23 ديسمبر، 2024 10:34 ص

هل ستنتهي داعش ومتى؟

هل ستنتهي داعش ومتى؟

العراقيين اليوم بكل طوائفهم واعراقهم يحاربون الارهاب المتمثل بداعش وهم في كل يوم يقدمون ابنائهم بالجملة في حرب تعتبر الاعنف والاكثر فتكاً ودماراً وهلاكاً للحرث والنسل، وهم يأملون بعد كل هذه التضحيات ان يحضوا بفرحة معجونة بالدموع في يوم ينتهي وجود الارهاب وتعيش الاجيال القادمة بسلام.

هل هذا اليوم سيأتي ومتى؟

ان قصة الارهاب يجب ان تقرا من الصفحة الاولى لكي تفهم طلاسمها وتميز ملامحها وتدرس بداياتها لتعرف نهاياتها.

متى بدأ مصطلح الارهاب ينتشر لقد بدأت هذه القصة بعد نهاية الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة والتي تمخضت عن هزيمة للاتحاد السوفيتي وتقسيمه الى دول ودويلات.

وقد حاول الروس ان يعيدوا بعض ما فقدوه من هذه الاراضي فقامت بحروب ضد الشيشان وافغانستان وقد ظهرت المجاميع الجهادية المتطرفة هناك وكان يقودها عبد الله عزام العربي الفلسطيني ثم ظهر اسامة بن لادن وحركة طالبان في افغانستان التي استطاعت بدعم امريكي واضح من السيطرة على كل افغانستان واعلان  دولة طالبان الاسلامية وبعد حرب استنزاف طويلة خاضها الروس استسلموا للامر الواقع لتاتي اميركا بعد احداث ١١ سبتمبر لشن هجوم واسع واسقاط حكم طالبان وانشاء.

حكومة تابعة لها

ان ما يحدث في المنطقة اليوم هو يشبه تماماً ما حدث في افغانستان والشيشان وغيرها فقد جاء الاميركان لاحتلال العراق بعد توريط صدام بإحتلال الكويت ثم انهاك جيشهة في هذه الحرب ثم الادعاء بوجود سلاح نووي ثم اختلاق قصة علاقة صدام ببن لادن وامكانية تزويد القاعدة باسلحة نووية واحتل بعدها العراق.

لقد احس الروس وحلفائهم بهذه المؤامرة مبكراً وقد نصبو لامريكا الشراك واستطاعوا بمساعدة ايران من اخراج الامريكان من العراق بخفي حنين مما اضطر الامريكان الى استخدام السلاح القديم الحديث الا وهو التطرف الاسلامي، فاستغلوا سوء الادارة التي انتهجها المالكي في تهميش السنة واستهداف رموزهم للزج بشيء اسمه داعش وهي النسخة المحدثة لتنظيم القاعدة، ولم تكتفي اميركا في شن الهجوم المعاكس في العراق فحسب بل هاجمت الساحة السورية واليمنية والليبية لارباك الروس وتشتيت جهدهم وجعلت من شعوب المنطقة وقوداً لهذه اللعبة الدموية القذرة.

بعد هذا السرد الطويل ما اريد ان اقوله ان اميركا ما لم تحصل على مرادها بإنتزاع العراق من الحضن الايراني الروسي، لن تنتهي الحرب ضد داعش وستخسر  الشعوب العربية الملايين الملايين، فداعش ليست شعباً او عشيرة او دولة لكي تهزم، داعش خلايا سرطانية تتكاثر بشكل سريع في كل انحاء العالم ليؤتى بها الى ساحات القتال في الشرق الاوسط العربي.

فلا اظن ان علاج داعش هو في قتلها في العراق وسورية ان علاج داعش هو اتفاق امريكي روسي وتقاسم مناطق النفوذ ومنابع الثروة اما الشعوب العربية وخصوصاً في العراق فهي مقبلة على جوع سيذوقه ابناء الضحايا الذين سقطوا في هذه الحرب القذرة بعد ان تقسم بلدانهم الى دويلات صغيرة منهكة بشرياً وقتصادياً وفاقدة لكل مقومات العيش لكي تكون شعرب قابلة للاستعباد بعد ما قاتلت لسنين وهي تظن انها في جهاد مقدس.