في عام 1977, وبالتحديد في 18 و19 من يناير, حصلت انتفاضة شعبية عارمة في مصر ضد الغلاء, حيث أطلقت الحكومة المصرية في تلك الأيام, مشروع موازنة يرفع أسعار العديد من المواد الأساسية, كإجراءات تقشفية لخفض العجز, معللين الساسة المصريون ذلك لارتباطهم باتفاقات مع البنك الدولي, لكن كانت رد الشعب المصري كبيرة جدا, بانتفاضة واسعة أطلق عليها انتفاضة الخبز, أثارت مخاوف السادات حتى أطلق عليها السادات اسم ” ثورة الحرامية” لتقليل شان المنتفضين, وبعد ذلك تراجعت الحكومة المصرية بسرعة, لمطالب الجماهير الغاضبة.
ما أشبه اليوم بالبارحة, فما جرى لمصر قبل 38 عام يجري علينا ألان, خطوة بخطوة, حيث نعيش فترة عصيبة جدا, فالسادات نعت المنتفضين بالحرامية, وهذا يذكرنا بصدام وكيف نعت ثوار الجنوب بالغوغائيين لتقليل شانهم, فالطغاة متشابهون, وهذا يدلل على حجم الضغط الذي وجهته الحركة الجماهيرية, مما دفع بالسلطة لمحاولة تقليل الشأن, لكن نختلف عن المصريين بالخمول مقابل نشاطهم الكبير, استسلام أضاع حقوقنا, أننا نملك طاقات كبيرة يمكنها قلب الموازين, فقط تحتاج لمن يوظفها كي يتحقق العدل, والأمر لا يحتاج لتدخل أعجازي, فقط أن يأخذ النخب والمثقفون دورهم فتتحرك الجماهير.كما حصل مع مصر في عام 1977 , ألان العراق ارتبط باتفاقيات مع البنك الدولي, ويجب الوفاء بشروطه, ومن ضمنها تقليل الدعم عن المواطن, وقضية هموم المواطن غير مهمة للساسة, بقدر الحصول على قروض تمد الخزينة بالمال, وهكذا كانت الحكومة رويدا رويدا ترفع يدها عن دعم المواطن, وصولا إلى طلب الأديب الأخير بإلغاء التعليم المجاني, وحصل كل هذا من دون رفع القدرة الشرائية للمواطن, أي تعمل الحكومة على سحق المواطن, والأغرب سكوته الطويل.
نحن لا ندعو للفوضى, لكن نطالب الشعب بان يكون قوة ضاغطة وبالطرق القانونية على الحكومة والبرلمان, كي يحققون مطالب الجماهير, الحال السيئ للبلد نتيجة سكوت الشعب أمام نذالة بعض الساسة, ولصوصية الكثير من النخبة الحاكمة, فالصمت لا يأتي بالحقوق,وعدم التنظيم يحول الجهود إلى بخار لا نفع منه, على الجماهير إن تنظم عملها وتحدد برامج واليات عمل, مثلا ليكن شهر أيلول القادم للمطالبة برفع مفردات الحصة التموينية, إلى 12 مادة كما في السابق, مع التشديد على توزيعها في توقيتات ثابتة مثلا كل رأس شهر, والضغط يجعل النخبة الحاكمة تطيع شعبها.
إلى ألان النخبة الحاكمة لا تجعل ضمن اهتماماتها مشاكل الطبقة الفقيرة, من حاجته لحصة تموينية موسعة ومنتظمة التوزيع, وحاجته للعلاج المجاني, وحاجته لفرص عمل, وحاجته للسكن المناسب, بل جعلت هموم الفقراء مجرد شعارات للضحك على البسطاء.
فهل ستنطلق ثورة الفقراء قريبا؟