23 ديسمبر، 2024 1:52 ص

هل من جذورٍ وجيناتٍ عدائية لدول الغرب ؟

هل من جذورٍ وجيناتٍ عدائية لدول الغرب ؟

قبل ان تتسابق وتتسارع علائم النفي والنقض لهذا التساؤل , ونشاركهم ونسبقهم في ذلك , إنّما : –

ينبغي التمييز والتفريق بين الدول او الحكومات من جهة , وبين شعوب المجتمعات الغربية من جهةٍ اخرى , مع أخذٍ بكل الإعتبارات للمتغيرات الدولية والزمنية في هذا الشأن , ومع ما يرافقها من مصالحٍ اقتصاديةٍ مهما كانت ضيّقة الأفق .

    الموضوع برمّته او بمجمله يتعلّق بالحرب الأوكرانية – الروسية , وما يتخللها من اندفاعٍ وتدافعٍ لدول الناتو لصبّ المزيد من الزيت على الحرب المندلعة بين الأوكران والروس , مهما بلغت الخسائر البشرية والمادية لأوكرانيا .! , والمفارقة هنا فلو ” لظرفٍ ما ” قرّرت ادارة امريكية جديدة وقف الدعم التسليحي والمالي كلياً لنظام زيلينسكي , لبادرت الدول الأوربية للإمتثال لذلك على الفور ايضاً , وهذه هي الحالة الذيلية المكشوفة المعالم , ودونما غنائم .!

    قبل الشروع بتسديد نبال النقد للنخب الثقافية والإعلامية وحتى ” الأدبية وفي ميادين الفن ” في الولايات المتحدة ودول اوربا , بأعتبارهم قادة الرأي في كل المجتمعات الأممية او القاريّة , فروسيا ومنذ تفكك الإتحاد السوفيتي السابق , لم تعتدِ ولم تشن ايّ حربٍ على دولةٍ اخرى كما فعلت الحكومات الأمريكية , ولم تشكّل روسيا ايّ تهديد للسلم العالمي او ضد دولة اخرى , لكنّما < وكما بدأت الحكاية > أن يجري الطلب من اوكرانيا ” المجاورة والملاصقة حدودياً لروسيا ” للإنضمام الى حلف الناتو , وبالتالي إدخال الصواريخ والأسلحة النووية , وحتى الجيوش على حافّات حدود روسيا , ودونما ايّ مبررّ او مسوّغٍ يستدعي ذلك , فكان من الطبيعي ان تلجأ موسكو الى اجراءٍ احترازيٍ ووقائيٍ لإبعاد المسافة الأرضية عن حدودها مع اوكرانيا ومع ما يرافق ذلك من متطلباتٍ عسكريةٍ بالغة الأهمية للدفاع عن أمنها القومي , وهذا ما يُصطلح عليه في ” الجغرافيا السياسية وفي العلوم العسكرية بِ – الأرض الحيوية – “

ولُبعد النظر الروسي في ذلك , اطلق الكرملين في حينها عبارة < العملية العسكرية الخاصة > ولم يسمّها بمعركة او حرب , وبقيت هذه التسمية مستخدمة في الإعلام الروسي طوال اكثر من سنة , الى أن اطلق عليها الرئيس بوتين ” منذ يومين ونيف ” بأنها حرب مع الغرب .!

    بيت القصيد المستهدف هنا , وكأنّه بيت عنكبوت او من بيوتات العناكب , فيتمحور ويدور حول نفسه عن الصمت المطبق لنخب الإنتجلنسيا الأمريكية والدول الأوربية الأخرى المشاركة بفاعلية في تغذية وتمويل الصراع والقتال بين الروس والأوكران , ودونما مقابل او مصالح ماديّة ذات فائدةٍ ما مفترضة .! , ولعلّ هذا يجيب على جزءٍ من عنوان المقال في اعلاه , ليرتبط ذلك مسبقاً عن اية نهايات غير مرسومةٍ في الأفق الأممي لولوج او ايلاج البشرية في او الى الحالة النووية , وما هي القراءات الموضوعية والسيكولوجية – السوسيولوجية لمثقّفي الغرب في صمتهم هذا .!