لم تعد هناك حالة من الاستبشار والفرح بفوز جو بايدن بالرئاسة الامريکية من جانب النظام الايراني بل إن هناك حالة من القلق والتخبط بعد أن باتت التوقعات ووجهات النظر والاراء المطروحة بشأن السياسية التي سيتبعها بايدن مع النظام الايراني لاتوحي بذلك القدر من الامل والتفاٶل الذي أبداه قادة ومسٶولون في النظام الايراني بفوز بايدن.
التصريحات الاخيرة التي أدلى بها بايدن وتحدث خلالها عن عزم إدارته على إستعادة الدور القيادي لأمريکا والعمل من أجل ذلك وحرص الولايات المتحدة على حلفائها في سياساتها التي ستنتهجها، لم تکن مريحة بالنسبة للنظام الايراني وإن المرشد الاعلى الايراني يٶکد في خطابه الاخير بأن:” وضع أمريكا غير واضح (بعد الانتخابات)، والأوروبيون يتخذون باستمرار موقفا ضد إيران. يقولون لنا ألا نتدخل في شؤون المنطقة، وهم أنفسهم أكثر من يتدخل بالسوء في شؤون المنطقة”، فإن هذا الکلام يمکن تفسيره على إنه أول إعتراف ضمني باليأس والتشاٶم من بايدن وبلدان الاتحاد الاوربي ولاسيما بعد أن أکد بايدن على التعاون والتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة وبعد أن صدرت العديد من الاشارات الوضحة جدا على رفض واشنطن والعواصم الاوربية لتدخلات النظام الايراني في بلدان المنطقة وضرورة وضع حد لها.
التصريح والموقف الامريکي الملفت للنظر، هو ماقد جاء من واشنطن وأکد على إن بايدن لن يکون نسخة أو إستمرار لسياسة أوباما حيث وکما جاء في التبريرات المقدمة بأن الظروف الحالية هي غير نظيرتها في عهد أوباما، وهذا الکلام أيضا يمکن تفسيره بسهولة من حيث إن النظام الايراني قد إستغل الاتفاق النووي أيما إستغلال ولم يلتزم به کما کان يجب ولاسيما فيما يتعلق بالصواريخ الباليستية التي أکد خامنئي على تمسك النظام الايراني بها، الى جانب إن هناك أيضا الکثير من الحديث الذي يدور في الاورقة السياسية بواشنطن من حيث عزم إدارة بايدن على الاهتمام بمسألة إنتهاکات حقوق الانسان في إيران والتي وبعد إنتفاضة 15 نوفمبر2019، وقيام النظام بقتل 1500 إيراني منتفض، صار من الصعب على المحافل الدولية المعنية بحقوق الانسان أن تصرف النظر أو تتجاهل إنتهاکات حقوق الانسان الفظيعة في إيران، کما إن إستمرار النظام الايراني في مناوراته ومراوغاته وقفزه على الحقائق ولفه ودورانه من أجل خداع الآخرين وتحقيق أهدافه، هو الآخر قد أصبح من النقاط المهمة التي بات بايدن وإدارته ينظرون لها بعين الاهتمام والتصرف والتعامل مع النظام في ضوئها والذي يزعج النظام الايراني ويصيبه بالاحباط هو إن کل ذلك يتزامن مع المحاکمة الجارية للدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي في بلجيکا ومايمکن أن تکون لها من آثار وتداعيات على السياسة الامريکية من النظام الايراني.