22 نوفمبر، 2024 5:44 م
Search
Close this search box.

هل لنا بتذكرة… لو سمحت؟؟؟

هل لنا بتذكرة… لو سمحت؟؟؟

هناك حيث الحظوظ الواهية… ينكب طابور طويل تعوي حوله همهمات شخوص فركت راحة أيديها علها تستبشر الخير وهي تتأمل أن تنال تذكرة مستقبل… هو لم يعي فكرة الوقوف غير أنه تعود في وطنه أن يقف ضمن الطوابير الطويلة التي عادة ما تكون للحيوانات حيث تساق الى حتفها، قادته أقدامه حيث واهب التذاكر كما الجمع الغفير… عالم مخيف يسير دون أن تشعر به خاصة الطوابير ممتدة الى مالا نهاية وعن ذات اليمين وذات اليسار.. كل ينشد التغيير إلا هو.. يريد ان يعلم الإجابة عن سؤال أرهقه..لم نحن؟؟
ساعة منتصف الظهيرة قد شدت بقِدرِ حرارتها وَهَمَت على ان تصب جام أشعتها على تلك الرؤوس والاجساد التي خرت ذائبة كالشمع، تمسك بفتيل عمرها الذي دفن حيا في باطن أيام… يا إلهي!!! كيف لي ان أتنفس فقد ضاق صدري كأن نهايتي قد توائمت هنا!؟ كان يتابع تلك الموجة التي تتمايل في سراب أعين غطاها العرق فلم تعد تميز أين هي؟؟ أختلطت الطوابير تداخلت الشخوص في الشخوص كل يحاول ان يسدل على نفسه غمامة تقيه غضب الظهيرة… سارع بين جمع مثله نحو بقايا ظل تسابق قبلهم الى الجدار فألتصق به مد ثوبه الى من حاول أن يلوذ معه… وقفوا مصطفين كأنهم ينتظرون لحظة أعدام، أما البقية سارعوا الى نزع ما كان يقي أجسادهم ليضعوه على رؤسهم التي أيقنوا أنها قد فرغت من ماء عقلها.. وإلا ما الذي يدفعهم للوقوف وقد جربوا حظهم لأكثر من مرة؟ علموا أنهم مجرد بيادق لأيام ترثيهم حالها حين رقصت على أجساد ساحات حروب مزقت ثياب العذارى واجهضت النساء الحوامل، بقرت بطون من فيها من ولادات أمل… إنها رسالة الشيطان الذي وقفوا بين يديه ليعلنوا الوفاء له… لحظات مخيفة جاوزها وظهره قد سلخه الجدار وهو يسمعه يقول: كل شيء بثمن، أم ظننت أنك تستظل بي دون أن ينالك لهيب وجعي؟ ها أنت تراني أقف وقد تَفَت عَليَّ وتقيأت أشكال وأصناف ممن وردوا هاهنا… لم يحسنوا الظن بي، حتى أن البعض قد بال أو تغوط في خلسة كالحيوان هكذا هي دسائس الإنسان دلس، فما ان يريد ان يرمي بقاذوراته حتى يستند الى من لا يتكلم ولا يرى ولا يسمع ثم يقوم بفعلته الخبيثة… شأن من ساروا مع موسى بعد أن خط لهم الطريق فخانوه وقبلها أنفسهم لأنهم لا يريدون ربه بل ما عنده من ثروات وملذات، فَجَروا بكل قيمهم حتى وصل بهم الأمر ان يصورا أنفسهم أتقياء تخت غطاء الفقر والعوز بأنهما الطريق الى الجنة… حتى المسيح حين جاءهم بمعجزة لم يصدقوا بل قارعوه وحطوا من شأنه، لم يتبعه إلا من كان قد علم انه طريق الهداية لغاية بعد حين… جلدوه، صلبوه، وتخوزق من كان لا يصدق بموسى ومعجزاته، أما معجزات عيسى فكانت عبارة عن حكايات لساحر مجنون… تناسوا من يكون ومن هي والدته… عاثوا بكتب الأولين، قصوا حكايات جديدة تتوائم مع شيطانهم وربهم الذي يعبدون…الى أن جاء محمد الرسول الخاتم الذي عرفوه عندما حطم أصنامهم وهز عروشهم، فاقهم صبرا ألزم على نفسه أن يكون بيد الله الذي اراد له أن يكون، غير أن نفس النفوس التي وقفت في طوابير تتجمع كي تنال تذاكر الدخول الى عالم لم تعرفه من قبل جموع غفيرة بين المنافق والكذاب بين المرائي والزاني بين العبد والحر… بين من يريد ان يكون ربا وبين من يريد ان يكون عبدا… أختلط عليهم الأمر فعاثوا في الأرض فسادا، بقيت الرسالات مجرد حكايا