22 ديسمبر، 2024 8:10 م

هل ستنتصر القيمة أم ستستمر الانتفاضة ؟!!

هل ستنتصر القيمة أم ستستمر الانتفاضة ؟!!

الفرد بالمجتمع غالبا ما يشعر بالحاجة إلى الانتماء والقبول في مجموعة اجتماعية أو سياسية معينة يقوم فيها بتفريغ حاجاته وغاياته السياسية والاجتماعية أو الدينية أو يهدف لتحقيق الذات أو المكسب النفسي أو المكانة المرموقة بين اقرأنه لذلك يسعى الكثيرون على تحقيق إنجازات فردية أو جماعية لا يستطيع غيرهم تحقيقها بينما ينطوي الأخرين متفرجين أو معجبين .. ذلك لأن الله خلق الإنسان (بطبعه ) اجتماعيا, الفردية فيه تسعى للالتقاء فيما بينها لتكوّن مجتمع ما.

هل تعلمون أن اكبر عقبة أمام الإنسان على مر العصور هي الخوف ؟ والخوف بأنواعه يشكل عقبة كبيرة لدى العراقيين بالذات فالعراقي شخصية لا يحب التغيير الكثير لذلك فهو يخاف من هذه الناحية لدرجة أن تشل حركته وعقله وتحيد به عن معرفة حقائق الأمور وتجلياتها والا ما السبب الوجيه الذي يمنع عراقي أن يخرج في مظاهرة طوال هذه السنين يشجب الاحتلال والحكومة الفاسدة ويسقطها. انه الخوف من أن تتبدل الأمور إلى ما لا يحبه!!.. فالشيعي ربما خشيته من أن يفقد ميزة ممارسة عاداته في اللطم وملحقاته تجعله لا يثور ضد حكومته الفاسدة , والسني ربما يخشى بأن الحال لن يتغير ما لم يتم التخلص من عملاء ايران ومن الدستور الفاسد فيعتبر ان الشيعة قاعدة هذه الحكومات المتتالية وهم يتحملون مسؤولية ما حدث ضدهم من تدمير مدنهم وقتل اقرانهم فلهذا لم تشارك محافظات السنة كما يطلق عليها بصورة جلية في الانتفاضة الحالية رغم خروج كل أطياف المجتمع في بغداد !.

الان بات واضحا مجريات الأمور و حسب ما امتلكت من معلومات فانه كان من المقرر أن تبدأ الانتفاضة وتستمر لمدة ثلاثة أيام في كل شهر وتختفي التنسيقيات حتى تظهر في الشهر الذي يليه لتصنع كأنما دورات تدريبية تدرس فيها السلبيات والإيجابيات التي صاحبت الانتفاضة حتى تخرج مظاهرة التغيير الكامل حين تكون قد هيئت كل مستلزمات تحقيق المطالب من قوة وانضباط واتباع ,لكن نشطت على الجانب الآخر مسرحيات الفوضى الخلاقة فغيرت من بعض الأمور وحرفت شكل قليلا الانتفاضة واستعملت الأجهزة الأمنية القوة المفرطة حتى وقع شهداء ليسوا قليلون لا يجب أن يذهب دمهم هدرا ..فزوية كما يبدوا كانت أوراقه قد انتهت وكان متفق على تنحيته حتى أن مقتدى كان قد صرح بذلك وحدد نهاية خدمته بهذا التوقيت ثم ما يجعلنا نقول انها مؤامرة هو عدم اشتراك مقتدى واتباعه بصورة علنية بالانتفاضة ( رغم أنه أرسل بعض الأفراد بصورة غير منظمة ) بينما كان يفترض به كجيفارا العراق ان يباشر على أقل تقدير نسب هذه الانتفاضة له ومشاركة اتباعه بقوة لكن خوفا من انفلات الامور قرب المحمية الخضراء , لأن من بدأ الانتفاضة أولا هي المجاميع التي اتفقت فيما بينها سراعلى عدم اشتراك رجال دين او احزاب وانما تكون انتفاضة شعبية شاملة قد يغيرون من مسار الاحداث فيما لو تمت مساعدتهم بالدخول للمنطقة الخضراء.

اليوم أو غدا وربما بعده سننتظر أزاحة زوية بمسرحية جديدة وربما سيأتى بالساعدي أو غيره ليعلن بدأ العمل على تشكل وزارة جديدة فتنتهي الانتفاضة وكل واحد يروح لبيت أمه.! وتنتصر الفوضى الخلاقة فيخرج المتظاهرون للنجف وكربلاء في الاربعين حتى يأكلون القيمة! . اذن نحن ننتظر أبرة المورفين التي لن تدوم طويلا كما نأمل .

لا شك ان هذه التجربة قد أوجدت فائدة نستفاد منها مستقبلا مما يتطلب العمل بطريقة التركيز الإيجابي على القوة الفردية لتعزيز مساهمتها الجماعية فالمصلحة المشتركة قد ساهمت في إسقاط حاجز الخوف ( كما حدث هذه الأيام ) و الذي تحدثنا عنه لا سيما وأن كثير من المتظاهرين قد نبذوا المرجعيات التي لم تقف معهم في انتفاضتهم وعلموا أن سكوتها ما هو إلا مساندة للحكومات الفاسدة .. .ولاننا لا نمتلك أمامنا الا خيارا واحدا وهو وجوب الاستمرار بمقاومة أعداء العراق من محتلين وخونة وعملاء ولصوص وكل الفاسدين حتى يتطهر ويحكمه أبناءه المخلصين .. أن نجاح الانتفاضة في أيامها الاولى يجعلنا ننظربتفائل وفخرللمرحلة القادمة بعد نجاحها بتشكيلتها الشعبية كي تكون مرحلة خلق احاسيس ومشاعر قبول الطرف الاخر ( لكل من يشترك برفض الحكومات الفاسدة من أحزاب ونشاطات وتجمعات وجمعيات ) لسبب وجيه وهو لا بد من توفر قيادة مقبولة تقود البلاد وتسد النقص .. تعالوا سويا لنخطط للعمل في تجربة جديدة سيتم الاعلان عنها بالتأكيد.

ملخص حقائق انتفاضية : أثبتت الانتفاضة على رفض العمائم والمرجعيات وما تمثله وانها هي سبب مشاكل العراق, حرق العلم الإيراني والهتاف ضدها (ايران برة برة ) , ظهور حالة ود معينة بين الشرطة والمتظاهرين على عكس الجيش والميليشيات. والشعب يريد اسقاط النظام الذي جاء به المحتل الامريكي الفارسي.