4 نوفمبر، 2024 9:24 م
Search
Close this search box.

هل كان الزعيم عبد الكريم قاسم شيوعيا؟

هل كان الزعيم عبد الكريم قاسم شيوعيا؟

تمر هذه الأيام الذكرى (63) لأنبثاق ثورة 14 / تموز/ 1958 التي فجرها وقادها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم مع رفاقه من الضباط الأحرار0حيث لا يزال الكثير من العراقيين بما فيهم بعض المثقفين يعتقدون بأن الزعيم قاسم كان شيوعيا! ، بالوقت الذي لم نسمع ، وكما لم يرد في كل مذكرات قادة الحزب الشيوعي العراقي وفي كل محاضر اجتماعاتهم وندواتهم ومؤتمراتهم ما يشير الى وجود أية علاقة للزعيم قاسم بالحزب الشيوعي لا من قريب ولا من بعيد كما يقال ، وأيضا ثبت وباليقين القاطع أن الزعيم قاسم ليست له أية ميول أو أية أرتباطات بكل الأحزاب التي كانت تعمل على الساحة العراقية منذ العهد الملكي ولحين أنبثاق الثورة ، كما لا توجد ولو أشارة بسيطة تدل على أعتناق الزعيم قاسم للفكر الماركسي او حتى تأثره به 0 وقد أكد المورخ العراقي ( حسن العلوي) في كتابه ( عبد الكريم قاسم رؤية بعد العشرين) الصادر في ثمانينات القرن الماضي على ذلك ، بعدم أنتماء الزعيم قاسم لأي حزب سياسي أن كان الحزب الشيوعي أو غيره ، حيث يذكر المؤرخ ( حسن العلوي) الذي كان يسكن قبالة بيت الزعيم قاسم في كرادة مريم حيث (( كان الزعيم قاسم يسكن مع أمه في بيت أخوه حامد في كرادة مريم قبل ثورة تموز)) ، بأنه أي ( (حسن العلوي) كان يستغل وجود الزعيم في وحدته العسكرية! ، ليستأذن من والدة الزعيم أن يستعير بعض الكتب من مكتبة الزعيم قاسم ، حيث كانت للزعيم مكتبة جيدة فيها الكثير من الكتب المتنوعة الثقافة ، فقد عرف عن الزعيم قاسم حبه للقراءة والثقافة والأطلاع ، وقد نقل عن ( كريم) صاحب مكتبة مكنزي العريقة والكائنة قديما في شارع الرشيد ( حيث أن أصل المكتبة تعود الى الأسكتلندي كينيث مكنزي الذي توفي في بغداد عام 1928) قال ، بأن الزعيم قاسم كان كثير التردد على المكتبة لشراء الكتب 0 نعود الى المؤرخ (العلوي) ، الذي أكد بأنه لم يجد في مكتبة الزعيم قاسم أية كتاب عن الماركسية او أي مؤلف آخر عن الحزب الشيوعي العراقي 0 ويبدوا أنه وبعد أنبثاق ثورة 14/ تموز/ 1958 وما احدثته من زلزال كبير في المنطقة بسبب من توجهاتها الوطنية والأشتراكية الواضحة ونقائها ، وما أوجدته من صدى طيبا وكبيرا لدى الأحزاب السياسية الوطنية العاملة على الساحة العراقية مثل ، (الحزب الشيوعي وحزب البعث ) ، وتحديدا الحزب الشيوعي العراقي الذي كان صاحب الحظور الأكثر والأكبر على الساحة العراقية بما لدية من جماهيرية كثيرة ، يبدوا أنها هي من كانت السبب وراء ذلك الأعتقاد بأن الزعيم قاسم كان شيوعيا!! ، حيث وجد الحزب الشيوعي العراقي ضالته وأهدافه الوطنية في شخصية عبد الكريم قاسم وفي كل توجهاته الثورية والوطنية التي كانت تتوائم مع تطلعاتهم الأشتراكية وخاصة في مجال تأميم النفط مثل أصدار ( قانون رقم 80) 0 ومما زاد ورسخ من أعتقاد البعض من أن الزعيم قاسم كان شيوعيا! ، هو توجهه الكامل الى المعسكر الأشتراكي الى (الأتحاد السوفيتي) السابق ، وتوقيعه الكثير من الأتفاقيات