23 ديسمبر، 2024 3:22 م

هل مازلنا نحلم العيش بالبلد الواحد…ام هنالك خيار للمضطرين…!؟

هل مازلنا نحلم العيش بالبلد الواحد…ام هنالك خيار للمضطرين…!؟

سنوات عجاف اشد من سنيين القحط لنبي الله يوسف –ع-اكلت الاخضر واليابس ونفذ فيها حتى الخزين حتى لم يعد للنمل أمان  ولازال البلد يئن  حزين   ولم يتنين الخيط الابيض من الاسود بعدما غيبت الغربان الشمس  وحل الظلام الدامس والعتمة  اصبحت هي عنوان العراق الجديد. اكثر من عشر سنوات مضت منذ بدء عراق جديد بعد حقبة النظام المقبور , و لم تغيير بة النفوس وكتاب الله صريح  (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) وان حدث التغيير فهو نحو الاسوء  ! في هذا البلد العجيب اذا كنا سابقا  نسير ببطء لكنني اكاد اجزم اننا اليوم اسرع من اي وقت في المضي الى الاختيار الصعب  الذي باتت معالمة واضحة وهي “التقسيم  العرقي  او الطائفي سمة ما شئت!؟ انني ارة واقعا لا محال  ولعدة اسباب ومسببات منها ما هو مخفي اليوم ومنها ما هو معلن ؟ العيش في بلدا واحد  يتطلب توافقا سياسيا يرافقه نشاط اقتصادي و كذلك الاجتماعي  و….ويبدو ان هذه الروابط  تفككت مؤخرا بفعل فاعل وان العودة الى الماضي يبدو لي  صعبا للغاية في ظل ما نمر به اليوم من متغيرات كبيرة جدا جدا ؟الوضع المتأزم او لنقول مرة اخرى العراق الجديد بعد سقوط الموصل هو مختلف كليا عن ما قبل هذا التاريخ .ان تاريخ 10/حزيران ادخل العراق في النفق المظلم فعلا؟ المتغيرات اكبر من ان يستوعبه  البعض انها الاهداف الاستراتيجية الجديدة التي خطط لها اللاعبون الحقيقيون في المشهد العراقي من قادة كبار ودول اكبر  لمحاولة رسم معالم جديدة واهداف استراتيجية بعيدة  المدى وحديثة تتماشى مع متطلبات العصر الجديد .حسب وجهت نظرهم ؟من هي …؟ كيف تتحقق..؟؟

في العودة الى موضوع بحثنا  لقد كشفت احداث الموصل ان النسيج العراقي ذو التاريخ الكبير اهون من بيت العنكبوت فقد تمزق بسرعة غير متوقعة  وكشفت الاقنعة التي كان البعض يستتر بها حول البلد الاوحد واكذوبة العيش بسلام وتآخي وهذا ما كشف زيفه مؤخرا الدعوة الى التقسيم الطائفي والعرقي والغريب ان هذا الاصوات لم تأتي من الداخل بل كان بكل وقاحة من دولا موغلة بالطائفية والتطرف والتي نصبت نفسها اميرة على العرب تصدر الفتاوي التي ما انزل الله بها من سلطان ومنهج الكفير والقتل والغاء واقصاء الاخر  هو شعارها والاغرب انها تدعي محاربة الطائفية وهي غارقة حتى النخاع بة  وتمارسه مع شعبها ومواطنيها بشتى انواع الصور؟

السنة العرب اعلنوا الانفصال بعد احداث الموصل ووقوعهم في احضان داعش التي اعتبروها المنقذ والمخلص والتي استطاعت  ان تخاطبهم  بلغتهم التي يفهمونها   واعتبروا احتلال داعش لمناطقهم هو تحرير لها واعلان الاستقلال الذي لا رجعة فيه وقد مارسوا شتى انواع الطائفية مع الجنود العراقيين القادمون لتخليصهم من اسر داعش  وقتلوهم شر قتلة وفعلوا ما لم تفعله الصهاينة اليهود بالمسلمين .؟

نعم انها رسالة واضحة جدا ورموزها ليست مشفرة قرئها الجميع والا ما تفسر قتل 1700طالب عزل من السلاح والذي قتلهم العشائر قبل وصول الدواعش وهذا مثبت وواضح لا نقاش فية باعتراف شخصيات سنية معتدلة لا تريد السير بهذا الطريق المظلم!

