ليس في مورد تعريف الشفافية كمفهوم جديد اتسع وبات متداولا بشكل واسع مع تولي الجعفري رئاسة الحكم ، ومن ثم رئاسة الوزراء الى الحد الذي لم نعد نفرق فيه بين هذا المفهوم وبين الجعفري فكلاهما مرتبط بالاخر ، فحين نذكر الاخير تتبادر الى اذهاننا الشفافية والعكس صحيح، وكم كان جميلا لو ان السيد تولى وزارة التعليم العالي حتى تكون الشفافية متاحة للجميع ، وتحظى مفاصل الوزراة كلها بالعمل على وفق هذا المفهوم.
وبما ان السيد الشهرستاني ليس بعيد عن الشفافية او عن اول من اطلقها ، فكلاهما من زقاق واحد من ازقة كربلاء القديمة ، وينتمون للمدرسة الفكرية نفسها ، لذا اجد من المناسب طرح اعتماد الشفافية في عمل مفاصل الوزارة ولاسيما التقديم للدراسات العليا في الجامعات العراقية ، وقد لايعلم السيد الوزير عن السرية العالية التي ترافق التقديم للدراسات ، واخفاء تام للمعلومات عن المتقدمين لها ، مما تسبب في ضياع حقوق الكثير من الطلبة جراء هذه السرية غير النافعة او لنسميها المضرة .
فما الحكمة من حجب المعلومات عن الطلبة المتقديمين ، التي اوقعت الاقسام الادارية المختصة بالدراسات في اخطاء كبيرة منها في النتائج ، كما حصل في كلية الاعلام في هذه السنة والسنوات السابقة ، وكليات اخرى في جامعات كثيرة ، وربما جامعة بغداد تملك من شجاعة القرار الذي مكن ادارتها من أعادة الحقوق للطلبة المغبونين ، وهذه الاخطاء ما كانت ان تحصل لو ان الكليات تعاملت بشفافية عبر اظهار بيانات الطلبة المتقدمين في شاشة خاصة في الكليات لاسيما ان بعضِ منها يمتلك اكثر من شاشة ، مثل كلية الاعلام التي نصبت شاشتين كبيرتين الاولى في مدخلها والاخرى في الباب الخلفي ، فضلا عن عدد اخر من الشاشات الصغيرة نصبت في الممرات الرئيسة فيها .
ما الذي يمنع الادارات من تخصيص هذه الشاشات لاظهار بيانات الطلبة كاملة وبالتالي يتاح له العلم بها ، ومن ثم تصحيحها لو تم ملاحظة اي خطأ، ويكون افضل لو ان هذه الشاشة تم ربطها مع الحاسوب الرئيس في الكلية او القسم ويتم اظهار بيانات الطالب المتقدم حال ادخالها في حاسوب الدراسات العليا، وبتقديري ان سبب اخفاء المعلومات عن المتقدمين جاء لتمرير قبول طلبة ربما يكونوا غير مؤهلين ، وإلا بماذا نفسر ذلك هذا الحجب التام للبيانات.
ان حجب البيانات ليس وليد اليوم بل هو سياسة جاءت عبر تعليمات سابقة في زمن النظام السابق ، ولعلنا ندرك المقاصد من ذلك ، واستمرت هذه التعليمات لترافق عمل الادارات الجديدة ، ولم تمتلك الشجاعة للتعبير عن نفسها وشفافيتها بالافصاح عن البيانات لكي تكون متاحة امام الجميع.
وعلى سبيل الذكر رافق التقديم في هذا الموسم الدراسي اخطاء جسيمة كادت تطيح بأحلام عددا من الطلبة ، إذ لم ترد اسمائهم ضمن قوائم المقبولين ، وحين قدموا اعتراض بالصدفة على النتائج تم تغييرها لصالحهم ، نعم انها كانت بسبب اخطاء الطلبة انفسهم رافق املاء الاستمارات.
ومن المؤكد ان اتاحة البيانات امام الجميع سيقلل من الاخطاء المتعمدة وغير المتعمدة ويجنب الاقسام الكثير من العناء والجهد ويختصر الزمن ويسهل للطلبة معرفة النتائج تلقائيا وعبر الشاشات.
دعوة خالصة نضعها امام الوزير الشهرستاني لكي يتخذ فيها قرارا شجاعا وربما عن طريقه تكون الشفافية من ممتلكات وزارة التعليم وليست من حصة السيد الجعفري.