18 ديسمبر، 2024 11:19 م

هل سيخرج الانسان العراقي يوماً الى فضاء الحرية

هل سيخرج الانسان العراقي يوماً الى فضاء الحرية

اليوم ، تتعالى في جميع أرجاء العالم أمنية الـ(Merry Christmas)… بعد ان بزغ الميلاد السعيد ، و ها هي شجرة عيد الميلاد باوارقها المورفة بالعطاء و السنا ، و ألوانها الندية ، تتراقص أنوارها على أغصانها المتدلية ، و هي فرحة جذلة باعياد الميلاد ، و بترنيمة معزوفتها البهية ، و بتراتيل تسبيح عرش ربها الفياض ، و بانغامها الجميلة و شدوها الفاتن … اننا نرى امامنا شجرة أعياد الميلاد الصنوبرية في كل باحة من بيوتنا
لكن للاسف هنالك بقعة سوداء مدلهمة إسمها العراق و رقم تسلسلها الانفنتي (infinity) بين بلدان العالم ، تلعق في نزيف جراحها ، و تحكي قصة حزنها بعد ان لفها ليل سرمدي
بعد ان كانت خضراء و تعشق الجمال ، و تتعطر بماء رافديها الذي لم ينضب يوما و لم يشح كرمه لحظة
كل ذلك حصل و يحصل بسبب مَن عاش على أرض العراق و تمرغ بتربته و استنشق غباره
انه الانسان العراقي ، الذي لم يرق (يروق) له يوما ان يخرج من رقعة العبودية و طوق الصنمية ، الى فضاء الامان و الحرية
ان التسلسل قي سلوكياته يحفظه الارشيف الحزين و الاثر المؤلم لتاريخ عبوديته في كل العصور و الازمان ، انه يعشق الموت و الذل و الهوان
ليس أمامه إلاّ ان يخرج من كفنه و ينسلخ من واقعه الى واقع آخر يجد فيه قيمة الحياة
لقد اعتاد ان يخلق الاسياد ليبقى هو عبداً صاغراً
ان الحاكم العراقي ، يختلف عن جميع الحكام في العالم لانه ينقلب الى عفريت مستبد ، يتعسف في حكمه تجاه أبناء شعبه الضعفاء ، و لهذا عليك ان لاتمتدحه و لا تضحك في وجهه و لا تجامله و لا تهتف له و لا تنصحه ، و دليلنا في ذلك ، عندما وقف الشعب مع حيدر العبادي أملاً في التغيير فانه لم يستجب لمطالب الشعب و قد انقضت اربعة سنوات و هو يراوح و يماطل و يغازل و لم تفلح معه النداءات المخلصة ، و اليوم و قبل اليوم يطالب هو بالانقضاض على رؤوس الفساد و اقتلاع شره ، ووقف الشعب كله معه ، و لكنه يماطل ايضا بل أضحى عدواً قاهراً للشعب ووحشاً كاسراً عندما تمادى في عدائه السافر للشعب و حربه المعلنة ، في كل مناحي الحياة حتى وصل الى استنزاف الشعب في رواتبه و خدماته الشحيحة ، من الكهرباء و غيرها ، بابتكار كل الحيل و شرعنة كل الوسائل المقرفة ، التي تسيء للشعب اللاهث وراء المطالب المتواضعة ، ان التغيير أصبح مُحال تحت تسلط الحاكم العراقي ، لانه يصبح بل أصبح شيئا فشيئا دكتاتوراً بشعاً و ذئباً يلاحق طرائده من الشعب الاعزل
ان حيدر العبادي ، هو الاخير في هذه الادوار العدوانية التي تكالبت على الشعب ، فقد سبقه صدام حسين حينما استعبد الشعب و جعل من العراق سجنا و جعل من نفسه القائد الاوحد ، و لا اريد الخوض في تفاصيل ما عمل صدام لان القبول (بالاستعباد) يشمل كل شيء لا إنساني ، و ينجم عنه كل الرزايا على الشعب و الوطن
و قبله جاء عبد الكريم قاسم الذي استعبد العراق حينما جعله مسرحاً للمتناقضات و ميداناً للصراعات و جعل من نفسه الزعيم الاوحد و لم ينجح في ادارة البلاد ادارة صحيحة بالرغم من انه جاء بالعنف و الرصاص و الدم ، حينما أفزع العراقيين صبيحة الرابع عشر من تموز ببيانه الاسود (رقم واحد) مع جوقته من الاوباش القتلة ، ليشاهد الشعب بعينه في تلك اللحظات الدامية ، ذبائح النساء و الاطفال و الرجال الابرياء في البلاط الملكي
و قبله كان نوري السعيد الذي كان يحلو له ان يجعل من نفسه (الباشا) و باقي العراقيين عبيدا ، لقد كان يستكثر على العراقيين ان يكون بينهم سياسيا محنكاً و مفكراً بارعا ، فكان يستهين بكل القدرات و يستهزء بالعراقيين حتى كثر خصومه
و مع ذلك يرجع العراقي الذي جُبِل على العبودية و ترعرع على الذل ليبكي ذكراهم ، و يجعلها أطلالا حزينة ، و هم كانوا قد أوصلوه الى الدرك الاسفل من الضياع و ساقوه الى الهاوية
ما دام هذا هو طبع الحاكم العراقي ، و هو التسلط عندما تقف الى جانبه او تعاضده او تضحك في وجهه او تؤيد خطواته ، علينا ان نتركه لوحده يقوم بواجبه ، و حينها سيعرف قيمته التي قد تكون أوطأ مرتبة بكثير ، من جميع العراقيين
ان جميع من يهتف بالشعارات المتسافلة من قبيل (علي وياك علي) هو أكثر سفالة من السافلين و لم ينحدر أصلا من عائلة كانت قد أرضعته حليبا طاهرا ، انما هو منبوذا من المنبوذين و من شذاذ الآفاق ، و على الشعب ان ينبذه و يرميه مع القاذورات ، ما دام انه تربى على النفاق و الدجل و امتهان الكرامات