22 ديسمبر، 2024 8:43 م

هل سيظهر حُسين جديد؟!!!

هل سيظهر حُسين جديد؟!!!

من خلال تتبعي لثورة الامام الحسين عليه السلام لم اجد في تاريخها وأدبياتها ان الحسين قد دعا الى الصوم والصلاة وأداء المناسك بقدر ما كان ينظر الى الامة التي انهارت مفاهيمها الخلقية وأزداد فيها الفقراء فقرا وسادت فيها اجواء الاضطهاد والدكتاتورية وزج الابرياء في السجون وفساد رموز السلطة فكانت ثورته اصلاحية اخلاقية ثقافية ودليلي على ذلك ان الكثير من ابناء الديانات الاخرى كانوا مع الحسين وهذا دليل قاطع على ان ثورته لم تكن دينية..
ان الله الذي خلق الحسين قادر على ان يخلق الف حسين في اي زمان او مكان لذا فأنا اتوقع ان يظهر حسينا جديدا ننتظر ان يثور على واقع فاسد جديد..فحسين اليوم سيرى مستشفيات بلاده تحولت الى بؤرٍ للفساد بعد ان سادت قوانين عديلة التي حرمت الفقراء من الخدمات الصحية الاساسية من خلال فرض الرسوم التي تقصم ظهر هؤلاء الفقراء وتحرمهم من الخدمات التي من المفترض ان تُقدمْ لهم.. وحسين اليوم سيرى امتيازات رجال السلطة الذين لا يباهون بالأموال العامة التي تهدر على امتيازاتهم الشخصية لتنعم بها عوائلهم التي تعيش في بلاد الكفر كما يدعون!!.
وحسين اليوم سيرى ملايين العاطلين عن العمل الذين انهكهم ضنك العيش وجعلهم يخرجون الى الشوارع دون سائل او مجيب.
وحسين اليوم سيرى البنى التحتية المهدمة والشوارع المحفرة والمجاري الطافحة وبيوت الفقراء التي اسقطتها الامطار على رؤوس ساكنيها والصناعة المعطلة والزراعة التي توقفت بسبب المجاملات مع منتجات دول الجوار ..
وحسين اليوم سيرى ما يفعله السياسيون بالوطن وما يقومون به من شحن طائفي حفاظا على كراسيهم وأمتيازاتهم التي حصلوا عليها دون وجه حق..
وحسين اليوم سيرى الوظائف المهمة وقد توارثها اقارب المسؤولين رغم جهلهم وعدم قدرتهم على ادارة مؤسسات الدولة فعاثوا بها فسادا وتخريبا..
وحسين اليوم سيرى فساد القضاء واجهزة الشرطة وسيشاهد بأم عينيه كيف يكون البرئ متهما والفاسد بريئا منزها وسيرى عشرات الآلاف من الابرياء وهم يقبعون في السجون وأن اللصوص وسراق المال العام يتنعمون بأموال وأمتيازات هذا البلد..
وحسين اليوم سيرى كيف اصبح الدين تجارة يستفيد منها اناس يدعون انهم حماة الدين..
وحسين اليوم سيرى مسؤولي هذا البلد يهتمون بمصلحة الاجنبي اكثر مما تهمهم مصلحة بلدهم وأبناءه المساكين..
وسيرى وسيرى وسيرى.. فهل تعتقدون ويعتقد السياسيون بأن الله غير قادر على ان يخلق حسينا جديدا ليقود ثورة الفقراء الذين سرقتهم هذه الشراذم السلطوية.. انا ثقتي بالله لا تحدها حدود والحسين الجديد الذي ننتظره سيظهر حتما لا محال لأن الله لا يخذل عبادهِ المظلومين.