وبروتوكولات التعاون المشترك المثمر والأيجابي والبناء مع الروس في كافة المجالات وتحديدا الأقتصادية منها وفي مجالات الزراعة والصناعة والتسليح العسكري والتنمية وغيرها الكثير0 ومن الطبيعي أن مثل هذه التوجهات الثورية والبناءة نحو المعسكر الأشتراكي شجعت الشيوعيين للتحرك اكثر وفرض السيطرة على عموم الشارع العراقي ، حيث وجدوا المجال مفتوحا أمامهم للعمل بكل حرية! ، فشكلوا منظمات (صيانة الجمهورية) للحفاظ على الثورة ومكتسباتها مثل منظمة أنصار السلام ، والمقاومة الشعبية ، والشبيبة والديمقراطية ، وقد لعبت هذه المنظمات دورا كبيرا بالمشاركة والقضاء على المحاولة الأنقلابية (للشواف) في الموصل وكركوك عام 1959، حيث تعاملوا معها بقسوة بالغة! حفاظا على مكتسبات ثورة تموز 1958 حسب ما يذكر الشيوعيون ذلك 0 ولكن الشيء اللافت للأنتباه أن الزعيم قاسم لم يشجع ويثني على مواقف تلك المنظمات الشيوعية وما قامت به! ، بل وقف ضدها وندد بها في الكثير من خطبه السياسية ، حتى قام بالتضييق على الكثير من المسؤولين الشيوعيين في النقابات والمنظمات وجرى فصل وتوقيف العديد منهم! 0 نعم قد يكون الشيوعيون يتمنون أن يكون الزعيم شيوعيا ، ولكنه ظل بعيدا عن الأحزاب وظل حزبه الوحيد هو حب العراق فقط! 0 أن مواقف الزعيم قاسم من المنظمات الشيوعية وعدم رضاه عما قا مت به أثارت حالة من الخوف والتوجس لدى الكوادر الشيوعية المتقدمة من أن مثل هذه المواقف لربما ستؤدي الى أنحسارهم عن الساحة العراقية وأفول سطوتهم وقوتهم وسيطرتهم0 ثم جاءت محاولة أغتيال الزعيم قاسم في 7/10/1959، لتزيد من ذلك الخوف والقلق أكثر ولتكون أشبه بناقوس خطر بدأ يدق لدى الكثير من قادة الحزب الشيوعي! من أحتمال أن يحدث ما لا يحمد عقباه وتسرق الثورة من بين أيديهم! 0 وقد جاء في كتاب (من حوار المفاهيم الى حوار الدم / مراجعات في ذاكرة طالب شبيب/ تأليف الدكتور علي سعيد) ، بأن أعضاء في اللجنة العسكرية للحزب الشيوعي بدأوا يفكرون بجدية في أمكانية أسقاط الزعيم قاسم والأستيلاء على السلطة خوفا من سرقتها من الغير؟!! ، وكان أبرز الداعين لذلك المرحوم (جلال الأوقاتي قائد القوة الجوية)! ، الذي كان دائما ما يقول بأنه (حتى لو أصبح الزعيم قاسم سكرتيرا للحزب الشيوعي يجب أزاحته لأنه سوف يدمرنا ويدمر (نفسه!)0 ووصل الأمر(بجلال الأوقاتي) الى الأسراع بوضع خطة للأستيلاء على الحكم!! ، والتي (تقوم على أعتقال الزعيم وأجباره على التوقيع عن التنازل عن الحكم وأرساله الى أحدى الدول الأشتراكية!!) 0ولكن عندما وصل تقرير اللجنة العسكرية للحزب الشيوعي والذي يحتوي على خطة الأستيلاء على الحكم ، الى المكتب السياسي للحزب الشيوعي انتقد المكتب السياسي للحزب ذلك التقرير بشدة!! ، وأعتبروه مغامرة تستهين بالجماهير لكون حكم الزعيم هو حكم وطني0 أخيرا نقول: لقد ظل الزعيم قاسم لحين مقتله في أنقلاب عام 1963 وفيا للعراق فقط وبعيدا عن أية توجهات حزبية وسياسية معينة وفعلا كان الزعيم قاسم فوق الميول والأتجاهات 0 رحم الله الزعيم عبد الكريم قاسم ورحم الله كل عراقي مات في سبيل الدفاع عن شعبه ووطنه0

أحدث المقالات