28 ديسمبر، 2024 1:03 م

هل صحيح كلام “بولتون” أن ” ترامب” يلفق مع بعض الكورد في العلن ويكره كل الكورد في السر؟!

هل صحيح كلام “بولتون” أن ” ترامب” يلفق مع بعض الكورد في العلن ويكره كل الكورد في السر؟!

السائد في بلدان العلم أجمع، أن السياسي يحكم عليه سلباً أو إيجاباً وذلك من خلال تصريحاته لوسائل الإعلام ومشاهدة سلوكه على الأرض. دعونا نرى خلال هذه الوريقات أن كان “ترامب” يموه الكورد بالكذب والافتراء؟ وذلك من أجل مصالحه الشخصية كرجل أعمال له استثمارات كبيرة في إحدى الكيانات المحتلة لكوردستان، إلا وهي جمهورية تركيا، التي له فيها استثمارات عقارية تقدر بملياري دولار؟. عزيزي القارئ، أنا وغيري كثر نعتقد أن الكلام الذي جاء في كتاب (جون بولتون) الذي بعنوان: “الغرفة التي شهدت الأحداث” صحيح وسليم، بدليل أن الرئيس ترامب طلب من قاضي أمريكي أن يمنع نشر الكتاب، إلا أن القاضي الأمريكي رفض طلب الرئيس ترامب؟. وفي جزئية من الكتاب تهكم بولتون بالرئيس حين قال: ترامب لم يعلم بريطانيا قوة نووية!!!. وهكذا كان (بول بريمر) الحاكم المدني الأمريكي للعراق. يقال، عندما شاهد صورة الزعيم الكوردي ملا (مصطفى البارزاني) معلقة فوق رأس الرئيس (مسعود البارزاني) سأله بريمر: صورة من هذه. نظر إليه الرئيس مسعود باستخفاف وابتسم ابتسامة تحقير له، لأنه لم يعرف قائداً مثل ملا (مصطفى البارزاني) الذي يعرفه الشرق والغرب منذ عشرات السنين. حقاً أن كلام (جون بولتون) جعلنا نحن ابناء الكورد، مواطني كوردستان، أن نعود إلى الوراء قليلاً لنرى كيف تعامل ترامب مع الكورد سلباً. إن مِن الأعمال المشينة التي تحكم على ترامب بأنه حقاً كان ولا زال يراوغ مع الشعب الكوردي الجريح كي يخدم أولئك الهمج الرعاع محتلي وطنهم كوردستان، وذلك بعدم تأييده للاستفتاء الذي أجري عام 2017 في جنوب كوردستان، وتبعت عدم تأييده للاستفتاء الكوردستاني عشرات الدول… التي تسير في ركاب سيد بيت الأبيض. الأمر الآخر، للأسف الشديد، لم يحرك ترامب ساكناً ضد الهجوم الوحشي، الذي قام به الميليشيات الشيعية والجيش العراقي المجرم على المدن والقرى الكوردية بأمر مباشر من القزم حيدر العبادي. أتذكر حينها قال النائب في البرلمان الاتحادي “فائق دعبول مرندي” المعروف بـ”فائق شيخ علي”: الكورد لا يستطيعون مقاومة العرب في كركوك الخ. بلا أدنى شك يا غبي لا يستطيعوا مقاومتهم لسبب معروف سلفاً، أن قواتكم الهمجية بالإضافة إلى أنه وحشي لا يعرف الرحمة، وتفتقد إلى أخلاق الحرب، جاءت على ظهر دبابة “ابرامز” الأمريكية التي ليس لدى الكورد لا مثلها ولا لديهم سلاح يقاومها أو يوقف تقدمها، وهكذا لديكم سلاح الجو طائرات أف 16 الأمريكية والسمتيات القتالية، التي لا وجود لها عند الكورد، بل حتى الأسلحة الثقيلة، التي بحوزة قواتكم المجرمة الميليشيات العقدية أو الجيش، ليس لدى الكورد مثيل لها أو حتى بنصف قدراتها ومتانتها. لو كان عند الكورد مثلما عند الكيان العراقي سلاح فتاك، لردوا قواتكم ليس إلى العراق فقط بل إلى رفحاء في الصحراء السعودية. لنعود إلى ترامب. عزيزي المتابع، في الجزء الآخر من كوردستان المحتل من قبل النظام السوري المجرم إلا وهو غرب كوردستان، وتحديداً في عام 2018 سكت الرئيس “ترامب” عن احتلال مدينة عفرين الكوردية، الكوردستانية من قبل جمهورية تركيا الطورانية والإرهابيين الأوباش، الذين تمولهم تركيا بكل شيء. لقد سحب السيد “ترامب” فيما بعد قواته العسكرية من غربي كوردستان، مما دفع برئيس جمهورية الأتراك وعملائه من القوات التركمان السوريون