مظاهرات شبابية سلمية بدأت من وسط العاصمةبغداد في ساحة التحرير تطورت بعدها الى وضع آخر فذهب ضحايا ابرياء وسرعان ماتوسعت رقعتها الجغرافية لتصل الى محافظات اخرى في وسط وجنوب العراق فانطلقت في مدينة الناصرية ثم النجف الاشرف ثم البصرة الفيحاء والى العمارة في ميسان ثم السماوة حتى وصلت كل مدن الوسط والجنوب وفي كل محافظة يكون لها وضع خاص ففي الناصرية والنجف كانت اكثر دموية من غيرها فيما بقي متظاهري ساحة التحرير في مظاهرتهم رغم تقلبات الجو المناخي والسياسي وبقي معهم الاصرار بالمطالبة بتغيير سياسة البلد نحو الافضل.. في الجهة المقابلة كانت هناك دولة قال عنها المحللون السياسيون في الشأن العراقي انها ضعيفة جدا ولاتستطيع معالجة الامور ومواجهة امر الواقع الامر الذي ادى في نهاية المطاف الى اجبار رئيس الحكومة السيد عادل عبدالمهدي لتقديم استقالته مع جميع وزراءه. والاعتراف بسلمية المظاهرات وبكافة مطالبهم الدستورية وان تصرفات كل الحكومات المتعاقبة بعد عام ٢٠٠٣ حكومات لاتمت للواقع العراقي بصلة وان العزلة السياسية نتيجة تخبطات بعض القوى السياسية اوصلت الحال بان المواطن في وادي والحكومة في واد ِ آخر….
في هذه الايام ونتيجة لكل ماجرى من احداث قام السيد رئيس الجمهورية بتقديم مرشح رئاسة الوزراء الجديد وهو السيد محمد شياع السوداني المولود في محافظة ميسان مدينة العمارة وهو من احد عوائل الشهداء حيث تم اعدام اكثر من اربعة افراد من هذه العائلة في زمن النظام السابق بسبب انتمائهم لحزب الدعوة المعارض للنظام في وقتها..
وقد شغل السيد السوداني عدة وزارات بعد احداث عام ٢٠٠٣ رغم انه لم يكن يوما من معارضة الخارج التي جاءت مع دخول القوات الامريكية بغداد وبهذا يكون السوداني اول شخصية مرشحة لرئاسة العراق من غير رجال المعارضة العراقية.
والسؤال المهم والاهم في الوقت الحالي هل سوف يقبل المتظاهرين بشخصية السيد السوداني وخاصة انه محسوب على كتلة دولة القانون وهذه الكتلة لها النصيب الاكبر في العملية السياسية… وماهو موقف مرجعية النجف الاشرف من هذا الموضوع وهل اقتنع شركاء الوطن من الاكراد والعرب السنة به ومن يدعم السيد السوداني معسكر الجوكر الامريكي ام السفارة الايرانية في بغداد…. أم مظاهرات الشارع…
اسئلة كثيرة ومبهمة بحاجة الى اجابات واضحة وصريحة وصعوبات كثيرة تنتظر حلول من السيد رئيس الوزراء القادم. فاليوم الشارع العراقي ليس كالامس والحديث عن انقلاب عسكري بدعم امريكي موجود الحديث عنه في وسائل الاعلام وخاصة في ظل الخلاف الموجود بين الولايات المتحدة وايران…
فهل سوف ينجح المتظاهرين في الاصرار على مطالبهم ام ان هناك خفيات في الامر سوف تكشفه لنا الأيام المقبلة..
وهل ان ساسة المنطقة الخضراء يعرفون حدود مطالب المتظاهرين وقناعتهم بهذه الشخصية لترشيحه لمنصب رئيس الوزراء… كل هذه التسائلات والتكهنات السياسية سوف تكشفه لنا مقبولية السيد السوداني في الشارع العراقي وانهاء المظاهرات وعودة البلاد الى مسارها الطبيعي..
اللهم برداً وسلاماً على العراق واهله ??