23 ديسمبر، 2024 6:19 م

هل سيكون المجلس الأعلى بيضة القبان في انتخابات مجالس المحافظات ؟

هل سيكون المجلس الأعلى بيضة القبان في انتخابات مجالس المحافظات ؟

أظهرت آخر نتائج فرز الأصوات لانتخابات مجالس المحافظات الى تغير كبير في الخارطة السياسية !  وبالرغم من أن هذه الانتخابات تعتبر خدمية لكنها مقدمة ومؤشر كبير الى ما بعدها من انتخابات قادمة والتي يرى فيها المراقبون وعيا للناخب العراقي وانقلابا للمزاج الشعبي في اختياره المرشحين ..

  لقد أكد ائتلاف دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي تفوقه النسبي في هذه  الانتخابات  بتصدره للمركز الأول في أغلب المحافظات الشيعية ولكن تبقى حقيقة هذه الانتخابات قاسية وغير مرضية لشخص رئيس الوزراء وحزبه الحاكم لفقدانه الكثير من المقاعد التي كانت بحوزته لصالح الأحزاب والكيانات المتآلفة معهم وقد تجاوزت نسبة خسائر الحزب الحاكم 28% من عدد المقاعد التي كانت بحوزتهم في الدورة السابقة أي عام 2009 ومن خلال هذه النسبة سيخسر القانون 42 مقعدا ! ويعني ذلك من الناحية السياسية بداية افول نجم السيد رئيس الوزراء والقائمة التي يقودها والكيانات التي راهنت عليه !! فيما أظهرت النتائج الأخرى تفوق كبير وصعود كيانات على رأسها المواطن والأحرار …

ومن خلال هذه النتائج نجد عودة قوية للكيان المتمثل في المجلس الأعلى الى موقعه ومكانه الطبيعي بعد سلسلة من التراجعات والاخفاقات في الانتخابات السابقة والتي جاءت كنتيجة لأخطاء في النظام الانتخابي للمفوضية العامة  وضعف التنظيم والتخطيط  الانتخابي لكتلة المجلس ! ولكن الأهم من ذلك كله هو ما تعرض له تيار شهيد المحراب في انتخابات 2009 من مؤامرات وتسقيط اعلامي ومحاولات البعض الترصد له والاصرار على تحويله الى منظمة اجتماعية لا شأن لها  بأمور السياسة !! بعد ان انهالت عليه سيل من الاتهامات المفبركة والتسقيطية يتوخى من خلالها التأثير والتلاعب بمشاعر الناخب تحت ذريعة تقسيم العراق  ليخرج المجلس بعدها من العملية السياسية بخسائر كبيرة كادت أن تسقط به لولا تداركه الأمر بروية وتعقل …. ويعلم الجميع ان مشروع الفيدرالية هو امتداد لحلم قيادات المجلس الأعلى والقاعدة الشعبية العريضة في احقاق الحقوق وتقسيم الثروات بشكل صحيح ومتساوي بين جميع أبناء الشعب العراقي من شماله الى وسطه وجنوبه … ومن المؤسف عدم استطاعة الآخرين فهم هذا المشروع وادراكه الا بعد حدوث الاعتصامات الأخيرة في المنطقة الغربية والتي تحولت الى عصيان مدني مطالبة بالانفصال والاستقلال بالاقليم السني !! رافضين بذلك حتى مبدأ الفيدرالية التي أشرنا اليها ! وبالتأكيد سوف تتطور الامور وستزداد المطالب الى ما هو أبعد من ذلك بكثير!!! ؟؟؟ وقد سبق ان حذرنا من حجم المؤامرة الاقليمية على العراق حكومة وشعبا والتي ستؤدي الى تفكك البيت الشيعي وزرع الفتنة بين أبناء البيت الواحد واستغلال حالة التشرذم القائمة بين الكيانات الشيعية لاصرار البعض في الانفراد بالقرارات السياسية وتكريس مفهوم القوة وسياسة لي الذراع التي ستهدم بيوتنا على رؤوسنا من أجل مصالح حزبية ضيقة ! وبهذه المناسبة ندعوا جميع الأطراف السياسية وبالخصوص التحالف الوطني الشيعي لأخذ دوره الحقيقي والكف عن التربص بالتصريحات السياسية المحبطة للشارع العراقي فكلكم حاكمون وكلكم مسؤولون وان اختلفت النسب بينكم شئتم أم أبيتم ! وسيحترق الأخضر واليابس وعندها سيندم الجميع وستحاكمون هذه المرة بيد انصاركم وناخبيكم !! ومن خلال هذه المعطيات ندرك انه لا مجال الا بالرجوع الى فيدرالية الأقاليم وعدم العيش في أوهام ..!! خاصة وقد جرب حكام العراق الشيعة العمل سوية تحت حكومة الشراكة الوطنية والتي أصبحت فيما بعد وبال على الشيعة أنفسهم قبل غيرهم وأظهر من المستحيل التعايش مع الآخر في ظل هذه الظروف الطائفية !! لذا نرجو من القائمين على العملية السياسية الرضوخ الى الأمر الواقع وترك القوم وشأنهم فهذه هي مطالبهم وعلينا احترامها …

وبالعودة الى نتائج الانتخابات ومن خلال هذه المعطيات نستنتج من هو الخاسر والرابح الأكبر في هذه الانتخابات ولماذا نرجح كفة ائتلاف دولة المواطن في أن يكون بيضة القبان في هذه المرحلة …  ومن هنا نعتقد ان ائتلافي الحكيم والصدر يتصدران المشهد السياسي وبإمكانهم قلب الموازين في التحالفات المقبلة مع أفضلية نسبية لقائمة المواطن التي تنفرد بعلاقاتها السياسية المتوازنة مع جميع الكتل على حد سواء الأمر الذي قد يضطر معه المالكي الى التحالف سريعا مع الحكيم والموافقة على برنامجه الانتخابي أو الرضوخ الغير محبذ لدولة القانون الى مطالب الصدر قبل أن يتحالف منافسوه ضده في تلك المحافظات وعليه ستشتعل منافسة المتحالفين ولكن ليست على حساب الناخبين وهذا ما نأمله مع تمنياتنا الخالصة لجميع الكتل الفائزة بالوفاء بوعودها والعمل الجاد لخدمة العراق وازدهاره .