18 ديسمبر، 2024 9:47 م

هل كان محمد بن عبد الله( صلوات الله عليه ) رجل دين أم علماني  

هل كان محمد بن عبد الله( صلوات الله عليه ) رجل دين أم علماني  

لقد كان النبي محمد بن عبد الله ( صلوات الله عليه ) القائد الأوحد والسياسي المحنك الذي بنا دولة قوية في وسط صراع قبلي موروث أزلي من القبائل والدول المجاورة له وبناء دولة جديدة بمفهومها البسيط على أنقاض تاريخ من العادات والأساليب التي كانت مدمرة للمنطقة وبفضل سياسته السديدة أستطاع إرساء أقوى دولة عرفها التاريخ وبفضله أنشأ جيل جديد من القادة كانوا أعمدة رفعوا صرح هذه الدولة بأفكارهم وعلمهم وأخلاقهم ونزاهتهم ووطنيتهم المستمدة من قائدهم وبتسديد ألاهي فمن أين تعلم هذا القائد السياسي علمه وأفكاره في تطبيق مناهج دستور دولته . ألم يكن القران الكريم كان له الشرعة والمنهاج كيف أستطاع هذا الدستور أن يستوعب كل أطياف القبلية والعرقية والدينية في أطراف الجزيرة العربية وبعدها العالم عربها ومجوسها ونصرانيها تحت خيمة واحدة . فالشريعة الإسلامية الصحيحة المنبع التي تتدفق من مناهل القران ألكريم السليم النقي في تطبيقه كان كفيلا في بناء تلك الدولة والخلافات التي أخلفت دولته أما يومنا الحالي ونحن  نعيش في فوضى سياسية مستوردة كانت أم محلية عاجزة عن خدمة وتطوير بلداننا وشعوبنا وتخبط في السياسة التي لا تلبي طموح المواطن الإسلامي والعربي لهذا أدخلوا علينا مصطلح العلمانية والابتعاد عن الدين ومقولة ( الدين أفيون الشعوب ) فمن  المسئول عن تراجع الأمة الإسلامية عن ماضيها هل الدين الإسلامي أم المواطن المسلم والعربي . ينقصنا القائد الأوحد الذي يستطيع تحمل المسئولية الملقاة على عاتقه متجرد عن المصالح الشخصية وبأسلوب القائد الأول للأمة الإسلامية أو جزءا من شخصيته وهو النبي محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) فنكون بهذا قد قطعنا شوطا كبيرا في الابتعاد عن  الدساتير الوضعية التي فرضت على المسلمين وترك المنهاج الأصلي بعد ما فشلت في تفسيره الصحيح وتشويه آياته فلم يكن محمدا صلوات الله عليه متطرفا ولا طائفيا ولا ظالما ولا نفعيا ففيه كل مقومات السياسة الخارجية والداخلية المنظمة بالأسلوب العصري الصحيح في تفسير دستوره ( القرآن ) الكريم أن رفع شعار العلمانية هو الهروب من الفشل الذريع في تلبية متطلبات قيادة الشعوب والفشل في تطبيق منهج الدين الإسلامي بعدما شوهت صورته الناصعة من قبل أعدائه فالشريعة الإسلامية هي الوحيدة القادرة على خدمة المجتمع أذا طبقت صحيحا بعيدا عن أهواء الإنسان ومزاجه الخاص أو المغرض والذات الشخصية للفرد فالدعوة إلى دولة علمانية وفصل الدين عن الدولة والسياسة هي محاولة لإبعاد الدين الإسلامي عن حياة المواطن المسلم والعربي كي يكونوا أرضية خصبة لتمرير مشاريع الغرب الحاقد على الإسلام ودينه بحجة التقدم والتطور وانتهاك حقوق الإنسان في مجتمعه الإسلامي . علينا العودة إلى الإسلامي الحقيقي وإعادة تشذيبه مما علق به من الشوائب الفقهية والأحاديث المزورة بعيدا عن التعصب إلى كافة السياسيين الداعين إلى العلمانية واتهام ( القرآن ) أنه يشير فيه ( أن فيه تبيان لكل شيء ) فالله تعالى شرع الشريعة الإسلامية إلى الناس جميعا في كل العالم على شرط الفهم  الصحيح والشرح لمنهجه والتطبيق وبناءا على ذلك يستطيع ساستنا بناء دولة عصرية جديدة على ضوء ما جاء به الدين الإسلامي الحنيف من شرائع وسنن وإبعاده عن التزوير والتلفيق والتشويه والدس بين أسطره