22 ديسمبر، 2024 8:56 م

هل ستقرع طبول الحرب؟

هل ستقرع طبول الحرب؟

بعد عاصفة من التصريحات الحادة المتسمة بالانفعال من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين وتهديدهم للولايات المتحدة الامريکية، فإن سلسلة جديدة من التصريحات الصادرة من طهران قد بدأت وهي تحذر من إحتمال إندلاع الحرب ومن أن يتم شن هجمات جوية وصاروخية ضدهم، مما يدل على إن کل التهديدات السابقة لم تکن إلا زوبعة في فنجان.
تحذير قائد الجيش الايراني، عبدالرحيم موسوي من التهديدات الموجهة للنظام وحث قواته على الاستعداد لمقابلة هجوم قد يشن عليهم كل ليلة وتأکيده أمام قادة الجيش قائلا:” تهديدات اليوم خطيرة. بالطبع، هذه التهديدات لن تكون في البداية بريا، لكن القوات البرية، باعتبارها محور كل العمليات، لابد أن تحافظ على استعدادها.” هذا التحذير، قد جاء متزامنا مع تصريحات أدلى بها المرشد الاعلى الايراني حذر فيها من تشكيل العدو الحربي وغزوه في مجالات الاقتصاد والسياسة و النفوذ الاستخباري وتوجيه الضربة عبرالفضاء المجازي. ويبدو إن طهران بدأت تأخذ الامور على محمل الجدية خصوصا بعد أن تم الإيعاز الى قطع حربية أمريکية للتحرك الى الخليج والتمرکز قبالة المياه الايرانية، علما بأن طهران وخلال فترة التصريحات”العنترية”التي إجتاحتها قبل فترة هددت بأن تتمرکز قطعها البعرية العسکرية أمام الشواطئ الامريکية!
من الواضح ليس هناك لحد الان من أي تصريح أو موقف رسمي أمريکي تفصح عن نوايا بشن هجوم ضد إيران، ولکن هناك تأکيدات من إنه سيتم التحرك العسکري الامريکي في حال إقدام طهران على أية تحرکات معادية ولاسيما غلق مضيق هرمز، وإن تغيير الموقف الايراني تزامنا مع يوم تصفير تصدير النفط الايراني، يٶکد ماقد سبق وأن أکدته العديد من المصادر من إن إيران تتجنب المواجهة العسکرية مع واشنطن وإن کل تصريحاتها الحادة إنما هي للإستهلاك ولاتزيد عن جعجعة إعلامية ولاغير ذلك، والولايات المتحدة التي تشدد من ضغوطاتها على إيران الى أبعد حد فإنها بإنتظار إيران کي تنقاد وتنصاع لمطاليبها التي حددتها في 12 مطلبا، ولايوجد هناك مايوحي بأن أوضاع إيران في مواجهة الضغوط الامريکية قد تتجه للتغيير نحو الاحسن بل إن الذي قد تم إستخلاصه لحد الان هو إن الامور تجري في غير صالحها.
هل ستقرع طبول الحرب کما توحي التصريحات الايرانية؟ من المٶکد بأن طهران وکما أسلفنا تتحاشى المواجهة العسکرية قدر الامکان ولاسيما وإن أوضاعها الداخلية متأزمة حيث إستمرار الاحتجاجات الشعبية والمعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة في المقاومة الايرانية تقف موقف المتربص وتنتظر اللحظة المناسبة لکي تنقض على النظام وتقلب الطاولة رأسا على عقب، بل ستظل طهران تسعى للمناورات الاعلامية والحرب الکلامية ولاشئ غير ذلك!