هل ستفتح مفوضية الانتخابات الباب لصراع داخلي لن تحمد عقباه ؟ وما خفايا التصريح الناري لرئيسها
ما حدث من اشتباكات أدت الى خسائر بالأرواح وإصابات بين أبناء الشعب العراقي الواحد يوم امس السبت وهم الذين يواجهون العشرات من المخاطر وأولها تنظيم داعش الارهابي وتدخلات دول كبرى واقليمية وتراجع في الاقتصاد أدى الى بطالة وفقر ومن ثم تفشي الجرائم بمختلف أنواعها بما فيها الخطف من اجل المال مقابل الفدية وغيرها من المشاكل التي يجب التوجه لمعالجتها بدلا من الدخول في صراعات جانبية يفرح لها العدو ويشمت بكم ايها العراقيون بمختلف قومياتكم وأديانهم ومذاهبكم ومعتقداتكم وأفكاركم.
اعضاء مفوضية الانتخابات يحاولون التشبث بمواقعهم رغم انتهاء مدة عملهم بعد عدة أشهر وذلك لم يأتي من فراغ فالأحزاب التي جاءت بهم تريد الإبقاء عليهم لإعادة انتاج التلاعب والتزوير لصالحها مرة اخرى. لذلك تجد من يقاوم بقائهم من النواب علانية هم معدودون على الاصابع .
اما ما قام به التيار الصدري في الايام الماضية وهو معروف عنه كتيار احرار لا يقبل بالذل والخنوع بعيدا عن بعض الهفوات والهنات التي قام عدد قليل من تابعيه سواء كانوا وزراء او نواب واستبعدوا وأدينوا من القيادة السياسية للتيار نفسه .. لسنا هنا بصدد الترويج لسياسة التيار بقدر إنصافه على تحشيد جماهيره الاكبر عددا والتي لاتمتلك بقية الأحزاب عشر منها ، في الخروج لطلب الاصلاح ومحاربة الفساد بشتى انواع وفي الوقت الحاضر إصلاح قانون الانتخابات واستبدال أعضاء مفوضية الانتخابات أبناء الأحزاب الطائفية الكبيرة التي خربت البلاد ودمرت العباد .
لكن ما يجلب الانتباه ويثير الغرابة هو ظهور رئيس المفوضية ( الرجل الصامت والمختفي ) في هذا الوقت ليطلق تصريح ناري تشير المعلومات انها بتوجيه من حزبه الذي لديه عداء ليس مع التحالف الشيعي فقط او بغداد كعاصمة ولكن مع العراق ككل الذين يعتبرون انفسهم ليس جزءا منه .. فتصريحه بأنه ( لن يستقيل من منصبه لأن ذلك صراع شيعي داخلي هو بريء منه) هو شماته بالخلاف الشيعي الشيعي وصب الزيت على النار المتوهجة بفتور داخله حاليا لكي يزداد اوراها وهو ما تطمح له القيادة الكردية في اربيل على أقل تقدير.
هذا الشخص لم يشاهده احد على شاشات التلفزيون ولا يظهر في نشاطات صحفية والعراقيون لا يعرفونه ان التقى احد منهم به في الشارع . وتصريح النائب الشيخ علي في احد اللقاءات على قناة ما ، قال ان هذا الرجل صديقي وقال لي بانه سوف يستقيل ان تم استجواب اعضاء مجلس المفوضية في البرلمان ، ولن يحضر للاستجواب .الاخبار تشير الى ان الاستجواب قادم وهو ما أعلنه رئيس مجلس النواب بالامس ، فلماذا يخرج الرجل الصامت ويطلق هذه التصريحات المدمرة بدلا من ان يؤكد ما قاله للشيخ علي ويقدم استقالته ؟ . السبب واضح وهو ان انسحاب مجلس المفوضين بسهولة وسلاسة من المفوضية واستبدالهم بقضاة او غيرهم سوف يسحب فتيل الأزمة ويطفئ النار التي بدأت تشتعل للاسف في العاصمة وربما تمتد الى أقصى الجنوب بعد ان طلب التيار الصدري من جماهيره في المحافظات الالتحاق بمظاهرة السبت في بغداد.
احذروا فتنة تغذي نارها حكومة اربيل لأنها تريد أن تتشفَّى بكم يا جهلة التحالف الشيعي او من تسمون انفسكم قادته ، يا من جاء بكم الزمن الرديء لقيادة البلد باسم الشيعة والشيعة منكم براء . انزعوا فتيل الأزمة بالسياسة الحكيمة بدلا من التعنت الصدامي البغيض الذي جميعكم شاهدتم نتائجه ، فهل من متعض ؟