الخطوات التي قامت بها الولايات المتحدة ازاء ايران ، جاءت على خلفية الاحداث الخطيرة التي تشهدها المنطقة العربية وتحديداً الشرق الاوسط ، فالعراق يعيش حالة من الفوضى السياسية وسوريا انتهت الى الخراب ، واليمن مقبل على الموت البطيء ، كل هذا يتم امام انظار العالم ، والذي بات يعيش هو الاخر تحت هيمنة الولايات المتحدة ، ورئيسها ترامب الذي لم يتورع عن تنفيذ مخططاته الراميه الى اشعال المنطقة من جديد ، بعد فشل كل المساعي في تنفيذ مخطط سايكس بيكو جديد ، حيث لم تنجح محاولات البيت الابيض في تقسيم المنطقة وتوسيع هيمنتها عليها ، الامر الذي فتح المنطقة على احتمالات اكثر واكثر ، وما يجري يعد الخطوة الاولى لاشعال المنطقة من جديد ، وان دخول القوات الامريكية والبوارج ومضادات الطائرات وحاملات الصواريخ الا تمهيد لهذه المواجهة التي ستكون هذه المعاهدات مع ايران .
الحرب هذه المرة ليست كسابقتها ، اذ ليست حرب كما في حصلت في العراق ، ولا حرب شوارع كما في سوريا او اليمن انما هي حرب قوى عظمى سيكون مداها واسعاً جداً ، وسوف تشترك بها كل القوى على الارض ، كروسيا وحلفائها ولن تكون متفرجة وكذلك الصين وكوريا وتركيا وايران ، بل اكثر من ذلك ستعمل هذه الدول ، الى جانب ايران الى توسيع مواجهتها والتي ستشمل كل دول الخليج العربي حيث ستكون الاهداف و المصالح الامريكية والاسرائيلية تحت مدى الضربات الايرانية ، والاهم من ذلك ان الحرب المباشرة ستكون على الارض العراقية ، لان القوى الامريكية المتمركزة في العراق ستكون تحت مطرقة الضربات الايرانية ، مما يجعل الامر يذهب الى سرعة هذه المعركة ، الى جانب دعم القوات النظامية في سوريا ولبنان لتكون داعماً قوياً لا يمكن ان تقاس باي معركة اخرى قادتها الولايات المتحدة .
بالتاكيد ستكون اليمن هي المعركة الحسم ، خصوصاً ان مضيق باب المندب المطل على اليمن هو بالاصل تحت رحمة القوة اليمنية والجيش اليمني مدعوماً باتباع الحوثي ،الذين استطاعوا بسط سيطرتهم على اغلب مدن اليمن ، وبالتالي فان اجنحة المقاوم ضد الامريكان ستكون منتشرة وقوية في ذات الوقت ، وستكون المعركة لها اكثر من وجه ، والتي ستكون معركة الحسم بين القوى الغربية والمتحالغة معها والشعب اليمني الاعزل .