يخطأ من يعتقد بأن العراق يعتبر ، ضمن الظروف الحالية بكل أبعادها ، من البلدان الواعدة التي يمكنها تحقيق التقدم والتحضر لمجتمعها وأن تجد لها موقع واضح ومتميز ومعترف به بين دول العالم كدولة يعترف بها أبنائها أولاً ويشعرون بالإنتماء الحقيقي لها ثانياً . بدايةً ، تحققت في العراق عام ٢٠٠٣ فرصة تاريخية لم تتاح لأي بلد في العالم على مر العصور لتغيير نظام ديكتاتوري شمولي متسلط ومتحكم بكل مفاصل الحياة الى نظام ديموقراطي حر يحلم ويؤمن به كل إنسان واعي وحر . وكانت هذه الفرصة هي المحك الفعلي الوحيدة أمام العراقيين لكي يثبتوا معدنهم وأصالتهم وتاريخهم وماضيهم الذي يفتخرون به ليبنوا أسس قيام الدولة الحديثة بمفهومها المتقدم والمتحضر ويحققوا دولة عصرية متقدمة ومتحضرة بكل أبعادها . إلا ان ما حصل من إخفاقات كان نتيجة غباء القوى الخارجية في تقييم الواقع العراقي من جهة ، والتي لعبت الدور الرئيسي في هذا التغيير ، وجهل وغباء وتخلف غالبية المجتمع العراقي من جهة أخرى . وكانت الحصيلة المنطقية لغباء المجتمع هي سيطرة الأحزاب والتيارات الإسلامية على مقاليد الحكم والتحكم بكل مفاصل الدولة سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً .
المشكلة أساساً تنحصر في المجتمع ، فالمجتمع العراقي تاريخياً وحاضراً عبارة عن مجتمع معظم أفراده تابعين وخانعين للحاكم أو السلطان أو المرجعية يأتمرون بأوامره وينفذون بشكل أعمى كل ما هو مطلوب منهم . لذلك فمشكلة العراق هي في غباء وجهل وغياب معظم شرائح المجتمع . وهي نفس الحال الآن ، فمعظم المجتمع مُجهٌل ومُغيب عن أي ظواهر التقدم والتحضر . ونتيجة لغباء المجتمع العراقي وسيطرة الأحزاب الإسلامية الفاشية على إدارة الحكم في العراق فسوف لن ولن يكون العراق دولة يفتخر بها المواطنون للإنتماء إليها . سيبقى العراق خلال العقود القادمة عبارة عن ضيعات ومساحات جغرافية يحكمها أشخاص بعقول بدائية وسوف يبقى العراق في أسفل القائمة من الناحية التقييمية على مستوى العالم .
إذا أراد العراقيون أن يصلحوا حالهم ، وهي مسألة مشكوك فيها ، أن يبدؤا برفض مبدئ الإسلام السياسي أولاً ، وتصحيح مبادئ الدستور العراقي بالشكل الذي يمحي أي إشارة تخص تطبيق الشريعة الإسلامية في نظام الحكم . الدين لله فقط وليس للسياسة أيها العراقيون الأغبياء الجهلة والمتخلفون عن كل مجتمعات العالم المتقدم والمتحضر ، ما يؤسف له هو أن معظمكم أسير وخانع لبعض الشخوص المتخلفة سواء كانت تمثل المرجعيات أو الشخوص الغبية تحت مسميات معينة دينية وغير دينية .
قناعتي هي ان ليس للعراق أي مخرج لتصحيح واقعه .