر من أسبوعين دون نتيجة تذكر لان المطلوب منه أن يحصل على تواقيع سبعة أشخاص في أماكن مختلفة وعندما يذهب إلى احد منهم يقول له لابد أن يوقع فلان قبلي وهكذا دواليك حيث إن المسكين وبمرور أكثر من أسبوعين لم يحصل على توقيع واحد..الطامة الكبرى في هذا الموضوع انه لابد أن يحصل على توقيع احد المخولين في صحة المحافظة وكأن الأمر بان القرطاسية ستكون مادة غذائية على مائدة العراقيين في المستقبل .
إن تغيير القوانين يتطلب وجود نواب للشعب يعانون معاناته ويوفرون متطلباته ويقرون القوانين التي تخدم هذا المواطن الغلبان الذي أتعبته السنين كثيرا وبات شعبنا وبفضل من استعبدوا رقابه مصابا بكل الأمراض المزمنة التي يدخل العامل النفسي سببا رئيسيا في انتشارها..أما القوانين التي تخدم هؤلاء فتم إقرارها منذ الجلسة الأولى ..ونحن والحمد لله فان نوابنا لم يكملوا مئة ساعة من الدوام منذ ابتلائنا بهم قبل ثلاث سنوات ونيف!!!
هناك قوانين كانت تخدم المواطن في العهود السابقة تم إلغاؤها لا لشئ إلا لكونها من نتاجات نظام دكتاتوري سابق دون النظر إلى حاجة المواطن لهذه القوانين من عدمه وأبسط هذه الأمور قانون إسقاط الديون المترتبة للدولة على المتوفي حيث باتت الدولة تبحث عن الكفيل المسكين لتحجز راتبه وتدعه يلعن اليوم الذي تعرف فيه على صديقه المتوفي وهذا ما حصل مع احد الأصدقاء الذي فوجئ بحجز راتبه أو تسديد المبلغ الذي بذمة الميت..
إذا كان وضعنا مع برلمانيينا بهذه الصورة في الدورة القادمة فانا أعلن لكل مواطني العراق بان يقرأوا الفاتحة على هذا الوطن  المستباح..فهل من مجير.

أحدث المقالات