19 ديسمبر، 2024 12:26 ص

هل سيتم أعادة ترتيب البيت الداخلي لحزب الله وكيف؟!

هل سيتم أعادة ترتيب البيت الداخلي لحزب الله وكيف؟!

لا شك أن ما تعرض له حزب الله اللبناني وماجرى له هوأمر كبير وأمر جلل ، وحقيقة لم يكن أي أحد يتوقع ذلك لا في لبنان بشكل عام ، ولا حتى داخل أعضاء الحزب نفسه! ، وكذلك نفسهم الأسرائليين كمواطنين وليس كقيادات كانوا يتوقعون ذلك!؟ ، والشيء يقال نفسه على مستوى المحلليينالسياسيين والمتابعين للمشهد اللبناني ولمشهد المعارك والتهديدات في غزة وفي لبنان ، حيث لم يكونوا يتوقعون أن ينهار هذا الحزب القوي والذي تم بناءه خلال 40 سنة في خلال عشرة أيام فقط !؟ ، كانت كافية أن تكسره كسرة ، من الصعب أجبارها ، بعد أن جعلته في حال لا يحسد عليها!؟ . ولا أريد أن أذكر ما جرى للحزب خلال هذه الأيام السوداء فكل العالم عرف ذلك وبكل التفاصيل التي بدأتمنذ تفجيرات أجهزة ( البيجر والهوكي توكي) . وعلى أثر ما جرى من الطبيعي ستبرز وستثار الكثير من الأسئلة منها :هل سيستسلم الحزب ويظل واقفا وهو يتفرج على بقية ما تبقى من هيكلية الحزب وهي تنهار بشكل تدريجي  بأعتبارأن الأساس في الحزب وهو الرأس قد تم قتله ( الشهيد / حسن نصر الله) مع بقية رفاقه وقياداته المتقدمة؟ ، أم سيحاول لملمة جراحه  والوقوف مرة أخرى ، والبدأ بأعادةبناء البيت الداخلي للحزب وترميم وأصلاح ما يمكن أصلاحه ؟ ، وكيف؟ ، ومن أين سيأتي بقائد على وزن السيد حسن نصر الله زعيم الحزب؟ وأن وجد هذا القائد ، فهل سيستطيع تعويض ومليء الفراغ الفكري والوجودي والأنساني للسيد حسن نصرالله؟ ، لا سيما وأن حسن نصر الله كان قائدا أستثنائيا بمعنى الكلمة ، حيث تتوفر فيه صفة القيادة بكل صورها وتفاصيلها الرمزية والشكلية والصوتية والخطابية! ، السيد نصر الله قد بنى نفسه ذاتيا على مدى 40 سنة فكريا وثقافيا وعقائديا وجهاديا وحتى خطابيا ، ولا أعتقد أن هناك من يختلف بأن حسن نصر الله ، يمتلك صفة الخطيب المفوه والمؤثر في كل من يسمعه! ، هذا أذا علمنا بأن صفة القيادة هي أصلا هبة من الله!! ، يهبها لمن يشاء وليس لكل من يطلبها؟! . وأذا أفترضنا جدلا ، أن السيد (هاشم صفي الدين) هو المرشح الأكثر والأوفر حظا لتولي منصب قيادة الحزب ، قد ترأس الحزب وتم ( ترشيحه أو أنتخابه) ، فهل هو قادر على حمل تلك المسؤولية الجسيمة والكبيرة؟ ، لا سيما وأن البناء أصعب بكثير من التدمير!، فما بالك  وهو لا يبني حجراً! ، بل عليه أن يبني قيادات فكرية وسياسية وعقائدية وجهادية ، عوضا عن تلك القيادات التي أستشهدت والتي كان لها باع طويل في النضال والتي مرت بتجارب وخاضت حروب وتحملت الكثير وجاهدت أكثر، فكيف يمكن تعويض قائد بوزن (فؤاد شكر ، أبراهيم عقيل ، علي كركي ، العاروري ، وغيرهم من قيادات الصف الأول التي تعتبر وتمثل العمود الفقري للحزب؟ ، والأهم كيف سيتم أعادة بناء قوة الرضوان ، اليد القوية والضاربة لحزب الله؟) . صحيح أنه لا مستحيل في لغة المناضلين والمجاهدين المؤمنين برسالتهم الجهادية والعقائدية ، ألا ان واقع الحال الصعب الذي يعيشه الحزبداخليا ونفسيا ، بعد أن تم تمزيق مفاصله وحلقاته وما أصابه من أحباط كبير بسبب ذلك! ، وكذلك حال الجنوب اللبناني الذي يتعرض الى أجتياح أسرائيلي مرعب ، عد له الأسرائليين العدة والعدد ومن كل شيء وفي كل شيء ، كلها تصعب عملية أعادة البناء الداخلي للحزب! . من جانب آخر أن العدو الأسرائيلي يمر بحالة من النشوة والأنتشاءبعد ما عمل في حزب الله العمايل!! ، والتي أرعب فيها كل المقاومين والمجاهدين الآخرين في أي مكان كانوا ، بأعتبارأن حزب الله وزعامته كانت لهم المثال الأعلى بالقوة والتنظيم وفي كل شيء ، بل كان الحزب يمثل لهم الحصن الحصين ، وأذا بهذا الحصن ينهار كبيت العنكبوت!؟. من جانب آخر أن العدو الأسرائيلي وبلغة الحرب المعروفة يعمل على أستثمار ( (حالة النصر) التي حققها!! ، فهو يحاول أستثمارها بقوة وبسرعة في بقية جبهات المعارك ، لا سيما وأن العدو الأسرائيلي يعتبر ويعتقد في قرارة نفسه أن ما جرى لحزب الله من أنهيار سريع ومقتل قائده الرمز، وبقية رفاقه وقياداته ، هي كانت أشبه بهدية سماوية بالنسبة لهم لن تتكرر!! ، وعليهم عدم تفويت فرصة أستثمارها  في أعادة الأعتبار للجيش الأسرائيلي بعد هزيمته المذلة في 7 أكتوبر، على يد مقاتلي حماس وكتائب القسام الأبطال! . أن أعادة ترميم وبناء البيت الداخلي للحزب ليس صعبا! ،ولكنه ليس سهلا بنفس الوقت! ، أذا علمنا أن الأحزاب السياسية الكبيرة والقوية من الصعب أن تعيد نفسها بنفس القوة وبنفس الصورة بعد موت رموزها وقادتها ،والأمثلة كثيرة على ذلك.