~أعلنت هيئة النزاهة عن إحالة أربعة من حيتان الفساد، كما اتفقت وسائل الإعلام على تسميتهم إلى القضاء العراقي بتهم متعددة، ومنها تضخم اموالهم، وكانت هذه الهيئة قد نوهت عن جديتها في تقويض حالات الفساد، عبر ضرب رؤوسه، في مؤسسات الدولة غير آبه بمن يقف خلفه. الفاسدون الأربعة أو الحيتان الأربعة يعدون وجبة أولى في سعي الهيئة للإنقضاض على مضاجع مصاصي دماء الشعب العراقي.
لكن بودي أن اطرح سؤالاً على الدكتور حسن الياسري تحديداً كونه انتهج اسلوباً متميزاً في إدارة هذا المفصل المهم من جسد الدولة العراقية عن نوعية وطبيعة التهم الموجهة للذوات المعلن عنهم، فأحد هولاء أعلن أن التهمة الموجهة له، ليس له علاقة بها، لا من بعيد ولا من قريب، والتهمة بحسبه تتلخص في مشروع نفذ من قبل بلدية الأعظمية مجانا، وعلى نفقة الدائرة المتمثل في إكساء جزء من كورنيش في منطقة الأعظمية وأن القضاء سيبرئ ساحتي على حد قوله.
أما الحوت الثاني دبل فاليوم، يقال انه اصيب بنوبة من الضحك غير آبه بتلك التهم البسيطة كما يحاول هو تسفيهها، والحوت الثالث، ربما أولد حيتان صغار تملك أنياباً قد تسعى لنهش جسد هيئة النزاهة، والحوت الرابع، سيشمله العفو وسيترأس قائمة للمشاركة في الإنتخابات المقبلة وسينتخبه الناس، وسيحصل على مقاعد في مجالس المحافظات والبرلمان.
أنا الإعلامي والأكاديمي ربما تتوفر عندي معلومات بشأن هولاء، قد تؤدي إلى سجن هولاء الحيتان مدى الحياة، ومن المؤكد أن مثل هذه الملفات هي لدى هيئة النزاهة، وإذا كانت غير موجودة فيمكن طلبها من السيد شيروان الوائلي الذي يملك ملفات ربما ستودي بعشرات من الكادر المتقدم في امانة بغداد إلى نكرة السلمان أو الى جهنم وبئس المصير.
دعوتي إلى الدكتور حسن الياسري الذي لا أشك مقدار أنملة في شجاعته ورغبته الجامحة لمكافحة الفساد على الرغم من الضغوط الكبيرة التي تمارس ضده من قبل الحيتان الكبار الذين يسعون جاهدين إلى تكبيل يديه عن تقليب الأوراق التي تخص الكبار.
انتظر كما ينتظر غيري من ابناء الشعب وضع القيود في أيدي من بدد اموال الشعب ووزعها على مريديه، من دون حساب.
انتظر كما ينتظر غيري إحالة المتسببين في سقوط الموصل وإنْ يقول البعض انها ليس من اختصاص النزاهة.
انتظر كما ينتظر غيري الإعلان عن قائمة أخرى تشمل الديناصورات فهذه القائمة شملت بعض الحيتان الكبار وأولادهم الصغار الذين تربوا في ظل دولة الفساد.
انتظر كما ينتظر غيري إعادة فتح ملف شارع المطار، وقناة الجيش ومشروع ماء الرصافة، وتطوير الطريق السريع، وبيع مئات من عقارات الدولة، وأخرى تم تقديمها هبات إلى البعض.
انتظر كما ينتظر غيري ان يتم فتح ملفات القمة العربية من جديد ففسادها يكفي لرواتب لشهرين لموظفي الدولة العراقية.
لا أشك في رغبة وإدارة الدكتور الياسري، ولكنها دائما تصطدم بحصانة القائمين على الفساد، لكن مازلت اردد ان الياسري هو الرئيس المحظوظ لهيئة النزاهة لان الرأي العام معه في ضرب اي من ديناصورات وحيتان الفساد، وإن شاء الله يضربهم جميعاً، كما فعل الإمام علي (ع) حين ضرب الولاة الفاسدين عندما تولى الأمر ووقتتها رفض نصحية ابن عباس بتنفيذ الإصلاح على جرعات بل قال: لا ، لا أحتمل هولاء ساعة واحدة.
لكن وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجه عمل هيئة النزاهة فإنها ستكون الشمعة التي تضيء الدرب في ظل الظلام الدامس الذي خلفته الحيتان.