18 ديسمبر، 2024 11:51 م

هل من ضربةٍ صاروخيةٍ – جويةٍ لإيران .؟

هل من ضربةٍ صاروخيةٍ – جويةٍ لإيران .؟

تضاعفَ الحديثُ عن هذه الضربة المفترضة وبالخطّ العريض واكتسى بلونٍ احمرٍ صارخٍ منذ بضعة ايامٍ قلائل , حين اعلنت وكشفت منظمة الطاقة الذرية بأنّ مستوى تخصيب اليورانيوم في ايران بلغ درجةً عالية الخطورة تتراوح الى نحو ما بين 84 – 87 , حيث الدنوّ والإقتراب من درجة 90 هي مرحلة الخطر الأخطر لإنتاج القنبلة النووية . ما نشيره له هنا او نعيد الإشارة اليه التي زخرت وسائل الإعلام بنشر تفاصيلها , فإنّما يقتصر تحديداً أنّ لندن وباريس وبرلين اعلنت عن توجيه نقدٍ دبلوماسيٍ صارخٍ وحادّ لطهران , بينما امتنعت ورفضت واشنطن ذلك .! وهذا ما يمكن تفسيره بمعانٍ مزدوجة ومتباينة لايمكن الوصول او التوصّل الى حقيقتها وما تهدفه من وراء ذلك .

  ما يرجّح من كفّة احتمالات الضربة الأفتراضية ضدّ المنشآت النووية الأيرانية او بعضها < من زاويةٍ ما على الأقل > , ولاسيّما منشأة ” خودرو ” المنصوبة او المنصّبة تحت او في قاع جبلٍ شامخ , حيث يصعب على القنابل الذكية اختراقها وفق الحسابات العسكرية التقليدية المعتبرة , فهو على الأقل ملاحظة زيارة الجنرال ” مارك ميلي ” رئيس اركان الجيوش الأمريكية الى قوات بلده في شمال شرق سوريا البالغ تعدادها 900جندي , وذلك لتأمينٍ مسبق لعدم تعرّضها لهجماتٍ من ميليشيات لبنانية او عراقية او سواها في حالة نشوب الضربة ضد ايران وما قد يصاحبها من تداعياتٍ غير محسوبة , لكنّ الأهمّ من ذلك عسكرياً هو سرعة انتقال رئيس الأركان الأمريكي الى تل ابيب ومن قبل وصول وزير دفاعه الفريق اول ” لويد اوستن ” الى اسرائيل .! وهذا ما له من دلالاتٍ بالغة الخصوصية , وبهذا الخصوص ايضاً فإنّ وزير الدفاع الأمريكي هذا سوف يزور الأردن بعد مغادرته تل ابيب , حيث تتواجد 16 قاعدة امريكية لصواريخ باتريوت والتي تشكّل ما يمكن تسميته بحائط الصّد ضد صواريخٍ ايرانية مفترضة لتدكّ اسرائيل .! .. وفي استكمال او محاولة استكمال خريطة الإستقراء او استقراء خارطة احتمالات توجيه الضربة المفترضة , فالفريق اول ” لويد اوستن ” سيزور القاهرة ايضا ومن ثَمّ يعود الى تل ابيب لإبلاغها بآخر التفاصيل الدفاعية – الهجومية من الجانب الستراتيجي – العسكري والسرّي ..ايضاً فما قد < يزيد الطين بلّه او يضيف حطباً اضافياً على النار – وفق اتوصيفات الأدبية العربية > فهو التزامن المتقارب ” ولعلّه المدروس ” عن زيارةٍ لمستشار الأمن القومي الأمريكي ” جيك سوليفان ” لتل ابيب , واعقبتها زيارة رئيس المخابرات المركزية الأمريكية ” وليام بيرنز ” الى العاصمة الأسرائيلية , فما معنى هذا الزخم السندبادي الأمريكي وحطّ الرحال في اسرائيل .! , وبالصدد هذا لابدّ أن يكون او ان تكون زياراتٌ مماثلة لبعض دول الخليج , وربما لم يُعلن عنها ولأسبابٍ لا تقتضي الإعلان عنها للإعتبارات الأمنيّة الخاصة .

  هذه الضربة الأسرائيلية والتي من المفترض أن تغدو معزّزة بكثافةٍ لوجستية وتقنيّة امريكية , والتي اذا ما حدثت فإنها ستبعث السرور والفرح والمرح لدى الرئيس بوتين لتوريط الأمريكان في حربٍ ما يصعب الخروج من مستنقعها العسكري والسياسي.

   الى ذلك , وعلى الرغم من أنّ القواعد الأمريكية العسكرية في بعض دول الخليج العربي والعراق وسواها , ستغدو اهدافاً مختارة للصواريخ والمسيّرات الأيرانية اذا ما حدثَ الحدثْ , لكننا وَ وِفق تقديراتنا الأولية في ميدان الإعلام , فلا يمكن افتراض توجيه ايّ ضربات صاروخيةٍ – جوية ضدّ الأيرانيين , ما لم تكن تكن التكنولوجيا العسكرية الحديثة قد توصّلت الى تقنيّةٍ غير مسبوقة لتعطيل انظمة اطلاق الصواريخ والمسيّرات الأيرانية ” على الأقل ” وذلك ما يسبق أَوانه الآن , ولا نزعم أنّ العكسَ بالعكسِ قد يغدو قائما الى حدٍ ما وضئيل , ودونما وضع حدودٍ محددة للحرب النفسية وتعقيداتها , ودون أن نقلّل من خطورة الموقف وحرارته .!