تتصف مواقف الحكومة العراقية منذ 2003 ولغاية الان سواءا كانت سياسية او غيرها بالهزيلة بل بالدونية حتى يخال للبعض ان الشعب العراقي التي تمثله حكومة منتخبة من قبله هو من يرتضي هذه المواقف ، وعتبنا على شعبنا الذي انضوى تحت يافطات طائفية روج لها ساسة اليوم لاجل استمرارهم في التصدي لادارة الدولة وديمومة السرقة والنهب ، فعلى مدى الاعوام الثلاثة عشر العجاف التي مرت كانت السمة هي التبعية والمواقف الخجولة للحكومات المتعاقبة وصرنا نخاف ليس من اذل دول الجوار موقعا ، بل من خيالنا ، لذلك لا نستغرب التصريحات والمواقف التي تحط من ةقدر الدولة العراقية من قبل الاخرين ، واخرها تصريحات السلطان اردوغان الذي لا يزال كما يبدو لا تفارقه صورة العراق تابعا للدولة التركية ضمن امبراطورية تعيد مجد الدولة العثمانية ، ولا يكفينا ما فعلت تلك الامبراطورية من ذل وهوان طيلة ستة قرون حيث وصل تعداد الشعب العراقي مع نهايتها الى مليون ونصف انسان بعد ان كان تعداده في الدولة العباسية اكثر من 35 مليون شخص كما تخبرنا كتب التاريخ ، واخر تلك الاهانات ما كتبته صحيفة الشرق الاوسط ، احد الابواق الاعلامية لنظام آل سعود الذي كان هو الاخر حلقة من حلقات التآمر على العراق بدءا من الحرب مع ايران الى مؤامرة الكويت ثم الحصار وصولا الى احتلال العراق ، اذ نسبت هذه الصحيفة زورا تصريحا الى منظمة الصحة العالمية نالت فيه من شرف العراقيين وادعت ما هو معتاد في العائلة المالكة من سلوكيات منحطة ( لا اقول هذا ادعاءا بل نقلا عن اشخاص التقيتهم ممن لهم اطلاع ) ، وسرعان ما استنكرت تلك المنظمة مثل هذه التصريحات ، وسؤالنا ، هل سيكون للحكومة موقفا غير تلك المواقف الهزيلة وتنهي بذلك صفحة مذلة للعراق ، لكي نعيد له رونقه وصورته الصحيحة بانه قائدا لوسطه لا منقاد ، لا نطمع حاليا لان يكون العراق هو من يصنع حكومات دول الجوار كما كان ذلك معتادا في اربعينيات القرن الماضي حيث في بغداد تصنع حكومات طهران وانقرة ، بل نريد موقفا يراعى فيه وزن العراقي قياسا باوزان الاخرين ، ونذًكر السيد العبادي رئيس الوزراء ان الاستنكار الشفهي لن يعيد الهيبة للشعب العراقي ، فقط نذًكره بحادثة من الماضي القريب ، عندما اقامت موزة ( ليست الثمرة بل موزة قطر) دعوى على احد ابواق آل سعود وهي صحيفة الزمان للمتلون سعد البزاز في العقد الماضي في احد المحاكم الانكليزية لكون الصحيفة تصدر هناك ، رغم ان التشهير الذي ادعاه البزاز كان اقل شئنا مما ارتكبته الشرق الارسط اليوم ضد الشعيب العراقي ، وكانت نتيجة تلك الدعوى ان فرضت المحكمة البريطانية غرامة قدرها 500 الف جنيه استرليني مع نشر اعتذار لمدة شهر كعنوان رئيسي مع ان موزة ليست بحاجة الى المال ، بقدر ما كانت تريد ان ترى احد ابواق الاعلام السعودي مذلولا ، ربما لا يعرف البعض ان البزاز بعد طرده من العراق في زمن النظام السابق حاول التوسل بذلك النظام عبر رسالة بائسة نشرها على الصفحة الاخيرة من جريدة بابل ( في كانون الاول عام 1995) يطلب فيها الصفح ، وبعد ان يأس من ذلك لجأ الى السعودية ، التي مولته لاصدار صحيفة الزمان في لندن ، لتضيف بوقا دعائيا لها يعد ان اشترت صحيفة الحياة وصحف اخرى ومن ثم اصدرت الشرق الاوسط ، لكون الاعلام احد دعامات الحكم السعودي في الترويج للنظام وللفكر الوهابي