23 ديسمبر، 2024 3:49 ص

هل سيولد العراق من رحم ذاته؟!!

هل سيولد العراق من رحم ذاته؟!!

سؤال يتردد في آفاق الواقع المعاصر المصاب بالنكد والإنكسار والإحباط ويتعرض لأنواع العدوان , والإقتراب منه ذو وجهين متناقضين ينسف أحدهما الآخر , ويتقلب بين الإيجابية والسلبية.
وعندما نبعد العواطف والإنفعالات ومعطيات التبعية والخنوع والقبوع , وما يتصل بها من مواقف وتوجهات خذلانية إستسلامية قانطة , تتضح الإجابة وتتحدد معالمها الأساسية.
وللموضوعية دورها في الجواب عندما تستند على معيار التأريخ , وتسترشد بنتائجه وصيروراته المتوافدة على نهر الحياة.
فلكي نقيّم مستقبل أي حالة لا بد من دراسة ماضيها ومآلاتها فيما سبق , ومنها نستخلص خارطة مسارها الجديد الذي ستمضي إليه وفقا لأحكام الدوران.
فالعراق مر بعصور قاسية إستمرت لقرون وتكالبت عليه قوى الدنيا بما إقتدرت وإكتسبت من طاقات عدوانية تخريبية تدميرية , وفتكت به مرارا وتكرارا وما تمكنت الإقامة فيه والإستمرار بإذلاله ودماره , وإنما إنقلبت على مبتدءاتها وتحولت إلى طاقات إيجابية فاعلة في كينونته الأقوى , فالذي يعتدي على العراق يصاب بتأنيب ضمير شديد يدفعه للتكفير عن آثامه وخطاياه بحقه , والمثل الواضح فيما قام به هولاكو وما فعله أحفاده من بعده.
ولو تدارسنا كيان العراق منذ الحضارات الأولى , لتبين بأنه قوة حية مؤثرة في القوى التي تكون فيه , وتسخرها لصالحه ولتمرير قدرات الوطن التليد العتيد.
وعليه فأن ما يجري فيه من حالات مريرة وشنيعة وعدوانية سافرة على ذاته وموضوعه , سيذهب وسينطلق بمشواره الحضاري الإنساني المعاصر , رغما عن أنوف القِوى المتوهمة بأنها ستقضي عليه وتقطعه إربا إربا.
أما اليائسون الباسون المبلسون فأن قراءاتهم للمشهد تعبّر عما فيهم , وليس عما في جوهر العراق من براعم واعدة وقدرات متوثبة , للتفتح والإنطلاق المتميز في ميادين التسابق نحو مجد إنساني أثيل.
فهل سيرعوي القانطون ويكتبون بمداد الكينونة الحتمية الواعدة , بدلا من كتابات الذل والهوان والتبعية العمياوية لأصنام آدمية معممة بالنفوس الأمّارة بالسوء والبغضاء؟!!
وإن العراق يكون ولن ولن يهون!!