من المؤمل أن يقدم رئيس الوزراء العراقي المكلف، السيد عادل عبد المهدي كابينته الوزارية الجديدة إلى البرلمان للمصادقة بعد أيام؛ ومن المؤكد بأن الأسماء التي تحويها القوائم التي سيقدمها تم معاينتها من قبل قادة الكتل البرلمانية؛ كي تتم المصادقة بدون عراقيل أو خارج سياقات التوافقات والتفاهمات، يحتاج العراق اليوم إلى حكومة خلاص وطني، تُنهي آلام المواطن الذي سأم الشعارات المُستهلكة المبنية على أساس المصالح الضيقة الخاصة، وإن أستمرت هذه الشعارات، فستقضي على ما تبقى من الشعب العراقي.
يجب أن تتمخض عن جولات ومباحثات الحوار الوطني، نتائج تخلو تماماً من مصطلحات المحاصصة والفئوية؛ للوصول إلى صيغة ومقررات وإتفاقات بين الكتل والتحالفات، تنهي معاناة المواطن ويجب الإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة، التي ستجد أمامها تحديات كبيرة وكثيرة ستحتاج بالتأكيد إلى خبرة سياسية ودبلوماسية عالية؛ لتذليل وإفشال الصعوبات والأزمات لاسيما الخارجية منها.
على الحكومة المقبلة، البدء أولاً بإخماد الفتن، وتطمين المواطن، وإعادة جسور الثقة بين المواطن والسياسي؛ وهذا يتطلب مزيداً من الجهود والوقت والعمل، ونبذ الإنتماء الحزبي، أصبح العراق اليوم مُستهلِكاً بعد أن كان مُنتجاً ومَصْدراً ومُصدّراً للكثير من المُنتَجات الإستهلاكية والمعمرة، والتي كانت تكفي لتلبية حاجة المواطن العراقي، وبالتأكيد لن تجد الحكومة العراقية المقبلة، سوى أرض قاحلة جرداء وشعب متذمر؛ حيث سيكون على عاتقها، وضع حلول وخطط كفيلة بتحويل الأرض القاحلة إلى أرض مِعطاء مُنتجة، بعد أن أصبح العراق مكبّاً للسياسيين الفاشلين، الذين عاثوا في الأرض فساداً وجوراً، ولا ينعم بالأمن والإستقرار إلاّ بعد محاسبة هؤلاء بالقِصاص العادل.
الحكومة القادمة سيكون على عاتقها بناء أساس جديد للدولة، وتمتين العلاقات الخارجية، والسيطرة على جميع مفاصل الدولة، ولا يمكن تحقيق أي نوع من أنواع الإستقرار في العراق، ما لم يتم توزيع الأدوار الحكومية بمهنية وتغليب مصلحة الوطن؛ على المصالح الحزبية، وحسم مبدأ المحاصصة، وعلى جميع الكتل أن تعي وتفهم بأن عهداً جديداً لاح بالأفق.
حكومة السيد عادل عبد المهدي، لا يمكن أن ترى النور ما لم يتم الإتفاق بين رؤساء الكتل، لبناء حكومة قادرة على مواجهة جميع أشكال التحديات، وقادرة على كبح جِماح جميع الفصائل المسلحة التي تستطيع تنفيذ إنقلاب مسلح على الحكومة بأي لحظة !فهل سيقلب رئيس الوزراء المقبل جميع المعادلات، وهل سينقلب على الأصدقاء والفرقاء؛ لتشكيل حكومة بطعم الديكتاتورية وهذا ما يتمناه المواطن ؟!