هنالك ترقب غير عادي في إيران إستعدادا لجولة بالغة الاهمية و الحساسية من الانتخابات النيابية و التشريعية في 26 من الشهر الحالي، حيث سيتم إنتخاب ممثلي البرلمان و مجلس الخبراء، والمميز في هذه الجولة إن الجناحان الرئيسيان المتنافسان في هذه الانتخابات، يجدان فيها مايمکن وصفها بالمصيرية بالنسبة لکلاهما، ولهذا فإنهما يبذلان کل مابوسعهما من أجل حسمها لصالحهما بأية وسيلة کانت.
التصريحات الاخيرة التي حذر فيها رئيس مجلس تشخيص النظام في إيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني، والذي يتزعم أحد الجناحين من عصيان شعبي في البلاد وصفه بـ”الشر”، ردا على هندسة الانتخابات المرتقبة، والتي هاجم خلالها أيضا التشکيك في أهلية حسن الخميني، حفيد الخميني”المقرب من جناحه” لعضوية مجلس الخبراء، هذه التصريحات أثارت ردود فعل عنيفة من جانب جناح المرشد الاعلى خامنئي وصلت الى حد التهديد بجعله تحت الاقامة الجبرية کما کان حال آية الله المنتظري لحد وفاته، أو المطالبة بمحاکمته بتهمة الخيانة خصوصا وان ذلك تزامن مع رفض ترشيح أغلبية مرشحي جناح رفسنجاني و کذلك رفض ترشيح حسن الخميني نفسه من جانب مجلس صيانة الدستور.
هذه التصريحات لرفسنجاني، تأتي في خضم أوضاع و تطورات غير عادية في إيران حيث يعاني نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جملة من المشاکل و الازمات المستعصية التي تلقي بظلالها الداکنة و بإنعکاساتها و تأثيراتها السلبية على الشعب الايراني الذي باتت أغلبيته تعيش تحت خط الفقر بسبب من السياسات المتبعة، وإن حذر و خوف قادة و مسٶولي النظام وفي مقدمتهم المرشد الاعلى هو في إحتمال تکرار سيناريو إنتفاضة 2009، والتي کسرت هيبته و زعزعت النظام و هزت أرکانه بقوة.
إنتفاضة 2009، والتي جاءت بسبب حالات الغش و التزوير الواسعة التي جرت فيها بإشراف السلطات الايرانية نفسها، إنقلبت بفعل الدور المحوري و المٶثر للتنظيمات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من تظاهرة ضد تزوير الانتخابات الى إنتفاضة ضد النظام نفسه حيث تم خلالها تمزيق و حرق صور المرشد الاعلى و ترديد شعارات بالموت له و بسقوط نظام ولاية الفقيه، وهو ماأثار رعبا و هلعا کبيرا في الاوساط الحاکمة في طهران کان شبيها بذلك الرعب الکبير و الواسع الذي خلفه الهجوم الواسع لقوات تابعة لمنظمة مجاهدي خلق في عام 1988، وحررت بموجبه مناطق شاسعة من إيران، وإن إعادة و تکرار هذا السيناريو قائم لأسباب متباينة أهمها الاجواء المناسبة له من جهة و وجود
شبکات التنظيمات لمنظمة مجاهدي خلق و التي تتحين الفرصة المناسبة لقلب الطاولة على رأس النظام کما فعلت في 2009.
قادة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذين سعوا دائما للتأکيد على إن دور و مکانة منظمة مجاهدي خلق في داخل أوساط الشعب الايراني قد إنتهى تماما، لکنهم عادوا بعد إنتفاضة عام 2009 ليعترفوا بلسان معظم قادتهم وفي مقدمتهم خامنئي نفسه، يعلمون جيدا بإن منظمة مجاهدي خلق مستمرة في متابعة الاوضاع في إيران و هي تتحين الفرصة المناسبة کي تأخذ بزمام المبادرة و تقلب الطاولة على رأس النظام في طهران.