ما ان انتهت فعاليات مؤتمر بغداد للشركة بين الدول الاقليمية والذي عقد مؤخرا في بغداد وشهد حضورا مميزا لدول الجوار وحضور تركيا وايران “وغياب او تغييب” سوريا عنة الا وظهر واقعا جيدا يتمثل بدور محتمل ستلعبة فرنسا ربما يتعدى العراق وهذا ما بدا واضحا حينما شهد مطار بغداد توديع الرؤساء والملوك الذين حضروا المؤتمر الا ان الطائرة الفرنسية بقيت على مطار بغداد في إشارة إلى بقاء الرئيس ماكرون في العراق وقد ظهر ماكرون بزيارة تاريخية لمرقد مهم لدى المسلمين الشيعة هو مرقد حفيد النبي. ص. الإمام الكاظم”ع” في العاصمة بغداد وماكرون بزيارته التاريخية هذة هو يغازل الشيعة الذين يمثلون الاغلبية في العراق وان رئاسة الحكومة من حصتهم ماكرون صرح تصريحا هاما تلقفته مراكز البحوث والدراسات وفحواه” ان فرنسا ستبقى لها قوات دائمة في العراق ! وإذا ما ربطنا ما يجري من تطورات بالمنطقة فانة على ما يبدو ان امريكا البراغماتية عازمة على مغادرتها العراق بتكتيك جديد او ربما تبادل ادوار مع فرنسا الغارقة في المستنقع اللبناني ومنحة للامريكان كونه لصيقا لإسرائيل مقابل التخلي عن العراق لفرنسا ولاوربا العجوز التي يسيل لعابها على كل قطرة نفط اضافة الى كونها لم تحصل على اي شي من قطعة الكعكة العراقية التي تم توزيعها بعجالة على بعض وحرم منها بعض اخر؟ وربما ان ماكرون على علم مسبق بهذا الأمر
خاصة إذا ماعلمنا ان واشنطن تخطط لشي جديد بعد تركها أفغانستان لخصومها الطالبان ومن المؤكد بان مغادرة واشنطن العراق سيؤدي إلى فراغ وفوضى وبحاجة الى قوة دولية للحفاظ على الوضع, ويبدو جلياً ان فرنسا تستطيع ملء هذا الفراغ ان صدقت الرؤيا وكان حضورها المؤتمر لتطلع عن قرب لكل ما يدور في خلجات الدول المجاورة للعراق حتى تكتمل الصورة ثلاثية الابعاد اواكثر؟
ففرنسا ليست بغريبة عن العراق بل ان لها علاقات تاريخية قديمة اقتصادية وسياسية وعسكرية اكثر من علاقة واشنطن بالعراق
رسائل عدة وجهها ماكرون من خلال بقائه بالعراق اذا لم يكتفي بمغازلة الأكثرية الشيعية بل زار مصدر القرار في كردستان الصديقة الحميمة لواشنطن والمقربة من ايران ثم زيارتة الى الموصل المدمرة ومن ثم وزيارة كنيسة الساعة التاريخية في نينوى التي تحتاج الى ثورة إعمار
المراقبين أشاروا إلى اللحظة التأسيسية التي شكلتها قمة بغداد في استرجاع ذاكرة فرنسا نحو العراق، بالذات من حيث تصريحات الرئيس ماكرون أثناء القمة، التي قال فيها: “فرنسا ستُبقي قواتها في العراق، في إطار عمليات مكافحة الإرهاب، ما دامت الحكومة العراقية تطلب ذلك، سواء قررت الولايات المتحدة سحب قواتها، أو لا”.
فـالملف الحاضر بقوة لدى فرنسا هو الاقتصاد و هناك مشاريع مهمة كـمشروع “مترو بغداد”، وهو المشروع المدني الذي تفوق تكلفته حتى ميناء الفاو الاستراتيجي.
كذلك تحرص فرنسا على زيادة مبيعاتها من الأسلحة إلى العراق بمقدار 3 أضعاف خلال السنوات الخمس المقبلة، من خلال بيع طائرات رافال العسكرية الفرنسية الشهيرة.
وملف النفط والطاقة لم يغيب عن مخيلت فرنسا منذ وقت طويل فهل تضيع فرصتها التاريخية ؟بعض العراقيين راى في دخول فرنسا خط الأزمة وإيجاد روابط مشتركة في حل ملف التدخل التركي المتكرر في العراق من جانبها فرنسا وعلى لسان باحثة في المركز الفرنسي للدراسات الشرقية رندا نداف شرحت
”الإمكانيات الحقيقية لفرنسا لتنفيذ هذه التوجهات، من حيث الثقل”.
وقالت: “ثمة فارق هائل بين أن تكون هذه مجرد محاولات فرنسية ممثلة لنفسها، أم أنها جزء من التوجه الاستراتيجي الأوروبي، فما يجري في العراق من سوء الاستقرار يمس الأمن القومي الأوروبي بكامله، وسيتضاعف ذلك التأثير فيما لو عزلت الولايات المتحدة نفسها بشكل متزايد”.