بدأت السعودية معارك عاصفة الحزم ضد الحوثيين في اليمن، ودُعمت دولياً ولم تقف معها تركيا وباكستان في حين وقفت معها أغلب دول الخليج مع مصر والسودان والأردن في تحالف عربي هو الأول من نوعه بعد فترة طويلة، ولم تفلح الدول العربية في تشكيل مثل هكذا تحالف في قضايا مصيرية أهم!
توقفت عاصفة الحزم شكلياً وأعلن عن إنها حققت أهدافها، والغريب إنها كانت لمساعدة الشعب اليمني وإعادة الشرعية بحسب الادعاء السعودي في بداية الحملة لكن الأهداف التي اعلن عن تحققها لاحقاُ عن تأمين حدود السعودية ودول الجوار!
النتيجة على الأرض بعد العديد من الغارات ومئات الطائرات وأكثر من ألف قتيل يمني وآلاف الجرحى، تقدم الحوثيون على الأرض وتوسع سيطرتهم، وباتوا عنصر تهديد للحدود السعودية!
ولا يخفى على الجميع شجاعة وصلابة الحوثيين واليمنيين بصورة عامة مقابل التداعي الموجود في القوات السعودية البرية رغم العدة والعدد، فقد تحدثت تقارير غربية عن فرار أكثر من أربعة آلاف جندي سعودي من مواقعهم في الحدود مع اليمن!!
وتحدثت الأخبار عن صرف الملك السعودي لرواتب شهرية مضاعفة ومكافئات مالية لتحفيز الجنود ولكن يبدو إن ذلك لم ينفع!
الملك السعودي سلمان وبعد أقل من أربعة أشهر على توليه أصدر اليوم (29/4/2015) قرارات رئيسية قرأها الأغلبية على إنها مؤشر على الإرباك الذي تعيشه العائلة المالكة بسبب الصراعات داخلها والتأثيرات الخارجية، وتداعيات حرب اليمن التي يبدو إنها بدأت تعصف بالداخل السعودي التي ربما كان يقصد منها توجيه الأنظار بعيداً عن مشاكله الداخلية ولكنه لم يفلح، القرارات تضمنت عزل –تم تسويقه على إنه إعفاء بطلب مقدم من قبله- الأمير مقرن من ولاية العهد وتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد محله، كما تم تعيين الأمير محمد بن سلمان -ابن الملك- ولياُ لولي العهد –هذا المنصب شأن خاص بالسعودية ولا وجود له في أي مكان في العالم وهو مؤشر قلق واضح- مما عده مراقبون تمهيد واضح من الملك لنجله ليرتقي سلم الملوكية!
العزل الثاني الذي أثار جدلاً بدوره هو عزل–تم تسويقه على إنه إعفاء بطلب مقدم من قبله- وزير الخارجية المخضرم (40 سنة وزيراً) سعود الفيصل، وبديله بدوره أثار جدلاً واسعاً لأنه أول وزير خارجية من خارج العائلة المالكة وهو عادل الجبير.
يمكن قراءة هذه الأمور على إنها إجراءات طبيعية تحدث في أي دولة ولكن في السعودية الوضع مختلف نظراً لكل ما ذكرناه، فهل عاصفة الحزم فعلت فعلها في السعودية ولم تذهب دماء الأبرياء من اليمنيين هدراً؟ !
الأيام القادمة حبلى بالكثير من الأحداث بلا شك.