19 ديسمبر، 2024 11:01 م

هل ستشهد السنوات القليلة القادمة أنهيار دولة آل سعود؟!

هل ستشهد السنوات القليلة القادمة أنهيار دولة آل سعود؟!

لاشك أن المال يمثل مصدر قوة ليس على مستوى الدول فقط وأنما على مستوى الفرد أيضا!. ولكن قوة المال وحدها لا تكفي أن لم يكملها العلم والعقل لتكتمل صورة وأضلاع مثلث النجاح والتفوق وهو( المال – العلم – العقل) على أن يتم توظيفها بالشكل الصحيح لتكمل أحداهما الأخرى عند ذاك يكون هناك التفوق والنجاح والتقدم وبالتالي تصبح الدولة قوية ومهابة ويحسب لها ألف حساب. خذ مثلا الولايات المتحدة الأمريكية، حيث توفرت وأكتملت لديها كل هذه المزايا وتم توظيفها بالشكل الصحيح حتى صارت الدولة الأقوى بالعالم، ونفس الشيء يمكن أن نقوله عن الصين وروسيا وباقي دول الغرب، وفي منطقتنا الخليجية والعربية يمكن أن نقول ذلك عن أيران، حيث صار العالم يحسب لها ألف حساب!!. فمال بلا عقل ولا علم لا يحقق أي شيء!، وأنما قد يتبدد هذا المال ويزول نتيجة عدم وجود العقل والعلم لحمايته وأستثماره!. والعراق خير مثال على ذلك!، حيث كان يمتلك من المال الكثير بسبب من واردته النفطية الكبيرة والهائلة، وكذلك كان يمتلك العلم بسبب الكفاءات العلمية الكثيرة والكبيرة التي يزخر بها العراق في شتى ميادين العلم والمعرفة. ولكن ضاع كل ذلك، المال والعلم! بسبب عدم حكمة وعقل رئيس النظام السابق للعراق الذي أرتكب الخطأ تلو الآخر على الصعيد الداخلي والخارجي! فضاع كل شيء فتبدد المال وصار هباء وغادرت العقول العلمية الوطن وأنتهى العراق الى ما أنتهى ووصل أليه من حال يبكي الصديق ويشمت الأعداء!!. ويبدوا أن السعودية تسير على نفس هذا النهج!؟ وها هي ترتكب الأخطاء الواحدة تلو الأخرى، وتحصد الفشل بعد الفشل وخاصة في ظل القيادة الحالية للمملكة المتمثلة بالملك سلمان المريض وولي عهده أبنه محمد المعروف بطيشه وحماقته والذي يبدوا أنه ووالده يضعون نهاية لحكم آل سعود!!. وآخر كبواتهم السياسية وطيشهم وتخبطهم، هو في المسرحية البائسة تمثيلا وأخراجا!، والمتمثلة بطريقة أحتجازهم لرئيس حكومة لبنان (سعد الحريري)، في السعودية بعد أستدعائهم له بحجة أنه يحمل الجنسية السعودية!، وربط موضوع دعوته وأحتجازه في السعودية وأجباره على الأستقالة بنص بيان تم كتابة مضمونه وفق ماتراه الحكومة السعودية وتريده!، حيث تم ربط كل ذلك بمسرحية أخرى أكثر سخافة وهزالة، وهي مسرحية أعتقال عدد من الأمراء لكون عليهم ملفات فساد!، ولا ندري ما علاقة الرئيس سعد الحريري بذلك ؟ فهل عليه فعلا ملفات فساد؟. ولا بد هنا من الأشارة أن عدد الأمراء الذين تم أعتقالهم هو(40) أمير وغالبيتهم من العائلة الحاكمة، والمضحك في الأمر أنه تم أحتجازهم في فندق (ريتز) الذي يعد من أفخم وأجمل الفنادق في السعودية!، وقد نقلت مواقع التواصل الأجتماعي صورا للمعتقلين داخل الفندق وهم يضحكون وفي أحسن حال!،، وسيتم أطلاق أحتجازهم من الفندق بعد أجراء التسوية معهم، بأعادة مبلغ (100 مليار) دولار! بدل من أحالة ملفاتهم للقضاء؟!، حيث وافق غالبيتهم على ذلك!، أستثناء من (4) أمراء فقط قالوا أنهم أبرياء!. ولابد هنا من الأشارة عن مسرحية محاربة الفساد التي أختلقها ولي العهد محمد بن سلمان! حيث نشرت صحيفة (وول ستريت جورنال) يوم الخميس الموافق 7/12/2017 خبرا مفاده بأن ((ولي العهد محمد بن سلمان أشترى لوحة (مخلص العالم) للفنان العالمي (ليونارد دافنشي) من المزاد الذي أقامته (دار كريستيز) في نيويورك بمبلغ (450.3) مليون دولار!!، وأعتبرت الصحيفة أن شراء اللوحة بثمن أعلى من (4) أمثال القيمة المقدرة لها يشير الى الأنتقائية في الحملة على الفساد في السعودية!، كما أشارت الصحيفة أن اللوحة التي أشتراها ولي العهد محمد بن سلمان والتي تصور المسيح تنافي تعاليم الأسلام!!)).
