9 أبريل، 2024 11:06 م
Search
Close this search box.

هل ستستقل تايوان؟!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تايوان جزيرة مساحتها (13,976) ميل مربع ونفوسها (25) مليون تقريبا , وذات قدرة إقتصادية مؤثرة في الحياة العالمية , وكانت دولة مستقلة وعضو مؤسس لهيأة الأمم المتحدة , وتأريخها يؤكد أنها تواصلت في سلوكها كدولة مستقلة , رغم فقدانها لمقعدها في الأمم المتحدة عام (1971) , وفي عام (1979) حولت أمريكا إعترافها منها إلى بكين , وفي نفس العام أصدر الكونكرس الأمريكي قانون العلاقات مع تايوان , والذي يلزم أمريكا بمساعدة تايوان للدفاع عن نفسها.
وانتهجت الصين سياسة التوحيد السلمي , ورفضت التخلي عن الإستخدام المحتمل للقوة ضد تايوان.
والمشكلة القائمة اليوم أن تايوان صارت فيها أجيال تحسب أنها تايوانية وليست صينية , وأنها إعتمدت نظاما سياسيا متطورا , واصبحت ذات إقتصاد قوي ومؤثر في الحياة العالمية.
فتايوان تحتكر صناعة الرقائق المتقدمة جدا (أشباه الموصلات), التي تسخدم في الأجهزة المهمة المعقدة كالطائرات والصواريخ وغيرها من المعدات العالية التقنية , ويقال أنها تنتج (90%) منها , وتعتبرها درعها السليكوني , ودول العالم تعتمد عليها , ولا يمكنها أن تتخلى عنها , لأنها ستتسبب بأضرار إقتصادية وتقنية شديدة.
فهذه الجزيرة الصغيرة ذات هيمنة إقتصادية كبيرة , وحتى الصين نفسها تعتمد عليها , وأي توجه عسكري نحوها سيتسبب بإنطلاق حرب لا تبقي ولا تذر , لأن أمريكا ودول أوربا لا تستطيع الإستغناء عن تايوان تقنيا , ولا تحتمل حرمانها من الرقائق الإليكترونية العالية الدقة والنوعية.
ويُقال أن تصنيع هذه الرقائق يحتاج إلى خبرات وظروف بيئية معقدة وذات نقاوة وتطهير شديد , ولهذا أثر وباء الكورونا في كمية إنتاجها , لأن مراكزها سرّحت نسبة كبيرة من العاملين فيها للحفاظ على البيئة اللازمة لتصنيعها.
ومن هنا فأن مغامرة الصين في ضمها بالقوة له تداعياته الخطيرة , ومن الأنفع للصين وللعالم أن تستقل تايوان , وتكون كما كانت من قبل , وهذا مايبدو سيحصل , وما تشير إليه السلوكيات الأمريكية والأوربية , التي ربما ستعلن إعترافها بها كدولة مستقلة , وتضع الصين على شفا حفرة من الضياع الأكيد , فقد فات أوان ضمها للصين , ولن تصلح القوة ما أفسده الإحجام عن ضمها منذ أكثر من سبعة عقود.
فهل ستعلن الدول المناوئة للصين إعترافها بتايوان دولة مستقلة؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب