عادة مايتساءل الناس والمحللون السياسيون والسياسيون أنفسهم السؤال الشاغل :
هل لثورة اكتوبر قيادة ؟
اصحاب النوايا الحسنة يطالبون بوجودها للتفاوض مع الحكومة المرفوضة اصلاً من ثوار ساحات التحرير ..
واصحاب محاولات التقاطهم واختطافهم يطالبون المطلب نفسه !
وحدهم الشباب الثائر لايسألون السؤال ذاته من القسمين ، النوايا الحسنة والنوايا الخبيثة ، لآنهم غير معنيين بهذا الموضوع ولايشغلون انفسهم به ..
ومن غير جهد كبير ولاتنظيرات ولا وصايات ولانصائح نقول بكل ثقة :
القيادة موجودة في ساحات التحرير ، ولا أدل على ذلك من التنظيم الراقي لحركة الثورة والشعارات المرفوعة والمدروسة بعناية والخطوات الواثقة في مسار تصاعد حركة الثورة وانضمام شرائح جديدة لها لتديم زخمها وتطورها باتجاه تحقيق الأهداف الوطنية التي قدم لها شباب الصدور العارية دماءهم سخية من اجلها .
ماذا يعني شعار “نريد وطن” ؟
خلف أجوبة هذا الشعار تكمن حقيقة الأزمة ، لأنه بكل بساطة:
بلا وطن ماذا ستفعل ببقية التفاصيل ؟
ماذا يعني شعار “ارحلوا ” ؟
وخلف جوابه يكمن موقف الثوار من الطبقة السياسية الفاشلة والناهبة لحقوقهم ، السلطة التي تحولت الى سلطة فاشية بكل محمولات هذه المفردة من معاني، فلم يحدث الا في الحروب الاهلية ان يسقط مثل هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى في زمن قصير جداً ، ومن المؤكد ان عددا كبيرا من الجرحى سيتحولون الى شهداء أو معاقين بسبب طبيعة السلاح المستخدم ضدهم والذي تدور حوله شبهات أقرب الى الحقيقة ، عن نوعيته التدميرية وعن طريقة استخدامه الموجه مباشرة الى صدور ورؤوس الثوار !!
في اقل من اسبوعين تجسّدت امام العالم طبيعة الثورة وقيادتها معاً ، القيادة الشبابية التي افرزتها الثورة ، والتي استطاعت ان تؤمن كل الدعم اللوجستي للثوار ، الماء والغذاء والكهرباء والعلاجات والاعلام والاذاعة وتفاصيل كثيرة اخرى شاهده العالم باعجاب ، الدعم القادم من التأييد الشعبي الواسع والكبير والمدهش والاسطوري حقيقة وليس من السفارات ..
ففيما كنا ننظر للحراك الشعبي في مناطق الجوار والعالم المختلفة مندهشين ، يقف اليوم العالم باجمعه شعوباً وحكومات ، باستثناء حكومتي ايران وسوريا ، مندهشاً رافعاً القبعات لهذه الثورة السلمية في مواجهة آلة القمع الفاشية والدماء التي اريقت والصدور التي فتك بها والرؤوس التي تفتت ، مع ذلك يصرخ الشباب الثائر:
” سلمية ..سلمية ” ..!
نقول : لاتشغلوا أنفسكم بالبحث عن قيادة للتفاوض ، فالشعارات واضحة والمطالب الجماهيرية اكثر وضوحاً والأهداف المطلوبة تصدّع رؤوس سلطة اللصوص والقمع ، وحدها السلطة الفاشية مازالت تبحث عن قيادة لتختطفها من ازقة البتاويين ومن داخل غرف النوم في بيوتهم وتقول لنا ” مسلحون مجهولون ” !!
نقول لأسير الأحزاب ودميتها الرخيصة ، لقد ذهبت بعيداً جداً في مواجهة ثورة ستحاسبك على الدماء الطاهرة التي أسيلت ، وعندها فقط وفقط ستعرف من هم قادة ثورة الزمن العراقي الجديد !