وتناولت الصحف العالمية قبل أشهر خبرا عن قيام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشراء يخت بمبلغ نصف مليار دولار!!. نعود الى الموضوع، فبعد أن أستهترت وأستهزأت السعودية بكل القيم والأعراف الدولية والدبلوماسية، بأقدامها على عمل مشين تمثل بأحتجازها لرئيس دولة عربية وهو الرئيس اللبناني (سعد الحريري) والذي يعد سابقة غير مألوفة في عالم السياسة والأعراف الدبلوماسية!.وقد ظنت السعودية بأن الدول الكبيرة سوف تقف مكتوفة الأيادي وسوف تغض النظر على ما تفعله! بأعتبارها عميلتهم وبقرتهم الحلوب التي لايمكن الأختلاف معها والاستغناء عنها!. ولكن خابت ظنونهم! عندما جاء الرد والصفعة الأقوى لها من فرنسا؟!، التي تعتبر الأب الروحي للبنان منذ أنتهاء الأنتداب الفرنسي على لبنان عام 1943،كما وأن فرنسا بقدر ما تعد بلد النور والجمال والعطور والموضة والأتكيت والبرستيج وما الى ذلك، ولكن لديها وجه ثان كله قبح وشر وأنتقام تظهره عندما تمس مصالحها من قريب أو بعيد!. كما وعلينا أن لا ننسى بأن فرنسا هي من أسست وكتبت مع بريطانيا وعد بلفور الذي ضاعت به فلسطين منذ عام 1948والى الأبد!!. فبعد أنتظار لمدة أسبوع على مهزلة أحتجاز (الحريري) في السعودية كشرت فرنسا عن أنيابها وأظهرت وجهها الثاني ليس للسعودية فحسب بل للعالم أجمع، عندما رفع رئيس الحكومة الفرنسية (ماكرون) العصى بوجه الملك السعودي سلمان وأبنه محمد مهددا أياهم بأنه سيفعل بالسعودية الأفاعيل وسيلغي صفقة بيع الأسلحة معها!،أذا لم يصل الحريري الى باريس خلال سويعات وألا ستتحرك حاملة الطائرات شارل ديغول الى منطقة الخليج!!؟، وعندها ستعرفون من هي فرنسا فحتى أمريكا سوف لن تنفعكم وسوف لن تقف أمامنا؟!.وكان لهذه الصفعة المعتبرة والتهديد القوي وقعه المخيف على الملك وأبنه وحتى على باقي أركان الحكومة!. وبالفعل وخلال ساعات كان الحريري مع عائلته في قصر الأليزيه بضيافة رئيس الحكومة (ماكرون)!. وتزامن مع هذه الهفوة والتصرفات الطائشة سقوط الصاروخ (الباليستي) اليمني الذي أطلقه الحوثييون والذي وصلت شظاياه الى مطار الرياض، ليزيد قادة المملكة السعودية هلعا ورعبا وخوفا،لا سيما أن حرب السعودية مع الحوثييون في اليمن تمثل نزيفا ماديا وبشريا كبيرا على السعودية حيث قدرت مصادر عالمية مختصة أن( حرب اليمن تكلف السعودية 200 مليون دولار يوميا!!)، ورغم كل ما قامت به السعودية من تشكيل التحالف الدولي ضد اليمن ورغم المليارات التي أنفقتها على هذه الحرب الطائفية! ورغم قساوة ووحشية القصف الجوي والصاروخي الذي تقوم به السعودية ضد الحوثيين في اليمن والذي راح ضحيته مئات اللألاف!، ألا أنها لم تستطع حسم المعركة لصالحها، حتى بدأت تتوسط لدى هذه الدولة وتلك وبأي ثمن للحفاظ على ماء وجهها من أجل أنهاء هذه الحرب التي سببت لها صداعا مزمنا أضافة الى الخسائر المادية والبشرية ولكن بلا أية فائدة لحد الآن!.