22 ديسمبر، 2024 8:11 م

هل ستقبل تركيا وإيران بتقاسم النفوذ الثقافي والعسكري في كركوك مع فرنسا؟!!!

هل ستقبل تركيا وإيران بتقاسم النفوذ الثقافي والعسكري في كركوك مع فرنسا؟!!!

مُشاركة ماكرون في مُؤتمر التعاون والشراكة الذي أنعقد في بغداد رغم أن فرنسا ليست جارة إقليمية للعراق الا أن فخامة الكاظمي لم يتردّد في دعوته إلى المؤتمر. وماكرون جعل من مُحاربة داعش شماعة يعلق عليها آمال الدولة الفرنسيّة في النفوذ مرة أخرى إلى الساحة العراقيّة واستعادة دورها التاريخي الذي حُظي بها في فترة حكم النظام الصدامي المقبور. المُلفت هنا أن فرنسا لا تحاول مُنافسة أمريكا أو بريطانيا في العراق بل تُحاول جاهدةً تضيق الخناق على تركيا ومُحاولة خنقها جغرافياً في مناطق نفوذها في العراق وخاصة في مناطق التي يشكلُ فيها التركمان الأكثرية – وبالتالي تعويض عن الخسارات الجسيمة والتراجعات الكبيرة التي تعرضت لها في ليبيا ولبنان وسوريا أو في دوائر نفوذها في أفريقيا- المعروف أن تركيا بعد سقوط النظام العراقي السابق صارت لها نفوذ قوي من خلال مدارسها التركيّة في كركوك وغيرها من المناطق التركمانيّة إلى جانب تدريس اللغة التركيّة كمادة اختياريّة في مُعظم مدارس كركوك. وهي قوة ناعمة وأداة من أدوات السياسة الخارجيّة التركيّة لا يمكن الاستهانة بقوتها على الساحة الثقافيّة في كركوك بالقياس للقوة العسكريّة الإيرانيّة- وفي محادثة مع نيزافيسمايا غازيتا لفت كبير المحاضرين في قسم العلوم السياسية بالمدرسة العليا للاقتصاد غريغوري لوكيانوف الانتباه إلى حقيقة أن تركيا اليوم في سوريا والعراق وجنوب القوقاز تحقق أهدافها على المدى القصير من خلال الجمع بين ثلاثة العناصر: القوة الناعمة والوجود الاقتصادي والمجال العسكري. وعلى خلفية تراجع الامكانيات الاقتصاديّة وعلى خلفية ضعف الاقتصاد التركي تزداد أهمية العناصر الأخرى- بسبب تركيز الإيرانيين على القوة العسكريّة وإهمال الجانب الثقافي. واليوم بعد اتخاذ مديرية تربية كركوك قراراً بتدريس اللغة الفرنسيّة في مدارس كركوك كدرس اختياري تدل على أن فرنسا دخلت على خط مُنافسة الجانب التركي. وعلينا أن لا ننسى ما قالتها فيان صابر المُنتمية لحزب بارزاني لدى زيارة ماكرون للإقليم الكردي أن أكراد الإقليم يتطلّعون إلى تطوير العلاقات مع الجانب الفرنسي في المجالات الاقتصاديّة والأمنيّة والثقافيّة والسياسيّة. حُكومة مسرور بارزاني لم تُلبي مطلب فيان صابر ولكن حُكومة الكاظمي سبقتها في تنفيذ مطالب السيدة الكرديّة وفسح المجال على مصرعي للجانب الفرنسي في النفوذ والدخول إلى الساحة العراقيّة من البوّابة الاقتصاديّة من خلال الحصول على مُناقصة مطار موصل ومن البوّابة الأمنيّة من خلال السماح للقوات الفرنسيّة في البقاء في العراق لمحاربة فلول وعناصر داعش الإرهابيّة أو البوّابة الثقافيّة عبر اتخاذ قرار بتدريس اللغة الفرنسيّة في مدارس كركوك كدرس اختياري وليس إجباري. ولكن السؤال المُهم هل ستقبل تركيا وإيران بتقاسم النفوذ الثقافي والعسكري في كركوك مع فرنسا؟!