بشن هجوم واسع بكل أنواع الأسلحة الفتاكة على الشعب الكوردي هناك ومنها الفسفور الأبيض، وقتلوا الآلاف من أبرياء الكورد بدم بارد، وأحرقوا مزارعهم، ونهبوا بيوتهم ومحلاتهم وهجروا المتبقي منهم على قيد الحياة. لكن، لم يحرك “أبو إيڤانكا” القابع في البيت الأبيض ساكناً للدفاع عن حلفائه الكورد، الذين وقفوا أمام قوات داعش الإرهابي بصدور عارية لحماية العالم بصورة عامة، والغرب (الكافر) بصورة خاصة من هذا الإرهاب الأسود، الذي لا يعرف الرحمة. لمعرفة شخصية أردوغان المريضة، زوده مستشاره للأمن القومي الأمريكي (جون بولتون) بالآتي: لقد قابلت أردوغان ولاحظت أن كرهه للشعب الكوردي ليس له علاقة بحزب العمال الكوردستاني أنه يكره حتى سماع اسم الكورد، ويعتبر أن الكوردي الجيد هو الكوردي الميت. ويضيف بولتون: إنه كره ينم عن مرض نفسي دفين. عزيزي المتابع، كي يتذرع ترامب بانسحابه غير المشرف من غربي كوردستان، وذلك بالاتفاق مع الجلاد الطوراني أردوغان، صرح الآتي: لم نتعهد للكورد بالبقاء 400 عام لحمايتهم. وفي مكان آخر قال: إن دعم الوحدات الكوردية اثناء محاربة تنظيم “داعش”كان مكلفاً جداً بالنسبة إلى الولايات المتحدة. حقاً عذر أقبح من فعل. كم تكلفكم قياساً بمساعداتكم للعديد من دول العالم التي تسير في ركابكم!! كم تكلفكم قياساً بمساعداتكم لإسرائيل 0،1%. حقاً كما قلت لك عزيزي القارئ قبل قليل إنه عذر أقبل من فعل. لقد قوبل في حينه قرار ترامب بالانسحاب من غربي كوردستان بانتقادات شديدة حتى في واشنطن ذاتها وفي دول أخرى بوصفه خيانة للحلفاء الأكراد، الذين قاتلوا على مدى سنوات إلى جانب القوات الأمريكية. حتى أن وزيرة خارجية ولايات المتحدة الأمريكية السابقة السيدة “هيلاري كلينتون” رفعت صوتها في وجه ترامب من خلال وسائل الإعلام قائلة: قرار ترامب بسحب قواته من شمال شرقي سوريا خيانة مقرفة للكورد، وهكذا خيانة لقسمه لمنصبه كرئيس لأمريكا. وأضافت السيدة كلينتون:فلنكن واضحين، أن الرئيس – ترامي- وقف إلى جانب الزعيمين المستبدين لتركيا، وروسيا، وليس إلى جانب حلفائنا الأوفياء ومصالح أمريكا الخاصة. ثم، من قال لك يا سيد ترامب تبقى أربعة قرون هناك؟؟ إنك بمجرد تقوم برسم خط وهمي لربيبتكم أردوغان عنده لم يتجرأ أن يتجاوزه قيد شعرة. عزيزي القارئ اللبيب، من المعروف لدى العالم أن تركيا اللوزانية ربيبة أمريكا، وهي التي جلبت لها رؤوس الأموال الغربية كي ينتعش اقتصاديها الهزيل، وبإشارة صغيرة منها تسحب البلدان الغربية كل استثماراتها منها ولم يستطع الكيان التركي أن يقاول لشهر واحد الانهيار الاقتصادي الذي سيخلفه سحب رؤوس الأموال والمشاريع الغربية. إنني كمواطن كوردي أبسط من البسيط أطرح سؤالاً على من يهمه الأمر في أمريكا، والغرب التي تعتبر مركز الديمقراطية، وحامية لها ولحقوق الإنسان في العالم، يا ترى لماذا لم ينطق سيد البيت الأبيض والسائرون في فلكه ببنت شفة حين قام الطوراني أردوغان في الكيان التركي بذبح الديمقراطية في وضح النهار، حين اعتقل نواب الشعب المنتخبون في حزب الشعوب الديمقراطية ورماهم في غياهب معتقلاته الرهيبة بدون ذنب يقترفوه سوى أن عنوانهم القومي في سجل أردوغان كورد. وهكذا فعل مع رؤساء البلديات في شمالي كوردستان، لقد طردهم بفوهة البنادق وبأخمص المسدسات، ونصب مكانهم أناساً أتراك طورانيين أطلق عليهم اسم “قيوم”. أين صاحبة القرار في العالم من هذه الجرائم التركية السادية التي ترتكب ضد الشعب الكوردي الجريح؟؟!!. أكرر كلامي الذي قلته، أعرف أني مواطن بسيط لا يخترق صوتي أبواب