23 ديسمبر، 2024 4:29 ص

هل سيطيح الصندوق الأبيض بالجبوري والعبادي ؟ 

هل سيطيح الصندوق الأبيض بالجبوري والعبادي ؟ 

في العالم توجد صناديق عدة، منها الصندوق الأسود الذي يحوي أسرار الطائرات، وهناك الصندوق البرونزي الذي بموجبه كسب الرجل الخَيّر بسانيو في رواية تاجر البندقية حبيبته (بورشيا)، والصندوق الآخر هو صندوق البرلمان العراقي الابيض الذي أُقيل بموجبه وزير الدفاع بعد أن تحرر أعضاء البرلمان من زعماء كتلهم، ولو أن التصويت بقي علناً لما أُقيل العبيدي لأن الكثير من النواب سيصوتون ضد الإقالة، لكن الإستشارة جعلت سليم الجبوري يضع صندوقاً شفافاً يحافظ فيه على سرية أسماء المصوتين، وبهذه الطريقة تحرر أعضاء البرلمان في التصويت على وفق قناعاتهم مما أسهم في تحقيق النصاب للإقالة وهو ماحدث فعلاً.
لكن هل سيكون هذا الصندوق فاتحة خير لإقالة رئيسي البرلمان والوزراء في الجلسات المقبلة ؟ الذي ترشح عبر تسريبات إعلامية عن تحرك حثيث لإقالة رئيس البرلمان العراقي في الجلسات المقبلة وبدأت مجموعة من أعضاء البرلمان بجمع التواقيع الكافية لتقديم موضوعة إقالة الجبوري، وسيكون العديد منهم متحمساً جداً للتصويت، ومن بينهم أعضاء كتلة متحدون الذين يشعرون بأنهم هُمشوا من مجموعة الجبوري والكربولي، وكتلة الأحرار هي المجموعة الأخرى التي ستكون أكثر حماساً لإقالة الجبوري نكاية بالحزب الإسلامي ومواقفه الأخيرة من تظاهرات التيار، وينسحب الأمر على أعضاء المجلس الأعلى وفريق حيدر العبادي، ولن ينتهي الأمر هنا بل أن فريق المالكي سيجد الفرصة مناسبة جداً لتصفية الحسابات مع الجبوري وكتلته الذين نكثوا بتعهداتهم للماكي بدعمه رئيساً للوزراء مقابل تصفية ملفات الجبوري القضائية في المحاكم، إلا أنه نكث الوعد مما جعل فريق المالكي برئاسة النائبة ( … ) حنان الفتلاوي التي تتحين الفرص من لحظة تشكيل الحكومة ولغاية اليوم للإطاحة بسليم الجبوري ومجموعته.إذاً الصندوق البرونزي الذي لم يخذل العاشق بسانيو في رواية تاجر البندقية قد خذل خالد العبيدي ونصر سليم الجبوري وحزبه الإسلامي، وربما سيخذل سليم الجبوري والعبادي الذي لم يبق له في الساحة من داعم سوى تصريحات السفير الأميريكي في بغداد وبعض أطراف الحكومة الأميريكية في البيت الأبيض.
سليم الجبوري بتقديري رسم لنفسه صورة ذهنية سيئة في عقول الناس الذين صدقوا كثيراً ما قاله العبيدي، وهم متعاطفون معه إلى حد كبير قد يفوق التصورات، والشخص الوحيد الذي سيخرج من دون أن يكتب له تاريخاً مميزاً هو العبادي لعدم استثماره الفرص الكثيرة التي سنحت له بأن يكون بطلاً عراقياً وطنياً يمتد تاريخه من البصرة إلى أعالي كردستان، وفضل أن يكون مصداً لتصريحات المالكي وفريقه، وحائطاً متميزاً لصد قناني الماء التي أطلقتها حنان الفتلاوي وعالية نصيف ( … )