18 ديسمبر، 2024 11:10 م

هل لصبر العراقيين حدود ..؟

هل لصبر العراقيين حدود ..؟

حالة نفسية تولدة لدينا ملئها الإحباط والاكتئاب خيمت ورسمت على وجوه شلة من الأصدقاء اجتمعنا في مقهى بشارع السعدون للترفيه والخروج من العزلة ..عيون مسمرة تجاه المارة والشارع والسيارات المسرعة فيه نترقب لحظة أن يدخل علينا مندس من بين المارة أو سيارة منفيست لنكمل الجلسة في جهنم في مقام تعجيل الحساب أو في الجنة من كان صالح الأعمال .. وضعوا أنفسهم مكان الرب والعشاء مع النبي !! البعض أراد مغادرة المكان والجلوس في البيت أفضل وأسلم .. والصبر على مصاعب ومصائب الحياة والموت سريريا على المخدة أحسن من الموت مفخخا ولا يجد أهلك وذويك أي عظم من رجل أو يد فاختلط العظام لديهم من كثرة الضحايا .. فالصبر الجميل من تراثنا واحباطاتنا مستمرة وأزماتنا لا تنقطع ..مستبد وطاغية رحل ..وفساد أكثر جرما حل .. احتلال خرج ..وعناد في القتل مع العمالة والغباء لسياسي الصدفة دخل ..البلد مقسم بين إرادة الخير المتمارضة وإرادة الشر المتعافية في صنع الكوارث لنا الشرف في انجازها في القتل الأعمى والخطف لكل ما هو جميل في الحياة ..لانتغير ومنهج مشاكلنا تزداد ولا نعرف من الداخل ومن الطالع عندما تقع معضلة ويراد لها حل .. ولا تهتز ضمائر لإعدام 1700مواطن بريء وتتجمع لحريق مفتعل لإشعال فتنه وتأجيج مشاعر.. !! اثنا عشر سنة ونحن نتقبل العزاء ونتدرب على استيعاب أيام سوداء تصلح أن تدرس في معاهد عليا كنموذج الذبح بالسكين من القفا والحرق بمشتقات النفط والرجم بالحجارة حتى الموت ..!! البلد مقسم بين اثنين ناقد لكل شيء مع نفسه ومن حواليه .. ومتمرد تسيره الأمزجة السوداء وبشاعة هددت امن ناس وقصت أرجل وطن .. وأنا المحايد أباع وأشترى لان الاثنين غير راضين عني وساسة الصدفة تجتمع على كره وتتفرق على كره .. والبلد يسير نحو التقسيم بتأييد دولي ولهث خربة العقول والنفوس المريضة بالفتنة . والتجزئة واضحة ولا تحتاج الى تفسير.. فحملة رصاص الدم والنار من بغاة وطغاة التي أوقدوها في جسد الوطن الكبير فتحت جروح وخلفت عوائل تنوح على أبنائها وعلى العراق من ان يقطع ويجزئ بأذرع داعش من الحاضنة ومعتنقة الفكر الوهابي الناصبة ورغم القسوة والدموية التي يثيرها هؤلاء والحياة المفخخة التي نحياها نحن الوسطيين و نسير في حقل ألغام .. نحرص على العراق ومستقبله وسيبقى نشيدا حاضرا بأعيننا في العسر واليسر ونعيد اكتشافه بحياة مشرقة بطرد الظلام القادم من الخارج ومن احتضنه ومن آواه بهمة الخيريين والمخلصين لتربة وماء بلد أنجب الحضارات وسبر وأظهر التآخي بلون الطوائف والقباب المتعددة عبر مدنية عمرها 5 آلاف سنة وتزيد .. في الشفاعة لنا بالقيام من جديد .