لم تتوقف السعودية لحد هذه الأخفاقات على صعيد السياسة الخارجية والداخلية المتمثلة بالصراع الخفي بين الأمراء أنفسهم من أجل الزعامة لا سيما أذا علمنا ان عدد الأمراء في السعودية هو (7000) أمير!.فلا زالت السعودية تصر على أقامة التحالفات الدولية والمؤتمرات ضد اليمن وسوريا، رغم عدم جدواها!.فأحتضنت أخيرا مؤتمر المعارضة السورية من أجل أسقاط نظام بشار الأسد والعزف على نفس(القوانة)!. رغم أنه لم يعد خافيا على أحد بأن كل تدخلات السعودية سواء بالعراق أو سوريا أو اليمن ولبنان أو حتى في البحرين هي مواقف وتدخلات طائفية مذهبية للوقوف ضد أيران لا محبة وخوفا على شعوب هذه الدول!!. مكمن الغباء السعودي هو أنهم تناسوا تماما من هي فرنسا وروسيا والصين وأمريكا وبريطانيا، وتناسوا معها مقولة لا صداقات دائمة في السياسة بل توجد مصالح دائمة. فأمريكا المرتبطة بحلف تاريخي مع السعودية منذ عام 1947بدأت تعيد النظر في علاقتها مع السعودية بشكل واضح على ضوء الكثير من المستجدات في المنطقة، فهي لم تعد حليفتها مثلما كانت من قبل!، بل أبقتها كبقرة حلوب، تأخذ منها ما تريد ووقت ما يعجبها!.كما أن السعودية تناست بأن المليارات التي صرفتها من أجل أسقاط صدام حسين ولأسقاط بشارالأسد كلها صبت لصالح أيران!!!.

كذلك تناست سياسة وقوة روسيا وحنكة الرئيس (بوتين) الذي قال لأمريكا ولكل دول الغرب ولكل من يتحالف معهم منذ بداية أزمة سوريا وبداية حرب الدولة ضد داعش ( أن سوريا تعني روسيا) ولا أحد يستطيع أسقاط نظام الأسد!، وبالفعل كان لروسيا ما أرادت،فأستطاعت أن تلغي فقرة ضرورة تنحي بشار الأسد التي كانت تعتبر من الأولويات التي يتم طرحها في كل المؤتمرات الدولية التي عقدت للمصالحة أو أجراء التسوية للقضية السورية!، بل أن البعض صار يطرح ضرورة بقائه وحضوره تلك المؤتمرات بعد أن كان أسقاط نظام الأسد هو المطلب والشرط الأول في كل مؤتمر يعقد أو كل مبادرة تسوية.! فأي غباء هذا أن تقوم السعودية بأحتضان مؤتمر المعارضة السورية في الرياض قبل أيام!، وهي التي عقدت عشرات المؤتمرات وصرفت مئات الملايين من الدولارات عليها وعلى مدى السنوات العشر التي مضت ضد سوريا والعراق واليمن وحزب الله ولكن كلها ذهبت هباء في شبك، حيث لم تجني من كل تلك المؤتمرات والأموال التي صرفت عليها أي شيء لصالح السعودية!. أما بخصوص أزمتها مع قطر فقد كان ذلك فشل آخر للسعودية حيث سرعان ما اقامة التحالف الخليجي ضدها وأشركت مصر بالتحالف وهددت وزمجرت وأرعدت حتى وصل تهديدها لأحتلال قطر! والنتيجة هو أن كل ما فعلته كان أستهلاك كلام وصرف أموال على هذه الدولة أو تلك من أجل أدخالها بالتحالف ضد قطر وبلا أية فائدة!.أعتقد أن ما خططت له أمريكا والسعودية من ضرب أيران وحزب الله عن طريق لبنان وبافتعال أزمة (الحريري) قد باءت بالفشل تماما، وذلك ليس بسبب ممانعة فرنسا التي تعتبر لبنان وليدها الشرعي فحسب!، ولكن بسبب قوة وتماسك التحالف الروسي الأيراني السوري الحوثي وحزب الله تجاه كل قضايا المنطقة.