23 ديسمبر، 2024 12:59 ص

هل فك صدام الشيفرة العراقية؟

هل فك صدام الشيفرة العراقية؟

اذا ضربت الرؤوس الصغيرة فانت لاترهب ولاتهدد الا الرؤوس الصغيرة فيما الكبيرة تراقب وتحشد ولكن اذا ضربت رأسا كبيرا واحدا فانت تخيف وترهب الكل دفعة واحدة. ان الاوان ان تحدد موقفك فاما ان تكون محبوبا او مهابا كما طالب ميكافيلي في كتابه الأميروفي مثل ظروفك ليس هناك خيار امامك الا ان تكون مهابا. مسك العصا من المنتصف لم يعد ذا جدوى, فكلما اكتشف اعدائك ضعفا فيك امعنوا في شراستهم ووقاحتهم وبطشهم واحرجوك امام الرأي العام. في مركز القوة والقرار يجب ان يكون الحاكم قويا فالتاريخ سجل انهيار امبراطورايات وكان سبب الانهيار ضعف الحاكم هكذا سقطت الدولة الأموية ثم العباسية.
في بلد مثل العراق يسقط فيه الحاكم الذي يحترم الدستور والقانون. الناس
تحب القوي صاحب البأس والبطش لانها تريد ان تملئ خيالها بصور تداري فيه ضعفها وعجزها.
صمد صدام خمسة وثلاثين عاما في سدة الجكم لانه استخدم البطش ونشرهالة من الرعب حول نفسه لانه لم يكن يمسك العصا الا ليضرب بها, لم يكن على صدام ان يبذل الكثير ليحارب الفساد يكفيه ان يعدم تاجرا واحدا ليقضي على الفساد كله واغلب الظن فان الفساد الذي استشرى في فترة الحصار قد غض الطرف عنه بارادته ولكنه ربما فكر في ان يسمح بذلك لان الوضع الاقتصادي كان كارثيا وان الناس فقدت صبرها وكانت على وشك الانفجار. اختزل صدام نفسه بالدولة فكان هو الدولة والدولة هو.
وفي يداية الاحتلال الامريكي للعراق واصلت المقاومة ضغطها على المحتل وفهم الامريكان ان الامر برمته ليس حبا بالوطن بل خوفا من صدام فقرروا ان يتعقبوا صدام ويعتقلوه ليرغموا المقاومين على الاستسلام وحين وقع بيدهم عروضوا صوره على العراقيين ليصدقوا بان الطاغوت قد ساجدا مستسلما وانه في قبضة العداله وقبل ذلك كان عليهم ان يظهروا ثنائي الرعب عدي وقصي من غرفة المشرحة من اجل تأكيد موتهما.
بالخوف وحده حكموا العراق ومن كانت لديه التردد والعفو واللين وروح التسامح اعدم بدون رحمة وبلامحاكمة او حتى مقتولا عن طريق الخطأ.
حتى من نبذ صدام وحقبته صاريترحم على ايامه فقد اكتشف ان القوة والشدة والعزيمة لاتجدي نفعا مع شعب منفلت لايعرف الفرق بين الحريه والفوضى.
صدام كان ينام على سيرة الحجاج ويضع تحت وسادته كتاب الامير لميكافيلي
وتعلم منه ان يكون مهابا لا ان يكون محبوبا.
المنفلتون يواصلون الضغط لانه يعرفون بأنهم فوق القانون واي دولة بلاقانون ولارقابه ولاعقاب لاتعدوا ان تكون جمهورية.