لماذا إنصاعت لاند بعد تصريح الخطيب الديني؟ قد تكون هذه المقالة فيها أكثر من تساؤل لكن المؤكد أن هنالك جواب واحد .
منذ فترة قريبة بدأت نشاطات فنية لمدينة السندباد لاند وهي مدينة الألعاب المعروفة في بغداد تحديداً في جانب الرصافة والتي افتتحت يوم ١٦ يوليو عام ٢٠١٥ لكنها منذ أعوام لم تكن ذات شهرة ماعدا أنها تعد مدينة ترتادها العوائل للترفيه من أجل أطفالهم، لكننا في الفترة الأخيرة ومثلما شاهدنا وراقبنا على مواقع التواصل الأجتماعي قد بدء سيل من الحفلات الفنية لمجموعة من الفنانات والفنانين المشهورين ذوي الجمهور الواسع على المستوى العربي وكانت برعاية السندباد لاند، بالتأكيد كلنا ندرك أن هذه الحفلات هي ترفيهية من جانب ودعاية إعلانية من جانب آخر فكثير منا لم يكن بذلك الحجم من الإهتمام للذهاب إلى السندباد لأنها ليست صرح ترفيهي عراقي بغدادي قديم يرتاده الناس على مر السنوات كمتنزه الزوراء الكبير مثلاً .
بدأ الإعلان للحفلات وبدأ حجز التذاكر ثم بدأت الترندات والسنابات والفيديوهات المصطنعة التي تهدف إلى جذب المزيد من “المشاهدات فقط” على السوشال ميديا .
استمر الهدوء إلى أن وصل الممثل المصري المشهور محمد رمضان وضجت وسائل الميديا بالأخبار المتناقلة عنه وعن ملابسه في الحفل ورمي الساعات الثمينة والهدايا عليه في المسرح وتقبيله يد الشابة التي يقال عنها الفنانة بنين الموسوي وإنتهت الحفلة.. وقد زَعزع الهدوء مابعد الحفل… فكان مقرر أن تستمر الحفلات ياحضرة القرّْاء إلى أن جاء تصريح غاضب وشاتم من الخطيب الديني الشيخ جعفر الإبراهيمي حسب مانُشر في الأنباء وكان بتصريحه ينتقد إقامة حفل صُرف عليه مليارات من أجل عبد أسود داعر وأن العراق بدأ يكون ملاذ للإنحلال والفسوق حسب تعبيره، بالتأكيد جاءت ردود سلبية تنتقد الشيخ اولاً بحسب أنه رجل دين ويجلس في بيت الله فكيف ينتقد ويعترض على لون خلقه الله تعالى؟ وكيف يكون متدين وهو بهذه العنصرية!!! .
أعتقد أن الهدوء عمَّ بسرعة بعد رد واحد من محمد رمضان فالردود لم تتزايد ولم يتطور هذا الحدث إلى ترند جديد .
لكنني أتساءل سؤالاً واحداً لماذا لم يتوجه انتقاد أوتهجم إلى حفلة اليسا وغيرها !؟ ولماذا لم تُعتبر الحفلات في الملاهي الليلية لفنانين عراقيين وعرب في أربيل ومطاعم وفنادق كذلك في بغداد هي الأخرى بأنها أماكن للفسق والفجور ؟؟؟ ناهيك عن النشاطات التي ترعاها بعض الأماكن في بغداد وهي معروفة ويرتادها كثير من الناس خاصة الرجال المكبوتين أو الجائعين عاطفياً وجنسياً لأنهم هناك يلتهمون عن قرب أجسام النساء، فالبنت هناك هي من تقدم الخمر والأكل على طاولات الزبائن بل ويحدث أن تصب له الويسكي والعرق بيديها الناعمتين وهي جالسة على فخذه أو بجانبه..وهذه الأماكن تمارس عملها بعلم الحكومة ويحدث أن يكون الزبون نفسه رجل حكومة وأعتقد أن كل ذلك لايخفى عن رجال الدين!!! وهنا أطرح سؤال آخر هل جهات من الدولة أو الحكومة تقف خلف حماية هذه الأماكن أم هي مستفيدة فقط؟ فمن غير المعقول أن تستمر الملاهي الليلية أو كوفيات وبارات الفنادق بدون موافقة الحكومة، أما الجهات الدينية لماذا تسكت عن الرقص والخمر في تلك المحلات وتتحدث غاضبة مثل ما أثار حفل محمد رمضان الغضب الأخير!!!؟
أطرح سؤالاً ثالثاً وأخير… بعد أن إنصاعت إدارة السندباد لاند وأوقفت رعاية الحفلات الفنية تنفيذاً لأوامر أو موقف المؤسسة الدينية في العراق بإعتبارها مجون وفسوق فهل السلطة الدينية في العراق أعلى من السلطة الثقافية؟ ذلك صواب لأن الثقافة متراجعة وبتراجع مستمر في العراق، تبَّقى أن أقول أننا نعيش دعارة مقنعة ونفاق اجتماعي فما من وضوح أو عدالة في إستخدام السلطات في البلاد .