تايوان جزيرة مساحتها (13,976) ميل مربع ونفوسها (25) مليون تقريبا , وذات قدرة إقتصادية مؤثرة في الحياة العالمية , وكانت دولة مستقلة وعضو مؤسس لهيأة الأمم المتحدة , وتأريخها يؤكد أنها تواصلت في سلوكها كدولة مستقلة , رغم فقدانها لمقعدها في الأمم المتحدة عام (1971) , وفي عام (1979) حولت أمريكا إعترافها منها إلى بكين , وفي نفس العام أصدر الكونكرس الأمريكي قانون العلاقات مع تايوان , والذي يلزم أمريكا بمساعدة تايوان للدفاع عن نفسها.
وانتهجت الصين سياسة التوحيد السلمي , ورفضت التخلي عن الإستخدام المحتمل للقوة ضد تايوان.
والمشكلة القائمة اليوم أن تايوان صارت فيها أجيال تحسب أنها تايوانية وليست صينية , وأنها إعتمدت نظاما سياسيا متطورا , واصبحت ذات إقتصاد قوي ومؤثر في الحياة العالمية.
فتايوان تحتكر صناعة الرقائق المتقدمة جدا (أشباه الموصلات), التي تسخدم في الأجهزة المهمة المعقدة كالطائرات والصواريخ وغيرها من المعدات العالية التقنية , ويقال أنها تنتج (90%) منها , وتعتبرها درعها السليكوني , ودول العالم تعتمد عليها , ولا يمكنها أن تتخلى عنها , لأنها ستتسبب بأضرار إقتصادية وتقنية شديدة.
فهذه الجزيرة الصغيرة ذات هيمنة إقتصادية كبيرة , وحتى الصين نفسها تعتمد عليها , وأي توجه عسكري نحوها سيتسبب بإنطلاق حرب لا تبقي ولا تذر , لأن أمريكا ودول أوربا لا تستطيع الإستغناء عن تايوان تقنيا , ولا تحتمل حرمانها من الرقائق الإليكترونية العالية الدقة والنوعية.
ويُقال أن تصنيع هذه الرقائق يحتاج إلى خبرات وظروف بيئية معقدة وذات نقاوة وتطهير شديد , ولهذا أثر وباء الكورونا في كمية إنتاجها , لأن مراكزها سرّحت نسبة كبيرة من العاملين فيها للحفاظ على البيئة اللازمة لتصنيعها.
ومن هنا فأن مغامرة الصين في ضمها بالقوة له تداعياته الخطيرة , ومن الأنفع للصين وللعالم أن تستقل تايوان , وتكون كما كانت من قبل , وهذا مايبدو سيحصل , وما تشير إليه السلوكيات الأمريكية والأوربية , التي ربما ستعلن إعترافها بها كدولة مستقلة , وتضع الصين على شفا حفرة من الضياع الأكيد , فقد فات أوان ضمها للصين , ولن تصلح القوة ما أفسده الإحجام عن ضمها منذ أكثر من سبعة عقود.
فهل ستعلن الدول المناوئة للصين إعترافها بتايوان دولة مستقلة؟!!