في الجانب الاخر الشيعة يبدو انهم يفقدون صوابهم شيئا فشي وهذا ما بداء واضحا فالكثير من الاصوات  تعالت من اجل فك الارتباط بأخوة يوسف بعدما قال الذئب كلمته انة برى ؟؟ فقوافل الشهداء التي لم تنقطع يوما ,  والغريب فيها انها تدافع عن مدن السنة وليس مدن الشيعة  فلماذا نسير نحن بهذا الطريق “المكلف” الا يكفي هذا نحن ندافع عن اعراضهم واطفاله ونسائهم ان لا تسبى وتباع في سوق النخاسة كما بيعت النساء الايزيديات وان لا تؤخذ نساء السنة العرب كسبايا الروم او التتر او تؤخذ لمناكحه  المجاهدين الشيشانيين والافغان  جهارا نهار وهن يستغيثان بالمسلمين. فهل جزاء الاحسان الا الغدر؟ اذن اننا لسنا مجبرون في الاستمرار بهذا الطريق المظلم الذي لانعرف نهايته؟ .

ان هذة الكلمات اعادت لي الذاكرة  التي لا ينساها السنة قبل غيرهم من الطوائف  في احداث غزو صدام للكويت في عام 1991 عندما انسحب الجيش العراقي من الكويت تركا العتاد والعدة وخرج من الكويت ذليلا مهانا بلا سلاح سيرا على الاقدام وتمزقت  اقدامهم  ..باتجاه بغداد والمحافظات مارين بعشائر الجنوب الشيعية  فهل ذكر التاريخ مثلا  ان جنديا سنينا كان او كرديا او ايزيديا او مسيحيا قتل او جرح او شتم او لم يقدم له كرم الضيافة العربية .!!؟؟  رغم ظلم الطاغية وجبروته واستخدامه الجيش في ضرب العشائر الجنوبية المعارضة لة وكان الخلاف في أوجه بين العشائر والسلطة في ذلك الوقت لقد اوت العشائر الجنوبية” الشيعية”  جميع الجنود على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم ولم تسالهم عن معتقدهم بقدر ما علمت انها عليها واجبها الشرعي في ان تقدم كل شيء من اجل عودتهم الى منازلهم وتقديم كل العون لهم  وارسلتهم الى بيوتهم بأمان ووعد الجنود السنة عشائر الشيعة الجنوبيون “ان هذا الجميل لابد ان ير د يوما ما مازلنا في بلد واحد”  ويا سبحان الله جاء الرد مخلفا ؟ فاليوم نرى عشائر الغربية يغدرون  جيش بلادهم وينفذون الاعدام بمئات الجنود الشيعة الذين اعطي لهم الامان في منازل كبار الشيوخ لكن قتلوا شر قتلة.. تبت ايديكم واين هو وعدكم ؟ .

ان السير في اتجاه البلد الواحد يبدو اليوم  هذا ضرب في الخيال اولادنا تقتل, حياتنا شبة معطلة مدارسنا متوقفة مصانعنا تنج الة الموت ؟؟؟فكفى …؟؟

كان في السابق خطاب سياسي لا احد القادة الذي قراء التاريخ جيدا وقال فلنذهب الى الفدرالية لانها فكرة واقعة عند الغرب والعرب واثبتت نجاحها عند العرب والغرب.؟

ذلك القائد السياسي القادم من القتال لمدة تزيد عن 3 عقود من الزمان طالب بالفدرالية لكن  , جوبه بجدار برلين واتهمه العرب السنة بمحاولة تفكيك البلد وتعالى البكاء والعويل والصراخ سمعة كل الجيران وتعداه حتى وصل امريكا ورفضت ذلك بشدة لا توصف ووضع الف علامة استفهام على هذا القائد الذي رحل في ريعان شبابة..

  واليوم يطالبون بة السنة  وان من رفضة  اليوم ويتمنى عودة عقارب الساعة الى الوراء لانة ولو كان واقعا في السابق  لكان خيرا من المأزق الذي نعيشه اليوم!

