20 ديسمبر، 2024 4:31 ص

هل كان صدام على حق عندما أبعد التبعية الإيرانية !؟

هل كان صدام على حق عندما أبعد التبعية الإيرانية !؟

كعرب خاصة , وكمسلمين عامة , ما يعد ويطبخ لنا جميعاً , وما يتم الاستعداد والتحضير له أصبح يفوق جميع التوقعات والتصورات , ولا يمكن بعد الآن غض الطرف أو السكوت عليه أبداً , من غير المعقول والمنطقي أن نبقى مكتوفي الأيدي , نقف موقف المتفرج أمام أكبر هجمة إمبريالية صهيونية شرسة توشك أن تنهي وجودنا بالكامل … قادها بالأمس الصليبيون , ويقودها منذ أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين اليمين الصهيوني المتطرف المتمثل بأمريكا وحلفائها التقليديين منذ أن تولت عائلة آل ” جورج هاربرت واكر بوش الأب عرش البيت الأسود بين عامي ” 1989 – 1993 , وصولاً لتولي نجله جورج دبليو بوش الأرعن الصغير الرئاسة بداية القرن الحالي لدورتين رئاسيتين متعاقبتين , والذي نفذ خلالهما أكبر وأخطر مشروع بعد مشروع واتفاقية سايكس – بيكو عام 1916 , التي تمت بين فرنسا وبريطانيا بمصادقة ومباركة الامبراطورية الروسية آنذاك , تلك الحملة المسعورة التي قادها بحجة وذريعة الحرب على الإرهاب المزعوم , الذي صنعوه وغذوه ودعموه بكل أشكال الدعم , بما فيها وعلى رأسها أحداث الحادي عشر من أيلول الأسود عام 2001 . ذلك الهجوم الإرهابي الذي دمروا بذريعته منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالكامل , بعد أن أعلنت أمريكا منذ عام 2001 وحتى يومنا هذا حربها وحملتها الصليبية الجديدة الشعواء على العالم العربي والإسلامي , تم من خلالها قتل وإبادة وتهجيرعشرات الملايين من شعوب الدول العربية والإسلامية , ونهب خيرات وثروات العرب والمسلمين , وحرق وتدمير بلدانهم بطرق شيطانية مختلفة لا تعد ولا تحصى , وعلى رأسها تمويل حروب أمريكا الاستباقية التي تخوضها خارج حدودها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية , وعن طريق تحديث وابتكار وتصنيع أسلحة فتاكة لا تستطيع اختبارها وتجربتها إلى فوق رؤوس العرب والمسلمين وعلى أراضيهم , وبالمقابل تبيع للعرب أسلحتها الخردة المكدسة في مخازنها الموزعة على جميع أرجاء الكرة الأرضية , لتجني من بيعها للعرب مئات المليارات من الدولارات , خاصة عندما كانت تخيفهم وتهددهم بقوة العراق العسكرية وبخطر الرئيس العراقي ” صدام حسين ” عليهم منذ عام 1990 , والآن تعيد نفس الكرّة ونفس السيناريو … أيضاً تبتزهم وتخيفهم بواسطة بعبع وقوة إيران العسكرية , وتهديداتها وعنترياتها وشعاراتها المعادية للعرب عامة ولدول الخليج خاصة وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية , بل الأدهى والأمر من ذلك هو ما ذهب إليه المرشح الجمهوري المجنون والأرعن الجديد  ” دونالد ترامب ” , عندما خاطب جميع دول الخليج بشكل مباشر وبدون خوف أو خجل … بأنها  .. أي الولايات المتحدة الأمريكية وفرت لهم  الحماية على مدى  70 عاماً …!؟, ومازلنا نحميكم من الأخطار الخارجية على حد وصفه !؟؟, ولهذا عليكم أن تدفعوا لنا ثمن هذه الحماية الذي يقدر على أقل تقدير بـــ ((  17 ترليون دولار … أي 170 ألف مليار دولار أمركي )) !؟؟؟ . 
هذا التهديد والوعيد المبطن والعلني لم يأتي من فراغ أبداً , أو محض صدفة , بل هو مخطط مرسوم وسيناريو معد سلفا , يندرج تحت مسميات وعناوين مختلفة يختفي أو يظهر للعلن حسب الحاجة , يقوم بلعب أدواره أو تنفيذه قادة وأشخاص وأنظمة دول وحكومات , فعندما أطلقوا العنان لقادة إيران وزعمائها العنصريين الشوفينيين , يصرحون كيف ومتى ما يشاؤون بأنهم باتوا يسيطرون على أربع عواصم عربية , ناهيك عن التلويح بين الفينة والأخرى بورقة الـ 11 عشر من أيلول – سبتمبر , حيث بدءوا بإعطاء الضوء الأخضر لعوائل ضحايا الهجوم على برجي التجارة العالمي بأن يقوموا بمقاضاة السعودية في المحاكم الأمريكية , كي تقوم بدفع تعويضات لهم تفوق الخيال , كما دفعت ليبيا تعويضات مجحفة لضحايا لوكربي , وبنفس التزامن تعطي الضوء الأخضر أيضاً لإيران وحلفائها وميليشياتها في العراق وسوريا واليمن والبحرين بتهديد جميع دول الخليج وعلى رأسهم أرض الحرمين الشريفين بأنها ستقوم باجتياحها في أي وقت لأنها باتت على حدودها من جهة العراق ومن جهة اليمن !؟, وبكل وقاحة وصلافة تهدد وتتوعد بعد أن ضمنت العراق من الفاو إلى الموصل وصنفت بغداد بأنها باتت عاصمة الإمبراطورية الإيرانية الجديدة منذ عدة أعوام , الآن بشكل صريح وعلني تطالب بضم مكة المكرمة وجعلها عاصمة جديدة لها , وأن العلم الأخضر السعودي ستخط عليه إيران .. أسم علي بن أبي طالب عليه السلام !!!, بالإضافة إلى إقامة وتشيد أضرحة وصروح وبنوك جديدة على قبور آل بيت النبي في البقيع , هذه وغيرها من التهديدات لم تأتي من فراغ أو في ليلة وضحاها , بل هي عبارة عن خطط وأجندة مؤجلة حان الوقت لتنفيذها من قبل أصحاب القرار وعلى رأسهم أمريكا وروسيا ودول الإتحاد الأوربي  بل وحتى الصين , تنفذ كافة بنودها جارة العرب وعدوهم الأزلي إيران , التي لطالما ظلت تتحالف مع كل من هب ودب , ومع كل من يكن العداء للعرب وللمسلمين , وكأن التاريخ يعيد نفسه كما كان قبل 2555 عام .

