حقيقة لا أحد يعرف كيف سينتهي الموقف والأحداث الجارية والمتسارعة في سوريا بعد الهجوم المفاجيء الذي شنته (الفصائل الأرهابية / جماعة تحرير الشام) ، وأحتلتبه مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية بعد دمشق وبدون مقاومة تذكروبكل سهولة!! ، وما أن حدث الهجوم ، حتى بدأت التكهنات والتحليلات تملأ الفضائيات ومواقع التواصل الأجتماعي عن مغزى الهجوم وهل، يدخل ضمن صورة الشرق الأوسط الجديد الذي يخطط له الكبار؟ ، أم الغاية منه هو أسقاط النظام القائم في سوريا ، الذي يعاني من رفض جماهيري وأنتفاضات شعبية منذ 2011ولحد الآن ؟ أم هو صراع بين القوى الأجنبية الموجودة على الأرض السورية ، وجود ( قوات أمريكية ، روسية ، أيرانية ، كردية ، تركية ، أضافة الى الفصائل الأرهابية على غرار داعش واالقاعدة ، ناهيك عما تقوم به أسرائيل بين الحين والآخر من قصف لأهداف منتخبة في المدن السورية بما فيها العاصمة دمشق وحسب ما تراه مناسبا لمقتضياتأمنها) ، والسؤال الأهم في كل ذلك هو: هل سينجر العراق ويدخل في معمعة الصراع القائم في سورية ، بأراداته السياسية؟ حيث ترى فصائل المقاومة الأسلامية العراقية أنها أمتداد لتلك الفصائل الأسلامية ( الشيعية في سوريا)عقائديا ومذهبيا وفكريا!! ، منطلقين ورافعين شعار ( زينب لا تسبى مرتين) الذي جاء على لسان أحد قادة المقاومة الأسلامية العراقية!! . ومن المفيد أن نذكر هنا بأن(الفصائل الأرهابية / قيادة تحرير الشام) نشرت وعبر مواقع التواصل الأجتماعي والسوشيال ميديا ، (رسالة تطمينية للعراق بأنها ليست لها أية نية بتوسيع هجومها بأن يكون العراق ضمن أهداف هجومها!؟) ، ولا ندري مدى مصداقية هذه الرسالة وهل يمكن الأطمئنان لها فعلا!!؟ ، وعلى الرغم من ذلك ، فقد قام الجيش العراقي بأتخاذ كافة التدابير العسكرية اللازمة والأستحضاراتالعسكرية وبناء الأستحكامات ( سياج كونكريتي ، وأسلاك شائكة وغيرها من الأستحكامات لدرء أية خطر يأتي من الحدود السورية!) وقد عرض فديو كامل بذلك ، يرافقه شرح من قبل الناطق الرسمي بأسم القائد العام للقوات المسلحة، ( لواء ركن/ يحيى رسول) . في الحقيقة أن الذي يخيف العراقيين هو هل ستدخل فصائل المقاومة العراقية ، للمعركة دعما ونصرة للفصائل المقاومة ( الشيعية) الموجودة في سوريا!! كما ذكرنا ذلك آنفا، لأنها وفي هكذا مواقف قد لا تلتزم بأوامر القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية! ، ولا بأية أوامر وتوجيهات أخرى! ، لا سيما وأن العالم كله يعرف وقادة المقاومة في العراق مع كل التقدير لهم هم يعترفون ويصرحون بذلك جهارا نهارا ، بأنهم يأتمرون بأوامر الولي الفقيه السيد الخامنائي في أيران!؟ . من جانب آخر يرى قادة المقاومة الأسلامية بالعراق ، أن أهداف هذه المنظمات الأرهابية في سوريا بهجومها الذي شنته ، هو ليس لتحريرسوريا من نظامها الحالي وأسقاطه! ، بل يحمل نوايا طائفيىة واضحة (كما في هجوم داعش على العراق / الموصل في 2014!)! ، لا سيما وأن مواقع التواصل الأجتماعي وبعض الفضائيات نشرتمقاطع لفديو يظهر فيه بعض مقاتلي (التنظيم الأرهابيلفصائل تحرير الشام) بعد أحتلالهم لمدينة حلب ، ودخولهم أحدى الحسينيات قاموا بتمزيق الصور والشعارات الحسينية المعلقة والمكتوبة في داخل الحسينية!؟) . وهذا الفديو المستفز لمشاعر المسلمين عامة وتحديدا الشيعة منهم! ، هو الذي جعل الكثير من المحللين يرجحون أنجرارالعراق لما يحدث في سوريا من قبل المقاومة الأسلاميةالعراقية دفاعا ونصرة للعقيدة والمذهب ، وبالتالي هو دفاع عن النظام السوري الحاكم الآيل للسقوط! . أخيرا نسأل :هل سيستطيع القائد العام للقوات المسلحة ونداء المرجعية الدينية في العراق ممثلة بالسيد السيستاني زعيم المرجعية من ضبط أيقاع فصائل المقاومة العراقية ، ومنعها من التدخل بما يجري في سوريا؟ ، وهل ستنصاع فصائل المقاومة لذلك ؟ أم سيكون للمقاومة كلام آخر!!؟ لننتظر ونرى؟!.