ان ارى التقسيم واقع لا محال لان الوقائع والمعطيات على الارض تشير الى هذا الاتجاه رغم صعوبته

  المتخوفين من التقسيم الفدرالي والذين يعتبرون التقسيم هو مشكلة فهم واهمون ان التقسيم هو الحل للمشكلة اذا انت كنت ترفضني ان اعيش معك فماذا افعل ؟اعطيتك كل ما تريد ؟انها غدة سرطانية  لابد من استئصالها   قبل ان تنتشر في الجسد النظيف وحتى لا تنتقل العدوى فلنغق الحدود.؟؟؟

ومن يعترض علية ان يجد الحلول الناجعة وليس التنظير والتذكير بالوحدة وتلك الاسماء والمصطلحات الرنانة التي لاتسمن ولا تغتي عن جوع فالعراق تاريخيا كان عبارة عن ثلاثة ولايات ( هي الموصل والبصرة والكوفة –بغداد) 

يبدو لي اننا اصبحنا اليوم على مقربة من التقسيم وماهي الا خطوة وخطوتانا  او اكثر تفصلنا للسير في هذا الاتجاه.؟ البعض مقتنع حتى النخاع والاخر لم يصدر قرارة الجري في هذا الموضوع خشية الوقوع في المحظور” ان حل العراق يكون التقسيم اي الفدرالية

مع اننا نجهل الشي الكثير عنها فلا البرلمان ولا المنظمات المجتمعية المدنية او السياسة ولا الكتاب  والمثقفين اخبروا العامة  كيف تتشكل هذه الاقاليم وعلى اي معايير واسس ..!! كونها اصبحت خيار المضطرين الذي لا مناص منها  اذا ما علمنا  ان العيش سيكون صعبا جدا في ظل  وجود النفس الطائفي المريض  المقيت

عند الكثيرون اضافة الى ذلك مشروع القومية قد فشل فشلا ذريعا في المنطقة ككل واصبح شعاراته للاستهلاك المحلي لأننا اي العرب غير متفقون اصلا في اية قضية والشاهد على ذلك فلسطين وما يجري فيها من احداث اثبتت فشل العرب في اتخاذ موقف مشرف للتاريخ يرد على اليهود  فعلا فلماذا اذن تتباكون على القومية وانتم من هدمها بمعولكم وخناجركم ايتها العرب المستعربين.

ففي وقت سابق عندما كان مشروع الفدرالية تتبناه الشيعة رفض جملة وتفصيلا ولم يسمح حتى للمناقشة على اعتباره خط احمر اليوم لم تعد هنالك خطوط حمراء ولاسمراء لان السنة اليوم هي من تتبنى الفدرالية  وترى العرب بوسائل اعلامهم الصفراء هم من يروج لتك الفكرة. اننا في الوقت السابق عندما رفضناها فذاك لا اجلكم ايها العرب السنة اما اليوم اذا  كنتم ترغبونها فتوكلوا على الله.

ان فكرة الفدرالية هي ليست التقسيم كما يتبادر للذهن فمثال الامارات والولايات المتحدة مثلا انهما ركبا موجة التقدم عن طريق الفدرالية التي انتجت نضجا وتوافقا سياسيا في البلد وشعورا وطنيا موحدا بالمواطنة الصالحة  وليس العكس

 هذا الشبة اجماع ليس معناه الجميع متفق للسير بهذا الطريق فهنالك من يقول لابد من نضج لهذة الفكرة وقراتها جيدا قبل اتخاذ القرار لان التاريخ سوف يسجل هذا .فالراي الاخر يدعو الى التريث , 

أن البعض يتكلم عن اقليم الجنوب قد لا يعرف معنى الإقليم ولا يفهم معنى الاستقلال ولا يميز كيفية أقامه الأقاليم ضمن الدولة الواحدة وبين الاستقلال ألتام وأقامه دولة جديدة ! وألا فما معنى أقامه ( جمهورية سومر) وهل أن أقاليم كردستان يسمى( جمهورية كردستان ) ؟ …..وجمهورية السنة )  ثم هناك سؤال لكل من يريد الإقليم . ما هو تصورك لوضع الأقاليم ألجديد وهل ستنعم بالآمن والأمان وماهو الضمان ؟ في ضل هذا الضجيج العالمي للإرهاب  والذي ارجعنا  مئات ألسنين الى الوراء؟ ثم. لمن تكون هذه الاقاليم الثلاث تبعيتها ؟فقد تنقسم هذه الاقاليم نفسها وتتحول الى عشائر مثلا؟

ان الحل الامثل هو الخيار الديمقراطي  هو عرض الموضوع للشعب لتقرير المصير في استفتاء شعبي كبير حتى يكون معبرا فعلا عن رائي الجميع ولا يكون راي لجهة سياسية معينة وهذا هو الخيار الديمقراطي والخطاب الذي نعول علية دائما وعندئذ يأخذ كل ذي حق حقة وكل يتحمل مسؤولية اختيارة…!!