لا شك أن ما تعرض له حزب الله اللبناني وماجرى له هوأمر كبير وأمر جلل ، وحقيقة لم يكن أي أحد يتوقع ذلك لا في لبنان بشكل عام ، ولا حتى داخل أعضاء الحزب نفسه! ، وكذلك نفسهم الأسرائليين كمواطنين وليس كقيادات كانوا يتوقعون ذلك!؟ ، والشيء يقال نفسه على مستوى المحلليينالسياسيين والمتابعين للمشهد اللبناني ولمشهد المعارك والتهديدات في غزة وفي لبنان ، حيث لم يكونوا يتوقعون أن ينهار هذا الحزب القوي والذي تم بناءه خلال 40 سنة في خلال عشرة أيام فقط !؟ ، كانت كافية أن تكسره كسرة ، من الصعب أجبارها ، بعد أن جعلته في حال لا يحسد عليها!؟ . ولا أريد أن أذكر ما جرى للحزب خلال هذه الأيام السوداء فكل العالم عرف ذلك وبكل التفاصيل التي بدأتمنذ تفجيرات أجهزة ( البيجر والهوكي توكي) . وعلى أثر ما جرى من الطبيعي ستبرز وستثار الكثير من الأسئلة منها :هل سيستسلم الحزب ويظل واقفا وهو يتفرج على بقية ما تبقى من هيكلية الحزب وهي تنهار بشكل تدريجي بأعتبارأن الأساس في الحزب وهو الرأس قد تم قتله ( الشهيد / حسن نصر الله) مع بقية رفاقه وقياداته المتقدمة؟ ، أم سيحاول لملمة جراحه والوقوف مرة أخرى ، والبدأ بأعادةبناء البيت الداخلي للحزب وترميم وأصلاح ما يمكن أصلاحه ؟ ، وكيف؟ ، ومن أين سيأتي بقائد على وزن السيد حسن نصر الله زعيم الحزب؟ وأن وجد هذا القائد ، فهل سيستطيع تعويض ومليء الفراغ الفكري والوجودي والأنساني للسيد حسن نصرالله؟ ، لا سيما وأن حسن نصر الله كان قائدا أستثنائيا بمعنى الكلمة ، حيث تتوفر فيه صفة القيادة بكل صورها وتفاصيلها الرمزية والشكلية والصوتية والخطابية! ، السيد نصر الله قد بنى نفسه ذاتيا على مدى 40 سنة فكريا وثقافيا وعقائديا وجهاديا وحتى خطابيا ، ولا أعتقد أن هناك من يختلف بأن حسن نصر الله ، يمتلك صفة الخطيب المفوه والمؤثر في كل من يسمعه! ، هذا أذا علمنا بأن صفة القيادة هي أصلا هبة من الله!! ، يهبها لمن يشاء وليس لكل من يطلبها؟! . وأذا أفترضنا جدلا ، أن السيد (هاشم صفي الدين) هو المرشح الأكثر والأوفر حظا لتولي منصب قيادة الحزب ، قد ترأس الحزب وتم ( ترشيحه أو أنتخابه) ، فهل هو قادر على حمل تلك المسؤولية الجسيمة والكبيرة؟ ، لا سيما وأن البناء أصعب بكثير من التدمير!، فما بالك وهو لا يبني حجراً! ، بل عليه أن يبني قيادات فكرية وسياسية وعقائدية وجهادية ، عوضا عن تلك القيادات التي أستشهدت والتي كان لها باع طويل في النضال والتي مرت بتجارب وخاضت حروب وتحملت الكثير وجاهدت أكثر، فكيف يمكن تعويض قائد بوزن (فؤاد شكر ، أبراهيم عقيل ، علي كركي ، العاروري ، وغيرهم من قيادات الصف الأول التي تعتبر وتمثل العمود الفقري للحزب؟ ، والأهم كيف سيتم أعادة بناء قوة الرضوان ، اليد القوية والضاربة لحزب الله؟) . صحيح أنه لا مستحيل في لغة المناضلين والمجاهدين المؤمنين برسالتهم الجهادية والعقائدية ، ألا ان واقع الحال الصعب الذي يعيشه الحزبداخليا ونفسيا ، بعد أن تم تمزيق مفاصله وحلقاته وما أصابه من أحباط كبير بسبب ذلك! ، وكذلك حال الجنوب اللبناني الذي يتعرض الى أجتياح أسرائيلي مرعب ، عد له الأسرائليين العدة والعدد ومن كل شيء وفي كل شيء ، كلها تصعب عملية أعادة البناء الداخلي للحزب! . من جانب آخر أن العدو الأسرائيلي يمر بحالة من النشوة والأنتشاءبعد ما عمل في حزب الله العمايل!! ، والتي أرعب فيها كل المقاومين والمجاهدين الآخرين في أي مكان كانوا ، بأعتبارأن حزب الله وزعامته كانت لهم المثال الأعلى بالقوة والتنظيم وفي كل شيء ، بل كان الحزب يمثل لهم الحصن الحصين ، وأذا بهذا الحصن ينهار كبيت العنكبوت!؟. من جانب آخر أن العدو الأسرائيلي وبلغة الحرب المعروفة يعمل على أستثمار ( (حالة النصر) التي حققها!! ، فهو يحاول أستثمارها بقوة وبسرعة في بقية جبهات المعارك ، لا سيما وأن العدو الأسرائيلي يعتبر ويعتقد في قرارة نفسه أن ما جرى لحزب الله من أنهيار سريع ومقتل قائده الرمز، وبقية رفاقه وقياداته ، هي كانت أشبه بهدية سماوية بالنسبة لهم لن تتكرر!! ، وعليهم عدم تفويت فرصة أستثمارها في أعادة الأعتبار للجيش الأسرائيلي بعد هزيمته المذلة في 7 أكتوبر، على يد مقاتلي حماس وكتائب القسام الأبطال! . أن أعادة ترميم وبناء البيت الداخلي للحزب ليس صعبا! ،ولكنه ليس سهلا بنفس الوقت! ، أذا علمنا أن الأحزاب السياسية الكبيرة والقوية من الصعب أن تعيد نفسها بنفس القوة وبنفس الصورة بعد موت رموزها وقادتها ،والأمثلة كثيرة على ذلك.