إكمالا لتحليلاتنا السابقة حول ازدياد حظوظ الزرفي لممارسة مهامه كرئيس وزراء العراق وعزم أمريكا على إنهاء حالة اللا استقرار في العراق تمهيدا للتضييق أكثر على ايران الشر من أجل ان تنصاع لأوامر الأمريكان جاء إعلان الزرفي عن إنهائه التشكيلة الوزارية لعرضها على البرلمان كأنه مفاجئة للكثيرين لكننا توفقنا بتوقعنا ذلك في مقالنا السابق . ورغم ذلك لا يزال الكثيرون أيضا يرون ان هناك احتمالاً كبيراً في فشل الزرفي واضطراره للاستقالة لاحقا معتمدين ربما على بيان لميليشيات معروفة بعبوديتها واستلام أوامرها من الفرس تتوعد القوات الأمريكية وأعضاء البرلمان الذين سيوافقون على التشكيلة الوزارية للزرفي .. وآخرين يرون انه بدأ يتملق لإيران ويقدم التنازلات في تعيين وزراء للكتل المعترضة والتي تمثل ايران وبالتالي فانه سيفقد الدعم الأمريكي ويفشل ..ويبدوا ان الزرفي يسعى بأي وسيلة لحصوله على منصب رئيس الوزراء ولهذا هو يحاول ان يرضي الجميع !
تهديدات الأحزاب الموالية لإيران والتي بدأ الانشقاق عليها واضحا فالمعترضة جدا هي التي تنصاع فقط لتعليمات الفرس أما الأخرى فبعد مقتل سليماني والمهندس بدأت تحاول بالنئي عن نفسها من مركز الاستهداف الأمريكي والجماهيري تحاول تقليد مرجعية النجف بالتلون إلى ان تظهر الصورة جلية وواضحة فتعلن موقفها لذلك هي وديعة الان ..! .
أنا أرى انه رغم انحراف الزرفي عن الخط الأمريكي فان أمريكا لا يهمها من سيكون وزيرا هنا أو هناك بل يهمها ان يكون رئيس الوزراء مطيعا لها ومن خلاله ستقوم بقطع رؤوس الأفاعي الإيرانية في العراق لذلك فالوقت مناسبا جدا و فرصة لا تعوض لتمرير تنصيبه و تشكيلته الوزارية خصوصا وان كورونا ستمنع (وهذا ما نرجوه كعادتنا في الحفاظ على شبابنا المنتفض فالأيام طويلة وقد أضاعوا فرص سابقة بإصرارهم على عدم الاستماع للآراء الوطنية الصادقة ذات الخبرة ) المنتفضين من الخروج للشارع بكثافة من اجل الاعتراض .. وربما سيقوم الزرفي بتعيين بعض قادة الانتفاضة بمناصب وكلاء وزراء أو مدراء عاميين .. كل شيء جائز .رشوة محللة الان !!
اذن لا تزال حظوظ الزرفي قوية بتأليف الوزارة وربما من يقول ان موقفه وان كان منافقا مع الأمريكان و عملاء ايران فانه بكلتا الحالتين سيستمر , ان زعل عليه الأمريكان فان ايران ستدعمه وان زعلت ميليشيات ايران فان أمريكا ستدعمه عسكريا وهذا هو المتوقع خصوصا وان صواريخ باتريوت قد تم نصبها بالعراق و هي مستعدة لصد أي هجمة من ايران أو جنوب شرق العراق وهي أصلا بالأساس تسعى لإنهاء دور ميليشيا الشر بالعراق .. أمريكا عازمة على انه يجب ان يكون هناك تغيير ملموس يشعر به العراقيين مثل التخلص من مشكلة الكهرباء وتطوير الزراعة والصحة في العراق والثلاث منظومات التي ذكرناها ستكون محور التركيز بالإصلاح! .. كما ان جهاز المخابرات العراقية سيقوم بمهمة حفظ الأمن بالعراق بالإضافة إلى مهامه المعروفة من اجل تقوية الشرطة والأمن الداخلي .
نحن نرى أن هناك تغيييرا سيحصل بالقريب وان حدثت مواجهات عسكرية هنا وهناك فان الغلبة ستكون لمن يقف من العملاء مع أمريكا! (كلهم عملاء.. فلا يختلف عميل ايراني عن عميل امريكي ) ولكن هي مرحلة ستقود بلا شك لانتاج عميل للوطن هو من سيقود المرحلة التالية قبل التحرر بشكل كامل..
تبقى كورونا و الاعتراضات قد تمنع او تعطل من اكمال النصاب المطلوب فمثل ما اتخذ الشيعة قرارا لوحدهم في البرلمان دون الاكتراث للسنة والأكراد قرارهم المضحك بطرد الامريكان فان السنة والاكراد ومعهم الوديعون من الشيعة سيمكنون تنصيب الزرفي ووزارته التي هي مؤقتة ايضا . وعليه فبكل الاحوال قد يلجأ رئيس القعدة البرلمانية من نصب شاشة كبيرة في قاعة البرلمان ويتصل بواحد واحد او يصوت بقية البرلمانيين على نعم او لا .. وتوقعاتي فالتصويت سيكون نعم ..لان أمريكا لا تضغط فقد بالسلاح فانها تضغط ايضا بصندوق النقد الدولي ايضا الذي ما ان يرفض اقراض العراق ( جعلتونا يا من انتخبتموهم مديونين قرن ) فأي حكومة ستسقط معلنة افلاسها. لذا فالتوقع هو انتهاء وجود حكومة تصريف الاعمال ..
ننتظر لنرى .!