يرويها الأباء للأبناء والجدادت الى الأحفاد… علقت في أذهانهم أن تلك الحقبة خير من هذه… سلكوا وديان ذات كثبان، الزموا نواياهم أنفسهم، خبؤها كل خبئ نيته تحت أبطه أثخنها نتانة حتى فاحت لم تكن النوايا شريفة او حسنة، بل شرعوا يبيحون القتل والسلب والنهب على إنها شجاعة وبطولة… توافدت عليهم النفوس تريد بيتا ببكة لا للعبادة او الصلاة بل للتجارة وبلوغ متعة الدسائس كم تبيع حتى أشتري ربك الذي صنعت، فكثرة القوادين اتاحت ان تكون العاهرات صاحبات سطوة… ذلك ما اوردته خيم الرايات الحمر التي تتسابق الرجولة والفحولة لنيل مجون بعد ان يتصارعوا من نال ممن لم ينل.. يكثر الصراخ والعويل بل النهيق حتى يتطارحوا الشعر، يتفاخر الرجل منهم على أنه ولغ في جب لغط فيه العديد ممن صحبوه وهو عار من اللباس… فَخرُ العرب كثرة الفتوحات، اية فتوحات؟!! وقد ألزموا ذكورهم أن تكون في مقدمة الفتح… ساروا بعد ان قسموها بين متعة وجهاد نكاح حتى من دبر فالغاية تبرر الوسيلة… فما دام النتيجة توصل الى ان تكون في الجنة المزعومة، وقفت الجموع تستجدي من الرب الحجري ان يمن عليها تسارعوا بجلب النذور للحصول على بطاقات من ربهم الجديد… هاهي الصورة تقلب الأنسان، وها هي نفس الجموع تقف الآن طوابير طويلة منتنة رغبة في تذكرة دخول عالم الرذيلة، عالم اللاحدود… فمن يعمل منكم مثقال ذرة شر يره شعارهم الجديد.. لقد واكبوا القافلة التي لا زالت الكلاب تنبح عليهم بالصلاح… لم يكترثوا، لن يقفوا، إن القرابين التي تقدم جاهزة لأن تسلخ جلودها، تباع على أنها موروثات زمن الجاهلية… لا تركنوا للحقيقة أبدا، فلا حياة لكم بعد هذه الحياة هي الأولى والأخيرة، أصيبوا منها ما يمكنكم إنها قصيرة لا تعولوا على الحلال والحرام، فالدين عبارة عن وسيلة والغاية ان تنال ما تشاء بل تسرق تنهب تستحوذ على ما تشاء… ما هي إلا عبارات يلزمك ربك ان تقولها كي تدخل عالم المجون، من هو صاحب الغد؟؟؟ بالتأكيد لا أحد، إذن عش يومك، لحظتك بكل حقارة الى أن تنال مكانتك بجدارة، كونوا أشباحا فالعالم الإفتراضي يقودكم لان تتركوا الواقع، تتعايشوا مع البدعة والخرافة الرفض دائما بمعنى القبول، تناسخوا بخنثكم، أتركوا رجولتكم على ابواب العاهرات، هلموا تجمعوا إنها تذاكر العالم السفلي الذي تحلمون… فعالمكم العلوي لا يجيد الإتيان بمشيمة ممزقة ورحم مشبع بسيول من الماء العفن… هيا قفوا دون أن تنبسوا بحرف واحد، فمن أراد الدخول عليه أن يتعرى حتى يأخذ تذكرته، لا عار ولا خجل ديتها ختم على مؤخراتكم، لا ينالكم الجزع إنها مجرد وشم بسيط كتلك الوشوم التي تثبت للبعض أنهم من عالم ديوث يتاجر بالبشر لكم ما لكم وعليكم ما عليكم… لا تخافوا الخوازيق فقبلكم كانوا يتأوهون لكن ما أن اعتادوها حتى صاروا يطلبونها رغبة، إنه عالمكم الجديد من يركب البحر لابد له من ان يتذوق ملحه هههههههههه أنه خير ملح لحفظ الود بينكم أيها البشر، الم تقولوا أن العيش والملح هو بمثابة ميثاق شرف؟ هذا هو مثياقكم الحديث سارعوا قبل ان تنفذ التذاكر…
تهافت الجمع حيث الصوت الذي ما ان اشار بيده حتى تكالبت أمة كالبغال تتصارع للوقوف تحت عصارة الشمس لتحصد بطاقة الحظ وهي تعي أن ما تدفعه لنيل حلم يقظة أفضل حلم من ناموا على وسائده بأفيون دين خدرهم كي يسرق ما وقفوا من أجله تحت أشعة شمس حارقة في منتصف الظهيرة صارخين هل لنا بتذكرة لو سمحت؟؟؟

أحدث المقالات