19 ديسمبر، 2024 12:13 ص

هل سنندم كما ندمنا على “أنبارنا الصامدة”؟

هل سنندم كما ندمنا على “أنبارنا الصامدة”؟

قول الحق، في زمن كثر فيه الكذب والتضليل، يعتبر مجازفة، وقد يعرضنا إلى السب والشتم، والتخوين والتبعية الحزبية، وفي بعض الأحيان يدعونا إلى الصمت، لنحافظ على سلامة رؤيتنا، التي نعتقد بأحقيتها.. النزول عند رغبات الآخرين، نوع من المجاملة وحسن التعامل، لكن أن يصل إلى قول الباطل على حساب الحق، فهو جرم وذنب وخطيئة، يعاقب عليها.العقل الراجح؛ نعمة من نعم الرب، كما هي الحكمة وبشارة الوجه، لن تجدها عند الجميع، لذا تجد السماء تخاطبهم بطريقة مختلفة، وتحملهم مسئولية كبيرة، فترى في آيات القران المجيد، (وليتذكر أولو الألباب)، (كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)، وفي نفس السياق تكرر السماء جملة( لا يعقلون) في أكثر من ثلاثين مرة، يسبقها كلمة(أكثرهم)،(وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)، تشير تلك الآيات الكريمة، إلى شيء في غاية الأهمية، أن التفكر والتعقل وما يرافقه من حكمة، ورؤية في الاتجاه الصحيح، محدودة عند أشخاص؛ وكثير من الناس لا يعقلون، وحتى لا يسمعون، لان الاستماع إلى الرأي الأخر؛ والتفكر به ومراجعة الخطوات، جعل بميزان يتساوى مع التعقل.ما يدور في الساحة السياسية العراقية، يحتاج إلى كثير من أصحاب؛ العقول الراجحة والمتعقلة، التي تسمع الجميع، وتحاورهم وتنصت إلى كلامهم، وأبوابها مفتوحة، لتستقبل الأخر، بكل حكمة وروية، لغة التفاهم والتحاور هي لغة العقلاء، والوسطية والاعتدال ورسم السياسات البعيدة، هي عين العقل.. عندما تطرح حلولاً ومبادرات مدروسة، وتضمن حق الجميع، لتحمي المصلحة العليا للمواطن والوطن، يحتم علينا أن ندعمها، ونقف معها بعيدا عن الجهة التي تبنتها، فالحق حق والباطل باطل، إن طال الزمان أو قصر، لن يغير من الحق شيئا.كثيرا منهم يعرفون انه الحق، لكنهم يرفضوه، بغضا بشخص أو جهة المتبنية لها، وان كان عدم تطبيقها ستجر البلد إلى الفوضى والجحيم.. رافق سنوات التغيير التي حصلت بالعراق، تولي رؤساء غير ناضجين سياسيا، جر البلد إلى مزيد من الانشقاق والفقر والحروب الداخلية، وليس بعيدا عن الصراعات الإقليمية والدولية التي تحيط بالمنطقة، لكن قلة الوعي وعدم إدراك ساسة العراق، حجم المخاطر التي تحيط بالوطن، تهاوى ثلث البلد بيد عصابات تكفيرية، والجزء الأخر يعاني النقص في الخدمات وبنى تحتية مهدمة.سرعان ما تضخمت كروش بعض الأحزاب، وعزلوا بطبقات من الحماية والحياة النرجسية، بعيدا عن صخب الشارع، وما يعانيه من فقر وإقصاء والتهميش، التي طالة الشباب والخريجين، جراء حصر التعيينات بمكاتب الأحزاب، التي شابتها كثير من الفساد المالي والإداري.اليوم ونحن على مفترق طرق، أما إلى تهدئة وتحكيم العقل وجلوس جميع المكونات والاحتكام إلى الدستور والقانون، أو إلى فوضى عارمة تحرق الأخضر واليابس، تهدم ما بني بدماء الشهداء، ما يجري من تخريب واعتصام داخل البرلمان، بحجة الإصلاح الذي هم بعيدون عنه كل البعد، إنما هو تهريج وخلط الحابل بالنابل، ومحاولة القفز على الدستور، مدفوعة من سفارات وأجندات خارجية، واضحة للعيان، وجود أشخاص لهم تبعية؛ لجهات إقليمية بين المعتصمين، يؤكد الشكوك ويزيد من القلق، بوضوح أكثر، شخص مثل أياد علاوي الأكثر غيابا في مجلس النواب، وبعد يوم من زيارته إلى سعودية، تجده بين المعتصمين تحت قبة البرلمان؟! وشخصية مثل حنان الفتلاوي مجهولة التمويل الحزبي تدخل ضمن معتصمي الخيمة التشريعية؟! وكثير منهم بخلفيات غير واضحة.. تثير الريبة وتضع عدة تساؤلات أبرزها؛ أين كنتم قبل سنتين؟الوثيقة الوطنية التي وقع عليها رؤساء الكتل السياسية، تمثل نجاحا سياسيا، لو طبق كل بنودها، وطفرة نوعية في رسم السياسة الداخلية وبناء الوطن الذي حكم لعشر سنوات بعقلية الحزب الواحد والرجل الواحد، أدى إلى هذا الدمار، لذلك إن لم يتفق الجميع على رؤية إصلاحية موحدة، لن تقوم للعراق قائما، وسنندم كما ندمنا على أنبارنا الصامدة.