ألحكومات أم ألشعب أوكلاهما؟!
ألحكومة ألملكية :نشأت بفعل وأرادة ألمحتل ؛تسلمت حكم بلد عشائري متخلف ؛لاتوجد مؤسسات تعليمية متطورة أوسياسية ألى جانب مؤوسسات دينية ديناصورية.تعاقب على أدارة شؤون ألبلاد من أيتام ألمؤسسة ألعسكرية ألسلطانية ألتركية ؛كنوري ألسعيد وألعسكري وغيرهم ؛تناوبوا على ألسلطة لفترة ليست بالقصيرة ؛وكان للسعيد حصة ألأسد.بقيت ألمناطق ألوسطى والجنوبية وألغربية في ألعراق مهملة ؛تسيطر عليها ألعشائر تتناحر فيما بينها لأسباب تافهة .نزاع على ألسقاية ؛أوخلافات عائلية أو شخصية وأمتدت لفترة ليست بقصيرة .كان لبغداد حصة ألأسد ؛جامعات ؛ومؤسسات صحية وتجارية وتعليمية؛ولكن ألمحافظات ألأخرى لم تحظى بنفس ألأهتمام ؛مماجعل سكان ألمحافظات ؛مهملة ونسبة ألأمية والبطالة فيها تصل ألى نسب مرعبة!!.في خمسينات ألقرن ألماضي ؛وصلت الى بقية أجزاء ألعراق؛رياح ألتغيير بنسب متفاوته؛في هذه ألفترة بدأ ألحزب الشيوعي بنشاط واسع في أوساط ألطبقات ألفقيرة من العمال والفلاحين وألمتعلمين ؛كان الحزب يستغل أهمال ألحكومات ألمتعاقبة لمطالبهم ألى جانب وقوف ألسلطة ألحاكمة الى جانب ألأقطاع ودخوله في حلف بغداد؛مماشكل ضغط على ألحكومة فأستخدمت ألعصى ألغليضة في كبت ألأصوات وملئ ألسجون والنفي .في نهايات ألأربعينات ظهرت أحزاب قومية كالحزب ألقومي ألسوري وحزب ألبعث ألذي أنتقل ألى العراق في بدايات الخمسينيات ؛ثم ظهرت ألأحزاب ألقومية بعد أنقلاب 52في مصر.أصبحت ألحكومة ألملكية في خطر من أنتشار وتغلغل هذه ألأحزاب ألماركسية والقومجية بين ألجماهير ؛مما وفر لحكومة نوري ألسعيد ألغطاء بأستخدام ألقوة ومنها ضرب ألتظاهرات بالنار وسقوط عدد كبير من ألمتظاهرين ؛مما سهل للجيش ألأنقضاض على ألحكومة ألملكية وألقضاء عليها ونشوء ألنظام ألجمهوري .كثرة ألأنقلابات ألتي قام بها ألضباط بكر صدقي ؛ألعسكري ؛وألكيلاني.حول ألدولة ألى أن تكون رهينة بيد ألجيش واهواء ألضباط ؛وهذا يعتبر من ألأخطاء ألكارثية ؛وبداية نهاية ألدولة بمفهومها ألمتعارف عليه.سقطت في هذه أللعبة ألأحزاب السياسية وألحكومات ألمتعاقبة ؛مما أسس للكوارث ألتي حصلت بعد ثورة تموز 1958.
ثورة تموز58:بعد قيام حكومة ألجمهورية ؛أصبحت ألدولة تحت رحمة ألعسكر؛فأخذوا يتأمرون على بعضهم ألبعض ألأخر ؛ووصلت محاولات ألأنقلاب على ألزعيم عبد ألكريم ألى حوالي 46محاولة كما ذكرها حسن ألعلوي في كتابه ذكرى بعد ألعشرين ألذي صدر في ثمانينات ألقرن ألماضي.لاننكر أنه حصلت تطورات كبيرة ومتميزة في ألقطاعات كافة ؛ألصناعية وألزراعية وألتعليمية وتحسين دخل ألفرد ؛ولكن صراع ألأحزاب ألعبثي ؛لم يعرقل عجلة ألتطور فحسب بل شق ألمجتمع ألعراقي ألى فسطاطين ؛موالي ألى موسكوا ألشيوعية أو مصر ألقومجية ؛استغلت ألدول ألكبرى هذه ألخلاقات لصالحها ؛وخاصة بعد صدور قانون ألسيطرة على ألحقول ألنفطية بموجب قرار رقم 80ألمعروف .تحركت ألشركات ألنفطية مدعومة بالقوى ألغربية وخاصة أمريكا بأسقاط حكومة ألزعيم ؛وقامت بالتعاون مع عبد ألناصر في تحقيق هذا ألهدف!!.بدأت ألكارثة ألحقيقة ونهاية ألدولة ألعراقية بعد أستيلاء حزب ألبعث ألفاشي والقومجية على ألحكم عام 63.عادت حليمة ألى عادته ألقديمة ؛وبدأ ألضباط يتأمرون على بعضهم ؛في صرعات دموية ألى أن استقر ألحكم بيد صدام ؛ألذي حرق ألأخضر وأليابس ؛وسلم ألعراق على طبق من ذهب الى أمريكا ؛وأنتهت ألدولة ألعراقية وأصبحت محمية لاتختلف عن محميات ألخليج!!