ونوافذ أصحاب القرار في أمريكا والغرب، لكني أقوله لكل من يصله صوتي: أية دماء كوردية تزهق في عموم كوردستان خطيئتها في أعناقكم أنتم أصحاب القرار في أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، لأنكم بعد الحرب العالمية الأولى استثنيتم الكورد حين أسستم كيانات متعددة لشعوب مجرمة لا تستحق الحياة. الطامة الكبرى، أن ترامب هذا يجهل حقيقة قدرات الشعب الكوردي القتالية، حين يقول الكورد هربوا من أمام العراقيين، وهربوا من الأتراك. طبعاً يا سيد ترامب في حالات عسكرية حين يجد القائد العسكري أن الكفة تميل إلى العدو بامتلاكه أسلحة تفوق أسلحت عدة وعدداً يرى أن الانسحاب من ساحة القتال أفضل بكثير من الانتحار؟. لكن، عزيزي القارئ، حتى هذا الذي زعمه ترامب غير صحيح قط. إن دماء قوات “الپێشمەرگە” الكورد التي أريقت في ساحات الوغى ضد الدولة الإسلامية “داعش” تكذب ادعاءه، ألم يقدم إقليم كوردستان آلافاً مؤلفة من القتلى والجرحى في مواجه داعش الذي كان يريد الوصول إلى مدنكم وقراكم في الغرب (الكافر)؟ ألم يقدم غرب كوردستان مثل شقيقه جنوب كوردستان آلافاً من القتلى والجرحى من الفتيات والفتيان وذلك للذود عن شعوب العالم أجمع؟ إذا هربوا من المواجهة لماذا هذه الأعداد الكبيرة من القتلى والجرحى في صفوفهم؟؟. أما أن ينسحبون من المواجه في الأراضي المستوية فهذا تدبير عسكري ذكي، لأنهم لا يملكون أسلحة توازي أسلحة هذه الكيانات العنصرية الغنية في كل شيء؟. وفي سياق كلامه يحكم نفسه بنفسه حين يقول: والوقت الوحيد الذي لم يهربوا فيه، هو حين نقصف حولهم. طبعاً لم ينسحبوا عندما تقصفون القوات المعادية حولهم لأنكم كما أسلفت في قبل قليل تعيدون التوازن بينهم وبين قوات أعدائهم. ماذا تريدهم برشاشة بيكيسي أو كلاشنكوف يقاومون أف 16 وسمتيات أباتشي؟؟!! حقاً كما قال بولتون في كتابه أنه – ترامب- معلوماته ضحلة وقدرته في فهم الأحداث شبه معدومة. أنصحك أن تقرأ التاريخ جيداً، خاصة حين لم يكن عند جميع الشعوب سوى السيف، والرمح، ألم يواجه ذلك قائد الكوردي (صلاح الدين الأيوبي) جيوش أوروبا الجرارة بقضيها وقضيها، وأسر ملوكها؟، أتعرف لماذا؟ لأن لم تكن لدى أحد من الطرفين أسلحة غير موجودة لدى الطرف الآخر، كان لدى الغازي سيف، وهكذا كان لدى الكوردي سيف، كان لدى الغازي رمح، أيضاً كان لدى الكوردي رمح، كان لدى الغازي منجنيق، كان لدى الكوردي منجنيق، الكفة متساوية في الأسلحة المستخدمة في القتال رغم تفوق العددي في جيش أوروبا، لكن رغم هذا التفوق العددي كان النصر حليف الكورد، فرسان الشرق، وأسر الكورد ملك بريطانيا “ريتشارد” قلب الأسد، وأسروا ملك فرنسا “فيليب أغسطس” وأسروا ملك مملكة بيت المقدس “غي دي لوزينيان” وأسروا آخرين كثر من نساء ورجال أوروبا. وفي أيامنا هذه، شاهد العالم، كيف أن فتيات الكورد في غربي كوردستان هزمن جيش الدولة الإسلامية “داعش”.
وفي نهاية هذا المقال،نقول لذلك الكوردي في شمالي كوردستان، المخدوع بأردوغان ولا زال يمنح صوته الانتخابي له فليقرأ ما قاله جون بولتون وغيره عن هذا الحيوان الوحشي المدعو رجب طيب أردوغان الذي يظهر للناخب الكوردي غير ما يبطن. دعوني أكرر ما قلته في سياق المقال: إن أية نقطة دماء تزهق في عموم كوردستان خطيئتها في أعناق أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا التي كانت لهم اليد الطولى في تجزئة الوطن الكوردي كوردستان بين أشباه البشر؟.
“إن قوة أمريكا العسكرية المتفوقة تلقي على عاتقها مسؤولية أن تكون الأمة المتفوقة أخلاقيا” (ألبرت أينشتاين)