لهذا زمن هذا المنطلق يجب على جميع قادة وشعوب الدول العربية والإسلامية أن يحسموا أمرهم فوراً وقبل فوات الأوان , وأن يخيروا جميع المواطنين والوافدين الموالين للمشروع الفارسي القديم  – الجديد , وكل من يدور في الفلك الإيراني , بأن يختاروا بين الولاء لأوطانهم وللدول العربية والإسلامية التي احتضنتهم وتحتضنهم منذ مئات السنين , بأن يختاروا بين الولاء وعدم الخيانة والتجسس على الدول العربية لصالح إيران , وعدم الإنخراط في ميليشياتها وعصاباتها ومخابراتها في هذه الدول , وأن يتوبوا إلى الله ويعودوا إلى رشدهم وصوابهم , وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه وظل أتباع الولي الفقيه والمشروع الفارسي يصرحون جهاراً نهاراً في  كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين بأنهم في حال خاضت هذه الدول التي ينتمون إليها ويقيمون على أراضيها  حرباً مع سيدتهم إيران … فإنهم سيقاتلون مع إيران … كما شاهدنا في ثمانينات القرن الماضي كيف كان يقاتلون سياسي العراق اليوم في صفوف الجيش الإيراني ولا يخجلون ولا ينكرون ولايتنكرون لذلك … بل على العكس تماماً يتباهون ويفتخرون بالخيانة العظمى ..!؟؟.

كما يجب على الشعوب العربية المهدد من قبل إيران أن تضغط على جميع مؤسساتها القانونية والتشريعية بأن تقوم على الفور بتشريع وسن قوانين جديدة , من شأنها تجريد كل من يتم تورطه بدعم التدخل الإيراني أو أي بلد آخر في الشأن الداخلي  لهذه الدول , وعلى جميع أنظمة وحكومات الدول العربية خاصة والإسلامية عامة أن تلتزم بتنفيذ أحكام القوانين في هذا الجانب , وعلى الدول التي لا يوجد في دساتيرها هكذا قوانين أن تقوم بسنها وتفعيلها , وأن تقوم بطرد وترحيل كل من يثبت القانون تورطه بالتجسس والتآمر فوراً إلى إيران قبل فوات الأوان . 

الأمر خطير جداً .. لا يمكن السكوت عليه بعد اليوم , وعلى ما يجري وما يتم التحضير له كما أشرنا أعلاه , لأن الأمور فعلاً باتت تنذر بعواقب جداً وخيمة على الأمن القومي العربي … بل على الوجود العربي أصلاً , كون الهلال الصفوي يكاد أن يكتمل ليصبح قريباً قمراً وبدراً إيرانياً مكتمل المعالم والوجه والصورة الطائفية , بدعم وتأييد وغطاء أمريكي روسي …  
أيها العرب … قبلتكم في خطر , دينكم في خطر , أرضكم في خطر , وجودكم كشعوب وكقبائل في خطر لم يسبق له مثيل .. فلقد بلغ السيل الزبى .. وقد أعذر من أنذر ……

أحدث المقالات

أحدث المقالات