في مقالات کثيرة و مختلفة لنا دأبنا منذ أعوام على التحذير من دور و نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق و من إنه مصدر و أساس المشاکل و الازمات و البلاء و المصائب، وقطعا کان هنالك من سبقني بهذا المجال کما کان هنالك معي الکثيرين من الکتاب و المحللين و المراقبين الذين يٶکدون على نفس المسألة.
الاحزاب و الجماعات و الميليشيات المرتبطة بطهران بطرق مختلفة، سعت و تسعى بطرق متباينة من أجل تبرير دور طهران و نفوذها في العراق و الإيحاء من إنه دور إيجابي يخدم أمن و إستقرار العراق، لکن الادلة و الشواهد على أرض الواقع تکذب و تفند هذه التبريرات غير المنطقية و تٶکد کذبها و زيفها، خصوصا وان نفوذ طهران قد عمل دائما بإتجاه خدمة الاهداف و المصالح الخاصة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بل وحتى إن تلك الاحزاب و الجماعات و الميليشيات تصرفت و تتصرف کفرقة موسيقية يقودها مايسترو إيراني!
بعد أن طفح الکيل بالشعب العراقي من الدور و النفوذ المشبوه و الضار لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق، وبعد أن تجاوز و تخطى هذا الدور و النفوذ کل الخطوط الحمر و إنتهك السيادة الوطنية للعراق بمنتهى الصلافة، فإن المتظاهرين العراقيين قد رفعوا أصواتهم يوم السبت الماضي ضد نفوذ طهران وتدخلات قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في الشأن العراقي وذلك خلال احتجاجات أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، حيث هتفوا”إيران برا برا..بغداد تبقى حرة”، مايعني رفض النفوذ الايراني و الدعوة الشعبية الصريحة لإنهائه.
ترديد شعارات معادية لنفوذ و دور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق من جانب متظاهرين شيعة بل وحتى ضد قائد فيلق القدس قاسم سليماني المعروف بمخططاته الارهابية الدموية ضد الشعبين العراقي و السوري بشکل خاص، يمکن إعتباره رسالة واضحة من إن جرح التدخلات الايرانية في العراق قد وصل الى العظم ولم يعد بالامکان التجاوز و السکوت عنه، وإن هذا النفوذ الذي جعل من العراق قاعدة إنطلاق لتوسيع نطاقه و فتح الافاق لتدخلات و عمليات إرهابية ضد دول المنطقة، لم يعد مقبولا عند الشعب العراقي خصوصا وإنه قد زرع کل أسباب الفتنة الطائفية و الفوضى السياسية و الفساد بمختلف أنواعه في البلاد، وکل هذا قد جاء مصدقا لما قد أکدت عليه المقاومة الايرانية دائما من مشبوهية هذا الدور و معاداته لمصالح الشعب العراقي و للسلام و الامن و الاستقرار في العراق، وإن السٶال الذي يطرح نفسه: هل ستکون المواقف
الصريحة التي عکستها تلك التظاهرة الواسعة بمثابة الغيث الذي أوله قطر ثم ينهمر؟