23 ديسمبر، 2024 3:17 م

هل سيكون فالح الفياض مسمار إيران في جدار أمريكا السياسي في العرق ؟!‎

هل سيكون فالح الفياض مسمار إيران في جدار أمريكا السياسي في العرق ؟!‎

في خضم الدوامة السياسية الحاصلة الآن في الساحة العراقية, حيث هناك تقارير تفيد بأن رئيس الحكومة العراقية  ” حيدر العبادي ” يسعى إلى تغيير حقائب وزارية مع تقليص ودمج بعض الوزارات, الأمر الذي رفضه العديد من قادة الكتل والأحزاب السياسية لأن هكذا تغيير يُضر بمصالحهم, وهذا ما سبب حالة من التوتر في المشهد السياسي العراقي, وبين هذا وذاك تفاجئ الجميع بتقارير مسربة من الإدارة الأمريكية تفيد بإجراء تغيرات في الخارطة السياسية العراقية.

حيث كشفت العديد من وسال الأعلام الالكترونية والصحف عن تسريبات دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة تقارير تفيد بأن خارطة سياسية جديدة ستوضع للعراق وأوضحت تلك الوسائل الإعلامية إن الولايات المتحدة الأميركية أدرجت مؤخراً (71) إحدى وسبعون شخصية سياسية عراقية على لائحة الإقصاء السياسي سيتم تجريدها من مناصبها وربما تطول بعضها المساءلة القانونية، وأن شخصيات تحيط بها شبهات فساد كبيرة ستوضع بين خياري المساءلة والسجن أو الاختفاء طواعية من المشهد السياسي، وان القائمة ستشمل رؤوسا كبيرة حزبية وسياسية وحكومية أيضا .

ويبدو إن هذه الخطوة بدأت أمريكا في تنفيذها بخطوة إستباقية وهي وبحسب وكالات إخبارية؛

قيام القوات الأمريكية بإصدار أوامر إلقاء قبض بحق قادة الحشد الشعبي وبعض من قيادات التحالف الوطني ومنهم قيس الخزعلي ومقتدى الصدر وأبو مهدي المهندس وهادي العامري، كما تم فرض الإقامة الجبرية على رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لتقديمه إلى المحاكمة وتحت سيطرة القوات الأمريكية.

هذه الخطوات الأمريكية كما أوضحتها وسائل الإعلام, صاحبها تحرك إيراني وذلك عن طريق السيستاني, فإيران وكما هو معروف لا تسمح بتغييرات سياسية في العراق بدون أن تكون لها حصة سياسية في التشكيلة الجديدة وتبحث عن إيجاد البديل, ومن الواضح إنها أوعزت لرجلها العامل في العراق – السيستاني – بطرح بديل سياسي يسد الفراغ الذي ستحدثه التغييرات الأمريكية, لكونها أي إيران, تعلم جيداً إن لدى السيستاني مكانة مرموقة عند الأمريكان بسبب موقفه الداعم لهم في عام 2003م بعدما أصدر فتوى حرم فيها الجهاد ضد قوات الاحتلال, وهم لا يرفضون له طلباً أو يردون له أمراً.

وبالفعل قام السيستاني بطرح شخصية بديلة عن العبادي وهو “فالح الفياض ” رئيس هيئة الحشد, ومستشار الأمن الوطني, وهو من قيادات حزب الدعوة ذلك الحزب الذي أنجب الإمعة المالكي والعبادي, لشغل منصب رئيس الوزراء في حال تم استبعاد العبادي من قبل الأمريكان, أو على الأقل إعطاءه منصب مهم في الحكومة العراقية كبديل عن إحدى الشخصيات كالمجرم المالكي هذا في حال لم يكن العبادي من ضمن الشخصيات الإحدى وسبعون, وبذلك سيكون فالح الفياض هو الشخصية ذات الولاء الإيراني في التشكيلة الجديدة والذي سيخدمها بشكل يتناسب مع مشروعها التوسعي في العراق.

ومن الملاحظ إن المناصب التي شغلها الفياض تبين جيداً إنه إحدى الدمى الإيرانية التي أوجدتها في الساحة العراقية, فالأمن الوطني بيد إيران, والحشد بيد إيران, وحزب الدعوة بيد إيران, وهو مرشح من قبل السيستاني ابن إيران, فهل ياترى ستنجح إيران  في دق مسمار الفياض في جدار التشكيلة السياسية الجديدة التي تريديها أمريكا؟! فإن نجحت في ذلك فهذا يعني إن الخارطة السياسية الجديدة لم تجدي نفعاً لأن إيران وعملائها مازالوا مشتركين في اللعبة في العراق, ولا خلاص للعراق وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في بيان ” مشروع خلاص” إلا بخروج إيران ومليشياتها وعملائها من اللعبة في العراق.

فإن استطاعت إيران بالتسلل عن طريق مرجعها السيستاني ومن خلال فالح الفياض إلى الكابينة السياسية الجديدة, فإن هذا التغيير المرتقب لن يُجدي نفعاً وسيكون بمثابة تغيير أحجار الدومنيو ” الدومنة ” وستبقى إيران شريك فاعل وفعال في العملية السياسية في العراق وستؤثر فيها ويبقى الحال على ماهو عليه الآن.