23 ديسمبر، 2024 6:32 ص

هل سيفعلها البرلمانيون الجدد ؟

هل سيفعلها البرلمانيون الجدد ؟

مع اطلالة اول تشكيلة لبرلمان عراقي حر ديمقراطي منتخب استبشر العراقيون خيرا،ورسموا احلاما زهرية ،وبنوا آمال عراض ،متوقعين بل متأكدين بان هذه الثلة من ابنائهم –والتي وصلت باصواتهم الى قبة البرلمان – ستحقق لهم اكثر مما يتوقعون ويحلمون ويتصورون ، وستعوضهم عن سني الظلم والتعسف والحرمان التي كابدوها خلال التسلط الدكتاتوري وتعسفه ومقابره الجماعية .ومرت السنين الاربع وهي عمر الدورة الانتخابية الاولى وكل المشاكل والتراكمات على حالها..البطالة ،والسكن ، والخدمات ،والصحة ،والتعليم ….والادهى من ذلك اضيف اليها تدهور الوضع الامني وفقدان الامان ،ومقابر جماعية معلنة مكشوفة .
انشغل البرلمانيون برواتبهم المليونية ،ومخصصاتهم وحماياتهم وامتيازاتهم الخرافية ،وسفراتهم السندبادية ،وايفاداتهم المفتوحة ،حتى نافسوا الناس على اداء فريضة الحج حيث استحوذوا على النسبة الاكبر من الحصة المقررة للعراق  لهم ولعوائلهم واقاربهم .ولأربع سنوات خلت ظل العراقيون ينتظرون الدورة الانتخابية الثانية – عسى ،ولعل –  بعد ان غسلوا ايديهم ويئسوا تماما .واطلت وجوه التشكيلة البرلمانية الثانية بعضها جديد والبعض الآخر معاد .وذهبت التطلعات – مرة اخرى – ادراج الرياح وظلت الحالة على ماهي عليه واحيانا كانت تزداد سوءا ،لتبدأ مرحلة انتظار ثالثة لأربع سنوات جدد، انتهت باطلالة التشكيلة البرلمانية الثالثة والتي ستكون محظوظة لو انها استثمرت الفرصة ،فالتشكيلة البرلمانية الحالية تزامنت مع اشتداد الهجمة الارهابية على العراق ودخول داعش ومشتقاتها على خط المواجهة واحتلالها لمدينة الموصل واجزاء من مدن شمالية وغربية اخرى والتي تسببت بتهجير ونزوح الوف العوائل من مناطق سكناهم بعد قتل المزيد من الرجال والنساء والاطفال ومصادرة اموالهم وبيوتهم وممتلكاتهم .وحصول هذه الاوضاع اعطى للبرلمانيين فرصة اثبات وطنيتهم وحرصهم والتزامهم امام الله وامام ضمائرهم وامام الجماهير التي رشحتهم فليكونوا بمستوى الحدث وليبادروا  الى اتخاذ الاجراءات الاتية على الاقل : –
اولا : التنازل عن نصف الرواتب والمخصصات ورواتب الحمايات والتبرع بها لدعم الاسر النازحة  .
ثانيا:- عقد الجلسات المكثفة لمتابعة التطورات الامنية والسياسية وخاصة محنة المهجرين  اولا باول .
ثالثا :- التشديد على الحضور ومعاقبة المتغيبين واعلان اسمائهم على الرأي العام لفضحهم نتيجة تسيبهم واخلالهم بواجباتهم .
رابعا:- تعليق الايفادات والسفرات الا لضرورة العمل البرلماني .
خامسا:- تشكيل وفود برلمانية لزيارة البرلمانات العربية والاوربية لعرض ما يتعرض له العراق من مؤامرة كبرى و حرب ابادة تشترك بها دول اقليمية واجنبية .
سادسا :-  عقد مؤتمرات صحفية متواصلة وتخصيص لقاءات جماعية مع وسائل الاعلام واطلاعها على كل خطوة يخطوها البرلمان لمعالجة الاوضاع الراهنة .
سابعا:- تأجيل الخلافات والتقاطعات الحزبية والفئوية والكتلوية وحصر العمل في كيفية اخراج العراق من ازمته حتى تحرير اخر شبر من ارضه واعادة النازحين وترتيب اوضاعهم الانسانية.