مفردة الحرس الوطني اصطلاح عادة يتداول في حمايات الرؤساء والملوك والأمراء , اما من يتولى حماية الدولة وأمنها الخارجي فهو الجيش وحده ولم نسمع ولا نرى في بلد ما حتى وان كانت أنظمته فدرالية له حرس وطني في كل محافظة …لاحظوا تجارب الدول الأخرى استراليا والأمارات مثلا أنظمة أدارية تعمل بالأقاليم او الوليات لها جيش واحد …طبعا فكرة انشاء حرس وطني في العراق فكرة حديثة ووليدة الساعة اتفق عليها رأي بعض سياسي المثلث الغربي وأمريكا وسببها الرئيس الإعلان عن تأسيس تشكيلات الحشد الشعبي لمواجهة تمدد داعش بعد فتوى المرجعية بالجهاد الكفائي ,
هؤلاء المعنيون نظروا لموضوع الحشد الشعبي بمنظار طائفي ضيق ولسان حالهم يقول هؤلاء الروافض يتمددون ويسحفون الى مناطقنا السنية كيف نواجههم ؟! قد يكون توجسهم وتحليلهم لم ياتي من فراغ بل من خطابات منصاتهم ومن سياسيهم الكبار عندما قالوا قادمون يا بغداد لتخليصك من الحكم الصفوي … لقد نسي هؤلاء او تناسوا ان الحشد الشعبي هو مجرد دعوة وطنية لتعزيز دور الجيش العراقي بعد النكسة التي المت به وملخصه حث الشباب للتطوع في الجيش من القادرين والراغبين , انها اشبه بالتجنيد الالزامي الذي كان معمولا به قبل 2003 ولم تشكل هذه الفكرة خلل اداريا ولا مسعا
طائفيا على العكس من تشكيل حرس وطني في كل محافظة سيكون محل اشكال في الاساس الذي يستند عليه ؟ طبعا سيكون طائفي – مناطقي , اشكال في الاختيار والانتقاء فربما يتسلل الكثير من الدواعش لهذا التشكيل لاسيما الحواضن موجودة وفكرة الاختراق لا تغرب عن بال قيادات داعش بحيث حتى المهجرين زجت بعض عناصرها معهم , اشكال في التمويل , اذا رفضت الدولة المركزية التمويل كما هو حال البيشمركمة فستكون فرصة الدول الاقليمة للقيام بهذا الدورمقابل خدمات تفرضها كما هو حال تمويل الاحزاب السياسية الحالية , اما المهام والقيادة فسيحصل تداخل في المسؤوليات
والادوار بين المركز والمحافظات ؟ ماذا بشان الصحوات في غرب العراق الذين يتقاضون رواتبا وعشائر الاسناد في الجنوب …اقليم كردستان لا يعتقد انه بحاجة الى حرس وطني في كل محافظة لان قوته العسكرية محصور في البيشمركة .
ان الدور الامريكي ومن وراءه اسرائيل والدول الإقليمية تفكر بعيدا وتنظر في افق المستقبل فتسعى الى تفتيت الجيش العراقي المعروف كخامس جيش في العالم من حيث القوة والخبرة التي طالما ارقت جفون جنرالات الجيش الاسرائيلي … بعض الساسة في المنطقة الغربية يريدون من الحرس الوطني عدم احتكاك مكونهم مع المكون الاخر ة اليهم كما هو حال رفضهم لتواجد الحشد الشعبي لمقاتلة داعش وهذا ما اعلنه الكثير من سياسيهم وبالأخص اثيل النجيفي …بعض سياسي وسط وجنوب العراق رغبوا بالفكرة لانها تقوي نفوذ أتباعهم للاستحواذ على السلطة فتكون عبارة عن مليشيات مسلحة
بعنوان حرس وطني وقد نسوا هؤلاء بان هذه مدعاة لحصول صراعات عنيفة وتنافس شديد على زمام الأمر فيما بينهم .
أخيرا يجب التنبيه بان أنشاء الحرس الوطني في كل محافظة ينطوي على بداية خطرة لإضعاف الجيش العراقي والتشكيك في قدرته القتالية داخليا وخارجيا والإهمال المقصود في أعداده , بنفس الوقت الحرس الوطني سيكون هو اللبنة الأولى في مشروع تفكيك العراق الى محافظات وأقاليم على أساس عرقي وطائفي ومن هنا يتوجب ان يفعل نظام الخدمة الإلزامية في الجيش العراقي مقابل رواتب مجزية فسيخدم العراقيون جميعا بهذا الجيش ٍبمختلف أديانهم وطوائفهم على حد سواء .