حكومات مابعد ألسقوط:بدلا من ألصراع ألحزبي والعسكري؛دخل عنصر أكثر خطورة هو ألطائفية وألعشائرية ؛وهي لاتقل خطورة وتدميرا عن سابقاتها من ألحكومات ألملكية وألعسكرية.فالحرب ألمشتعلة في أرجاء ألعراق ؛لم تتوجه للمحتل بل ألى طبقات ألشعب
ألمختلفة ؛ألتدمير يدخل في أطارات مذهبية وعشائرية تحت غطاء سياسي أقليمي ؛دولي ومحلي.قامت ألأحزاب ألطائفية وألكتل ؛بألأستنجاد بدول ألجوار وألدول ألكبرى للأستقواء على بعضها ألبعض ألأخر.دخلت ألقوى ألكبرى وألأقليمية ألعربية منها وألمجاورة على خطوط ألتماس ؛تزود ألمجاميع ألمتحاربة بالسلاح والدعم ألمادي والمعنوي؛في ظل حكومات ضعيفة منقسمة على نفسها تلعب بها أجندات خارجية وداخلية{طائفية عرقية….ألخ}.وصل عدد ألقتلى وألجرحى بالملايين والخسائر ألأقتصادية بمئات ألترليونات من ألدولارات ؛ألى جانب تعويضات حرب ؛بسبب حماقات صدام ألكارثية تقدر بعشرات ألترليونات ؛يدفعها ألشعب ألعراقي ألى دول ألجوار أخوتنا في ألدين وألعروبة؟!!!.
ألأسباب وألنتائج:1
– أغفلت ألحكومات ألملكية طموحات ألأغلبية ألسكانية وخاصة ألفلاحين وألطبقات ألفقيرة؛ولم تعطي للمعارضة ألفرصة للمشاركة في ألحكومات ألمتعاقبة و؛أقتصرت قياداتها على سياسين معظمهم من ألمكون ألسني ؛تقلد ألشيعة وزارتين هما؛ ألجمالي وصالح جبر؛أما ألأكراد فكانت حظوظهم قليلة في ألمشاركة في شؤون ألدولة؛وكان معظم ألقيادات ألعسكرية من غرب ألفرات .معظم أعضاء ألبرلمان من الشيعة هم من رؤوساء ألعشائر وألأقطاعين .ألأحزاب السياسية وخاصة ألشيوعيين وألقومجية ؛كانوا يتصرفون مثل عصابات أهل ألمحلة وألشقاوات في تصفية ألحسابات وألخروج بمظاهرات لعرض ألعضلات؛ولم يكن ضباط ألجيش أفضل حالا أن لم يكن أسوء!!
2.لم يختلف ألوضع كثيرا بعد قيام ثورة تموز؛فقد تقاتل ألقومجية وألشيوعيين في ألأزقة وألشوارع ؛وسالت دماء غزيرة بعملية تصفية ألحسابات وخاصة بعد أنقلاب 8شباط ألأسود؛وكانت دكتاتورية ألشخص ألأوحد وألحزب ألواحد ؛السبب ألرئيس في أنهاء مفهوم ألدولة ؛وخاصة أستيلاء عائلة واحدة من البيجات على مقاليد ألسلطة وتسييرها لأهواء بدو متخلفين ؛لايفهمون سوى ألقتل وألتدمير ؛بعقلية حرب ألبسوس!!.
3-بعد ألأحتلال ؛ظهر أستعمار وتخلف أكثر خطورة هو تسلط علماء ألدين وألعشائر على مقاليد ألبلاد والعباد؛من كل ألمكونات ؛العربية {السنية وألشيعية}وألأكراد.اصبح الشعب تحت قبضتهم وطوع أمرهم ولا يترددون أن يقتلوا كل مايقف أمامهم ؛بفتوى من عالم دين شيعي أوسني .أن نشوء مدارس دينية مذهبية بعد ألسقوط ؛ينذر بأشارات كارثية على مستقبل ألشعب ألعراقي وكينونته ؛لأنهم أصبحوا مخدرين بتربية طائفية دموية لاتبقي ولاتذر ؛ربما يتصرفون كالثيران ألهائجة بمجرد أشارات من أولئك ألقابعين في كهوف مظلمة!!.ألأحزاب ألكردية ؛أستغلت ألأحتراب ألقائم بين ألمكونات ألعربية {ألقبلية وألطائفية}؛
أبشع أستغلال للتحريض على حكومات بغداد ؛بحجة مطالب ألكرد بألأستقلال وتقرير ألمصير؛وجعلتهم يلتفون حول مجموعة قليلة من ألأحزاب ألتقليدية ألعشائرية{ألوطني ألديمقراطي وألأتحاد ألوطني}؛والنتيجة ألمتوقعة من هذه ألتجاذابات ؛ستحرق ألأخضر واليابس؛لأن ألمكونات ألتي تعيش في ألمناطق ذات ألأغلبية ألكردية ؛ستطالب بألأنضمام لحكومة ألمركز؛وكركوك ستكون بؤرة للصراع بين مكوناتها ؛ وربما تؤدي ألى حرب أقليمية تتدخل بها دول ألجوار وألدول ألأجنبية ؛والخاسر ألوحيد ؛هو الشعب ألعراقي ؛بكافة مكوناته؛ وكما يقول ألمثل {الما يعرف تدابيره حنطته تاكل شعيره}وعلى نفسها جنت براقش؛وأنا لله وأنا أليه راجعون..ألحل ألوحيد للخلاص من ألطوفان ألقادم ؛هو ألثورة على سلطة رجل ألدين وألعشيرة ؛وألأنضمام ألى حضيرة ألعالم ألمتحضر والتخلص من ألفكر الديني ألطائفي ألأقصائي ألمتخلف ؛واقامة نظام مدني حضاري بعيدا عن سلطة ألتأثير ألديني ألأقصائية ومنتجاته ألكارثية ؛وبعكس ذلك ؛لم يبقى أمام ألشعب ألعراقي سوى{درب ألصد مارد!!}