أن السعودية بدأت ومنذ فترة تحصد ثمار سياساتها الخاطئة في المنطقة وعدم أستقرائها لعموم المشهد السياسي في المنطقة الذي يزداد تعقيدا يوما بعد يوم! وخاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي (ترامب) بنقل السفارة الأمريكية الى القدس!.. فالسعودية وبسبب كل هذه السياسات غير المدروسة وبسبب كل هذه التحالفات التي تعقدها(تحالف دولي ضد اليمن وآخر ضد سوريا، وثالث ضد قطر) والتي كلفتها مليارات من الدولارات ناهيك عن حلبها المستمر من قبل أمريكا!، كل ذلك أدى الى توقف كل خططها الأستثمارية والعمرانية والأقتصادية وأية خطط أخرى، فأصبحت هناك بطالة واضحة بين صفوف الخريجين كما صار الحصول على عمل يحتاج الى واسطات وتوصيات، كما في باقي الدول العربية التي تعتبر هذه أحدى سماتها المميزة!. كما بدا واضحا الفقر والحاجة لدى شرائح كثيرة بالمجتمع، حتى أن الفضائيات نقلت تقريرا مصورا عن (أم علي) المرأة السعودية وهي تبيع الشاي في بسطية! فتحتها على أحد الطرق لتعيل عائلتها بعد وفاة زوجها لصعوبة الحياة!!. ولا بد هنا أن نذكر رأي وتصور المحللين والخبراء السياسيين عن مستقبل السعودية في ظل هكذا سياسات، حيث عقدت في العاصمة الأمريكية واشنطن ندوة عن مستقبل المملكة العربية السعودية ودورها الأقليمي شارك فيها الخبير الأمريكي (بروس رايدل) والصحفي البارز في صحيفة نيويورك تايمز (توماس فريدمان). حيث رأى (رايدل) أن التنافس بين الرياض وطهران سينتهي بخسارة السعودية!!. أخيرا نقول أن الكثيرين يتوقعون بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيقوم بثورة أجتماعية كبيرة في السعودية، بعد أن سمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة!، وسوف يحدث تغييرات كبيرة بعموم الحياة السعودية، قد تقلبها راسا على عقب!. ولكن أرى أن هذا من غير الممكن أن يحدث لأن المؤوسسة الدينية الوهابية التي تحكم السعودية منذ قرابة 250 سنة لم ولن تسمح بحدوث أية تغييرات جذرية على صورة الحكم في السعودية وهذا مما يزيد من أزمة الصراع الداخلي الذي تعيشه السعودية وهذه المرة مع المؤوسسة الدينية الوهابية المرعبة!.كما أن أستمرار التدخل السعودي في المنطقة، وأستمرار عقدها للتحالفات الدولية والمؤتمرات لأحتضان هذه المعارضة أو تلك، وما يكلف ذلك خزينة المملكة من أموال ضخمة، ناهيك عن أستمرار الصراعات الداخلية في المملكة بين الأمراء أنفسهم وخاصة أن السعوديون يعرفون عدم رضا غالبية الأمراء من أن يكون الأمير محمد بن ملك السعودية سلمان، ولي للعهد المعروف بطيشه وأستهتاره وبذخه!، كل ذلك سيؤدي بالمملكة الى مالا يحمد عقباه، بل يتوقع الكثيرمن المراقبين السياسيين أن أستمرار التحديات التي تواجهها السعودية على الصعيد الداخلي وعلى عموم المنطقة وطريقة معالجتها بهذه السياسات الخاطئة سيؤدي بها في النهاية الى الأنهيار تماما!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات