24 ديسمبر، 2024 8:36 ص

هل من تفسير معقول لما حدث؟

هل من تفسير معقول لما حدث؟

في غضون يومين تم إستهداف مطار بغداد بثلاثة صواريخ بعد هدنة لمدة اسابيع رعاها قائد الحرس الثوري إسماعيل آقاني، والتزم بها ذيوله الولائيون، إثنان من الصواريخ أخطئا الهدف والآخر سقط على منزل عائلة عراقية كالعادة.
تصادف اطلاق الصواريخ مع الإسبوع الأول من رئاسة بايدن، حيث تنظر ايران والعراق بتوجس حول خطة الرئيس الجديد إتجان البلدين، علما ان العراق كما يبدو خارج إهتمام الرئيس الجديد فلم يتطرق اليه ولو بإشارة عابرة. ثم جرى تفجير إنتحاري في ساحة الطيران في العاصمة بغداد نجم عنه ما يقارب (150) ما بين قتيل وجريح، ليس بينهم أحد من قوات الأمن العراقية او الحشد الشعبي، وقبلها بأيام قلائل خرجت للملأ فضيحة المقبرة الجماعية التي تم اكتشافها في محافظة صلاح الدين، التي تضم رفاة ما يقارب (1500) مغدور. كان ومازال الحشد الشعبي يسطر على المنطقة، بمعنى ان المغدورين كانوا من ضحايا الحشد الولائي، الذي اسسه المرجع الشيعي علي السيستاني ولم يفتي بإنتهاء مهمته في لغز لا يمكن فكه.
يبو ان اطلاق الصواريخ على المطار والتفجير الإنتحاري كانا مقصودان ومدروسان بعناية للتغطية على المقبرة الجماعية الجديدة، التي لم تعلق عليها حكومة مصطفى الكاظمي، ويرفض الحشد الشعبي نبش المقبرة لإخراج الضحايا والتعرف على هوياتهم، مما يؤكد بما لا يقبل الشك بأن المغدورين قتلوا من قبل الحشد السيستاني، سيما ان المغدورين إختفوا بعد تحرير المنطقة من تنظيم داعش الإرهابي، لذلك لا تستطيع الحكومة الولائية ان تعلق المسألة برقبة داعش.
صحيح ان تنظيم داعش الإرهابي تبنى العملية الإنتحارية في ساحة الطيران، ولكن هذا دأب داعش فهو يخدم الحكومة العراقية ويعلق كافة العمليات الإجرامية التي تقوم بها الميليشيات الولائية برقبته على أساس إثبات وجودة وإستمرارية فعالياته الإرهابية في العراق، وهذا ما يؤكد وجود قواسم مشتركة بين تنظم داعش والميليشيات الولائية، سيما ان المنبع واحد (إيران) والهدف هو خدمة أجندة الولي الفقيه.
كالعادة سرعان ما توجهت الإذاعات الولائية لإتهام السعودية الشقيقة بأنها تقف وراء التفجير الإنتحاري، ولكن تبين فيما بعد ـ ان صحت أقوال الناطق الرسمي الأمني، وهم قلما يصدقون في أقوالهم ـ بأن الإنتحاريين من جنسية عراقية، ولا علاقة للسعودية بالتفجير. بالطبع اتهام السعودية الشقيقة اقتصر على الفضائيات الولائية التي تمولها ايران فقط، بل ن أحدى الفضائيات الشيعية حاكت فلما على احد الرجال الذين ساعدوا الإنتحاريين، ليقول ان السعودية تقف وراء الحادث، إبتذال ما بعده إبتذال، وخنوع لولاية الفقيه ما بعده من ذل وخنوع.
من الصعب ان تفسر هذا السقوط الإخلاقي، وهل من المعقول ان ينحدر العراقي لأسفل السافلين ليكون ماسح حذاء للإيراني، بل يضع حذائه تاجا على رأسه. كيف يبيع الإنسان شرفه وضميره وكل قيمه بهذه الطريقة؟ عملاء العراق لإيران هم حالة نادرة في تأريخ العمالة لا نظير لها في التأريخ القديم والحديث.
ان التفجير الإنتحاري الذي اتهم به اثنان من الموصل، واطلاق الصواريخ على المطار من قبل الميليشيات الولائية، واطلافق صاروخ على المملكة العربية السعودية، تمت في غضون اسبوع، كان لغرض منها:
اولا: التغطية على المقبرة الجماعية الجديدة، بمعنى انه لا علاقة لتنظيم داعش الإرهابي بالتفجير. كما انه لا يمكن ان يجتاز الإنتحاريان عشرات السيطرات دون اكتشاف العبوات إلا في حالة واحدة فقط وهي انهما من الحشد الشعبي والعجلة التي أقلتهما من عجلات الحشد الشعبي لأنه لا أحد يجرأ على تفتيشها.
ان عجلات الحشد السيستاني تتمتع بحصانة تفوق حصانة الرئيس العراقي برهم صالح، وعناصر الحشد جميعهم دبلوماسيون ويتمتعون بحصانة، حتى رئيس الوزراء لا يستطيع ان يحاسب أصغر عنصر فيهم، الحشديون الذين شتموا رئيسهم مصطفى الكاظمي ( القائد العام للقوات المسلحة) وداسوا على صوره بأحذيته يتباهون بعملهم، ويستلمون رواتبا من القائد العام للقوات المسلحة، وتمت ترقيتهم!!
ثانيا. انها رسالة من الولي الفقيه الى الإدارة الأمريكية فحواها أن العراق هو ورقتنا التي سنفاوضكم عليها بشأن العقوبات والملف النووي، نحن من نحكم العراق، والرئاسات الثلاث ليست اكثر من عرائس دمى جميع خيوط تحريكها بيد الولي الفقيه.
مع الأسف هذا هو الواقع ، فذيول الولي الفقيه من الميليشيات الولائية والصمام المرجعي في النجف والرئاسات الثلاث جميعها تحت سيطرة الخامنئي.
ضحى عبد الرحمن
العراق المحتل