مستمرة معارك تحرير العراق من داعش و تتوالى الانتصارات هنا و هناك طالما يتواجد على ارض المعركة المقاتلين الابطال الاشاوس اللذين تركوا الغالي و النفيس و استجابوا لنداء الوطن حاملين شعارا يختصر قضيتهم اما نصر العراق او الشهادة في سبيله اللذين لا منصب لهم في الدولة و لا جاه و لا امتيازات او رواتب او سيارات مصفحة لحمايتهم و رغم ذلك سطروا البطولات و الملاحم التي ستخلدهم في الوقت الذي سيُلعن فيه الفاسدين اللذين اختاروا البقاء وراء مكاتبهم الفاخرة محتفظين بمناصبهم و اميازاتهم و من تبقى له شئ من الشرف اكتفى بالذهاب الى الجبهة لالقاط الصور لعرضها يوم الانتخابات.
عاجلا ام اجلا سيتحرر العراق من الجماعات الارهابية التي تتواجد اليوم على اراضيه و استباحت حرماته و دمرت اثاره و قتلت ابنائه و شردتهم و لكن هل داعش و الجماعات الارهابية وحدها ستطرد ؟ ام سيرافقها من سهل لها مهمة الدخول الى العراق من الفاسدين و الحاقدين اللذين جعلوا مصالحهم الشخصية اساسا لاي اتفاقاً سياسي او وطني يخدم العراق و شعبه ؟ هل سيطرد من يبكي في العلن على النازحين و معاناتهم و في الخفاء يتقاسم الاموال التي خصصت لهم ؟ هل سيطرد من ترك المعركة و اتجه الى المناطق الامنة تاركاً الامانة و القسم الذي الزم به نفسه و وعد شعبه بالرفاهية و الاستقرار ؟ هل سيطرد من اثار النعرات الطائفية و العرقية بين ابناء الشعب الواحد في سبيل البقاء في منصبه ؟.
ان تحرير الارض و اعادة العلم العراقي ليرفرف فوقها وحده لن يشفي صدور امهات الشهداء و لن ينسي الايتام ابائهم و لن يعيد شرف العراقيات و لن ينسي النازحين ايام الخوف و العناء و البحث عن ملاذاً يحميهم من ويلات الحرب بل يجب ان يعاقب من تسبب في ذلك و يجب ان يكشف عن من تواطئ و خان الامانة و سمح للجماعات الهمجية التي لا عقل لها و لا دين ان تدنس ارض العراق و تستبيح دماء مواطنيه و تدمر ارثه التأريخي العريق وهنا سيبرز دور رجال الوطن ممن تحملوا المسؤولية فهل سيتخلص حيدر العبادي من الظغوط و يعلن عن محاسبة الفاسدين اللذين باعوا الوطن و اللذين يحاولون اليوم و بشتى الطرق و الوسائل افشال حكومته ؟ و هل سيعلن سليم الجبوري عن لجنة برلمانية حقيقية للنظر في الجرائم التي ارتكبها السياسيين و التي ادت الى ضياع الارض و الشعب و المال ؟ هل سيمارس القضاء دوره الحقيقي ليعيد هيبة القانون الضائعة منذ سنوات ؟ هذا ما ينتظره الشعب بعد ان يتحرر العراق و يسترد كامل السيادة على اراضيه فأن تحقق عندها نستطيع القول ان دماء ابنائنا الابطال لم تذهب سدى و ان اعين الامهات و الارامل و الايتام قد اقرت بالنصر على داعش و محاسبة كل من تخاذل و ترك الشعب يواجهه مصيره لوحده امام الجماعات الارهابية.